ما هي الأدوية التي لا تفطر في رمضان؟
ما هي الأدوية التي لا تفطر في رمضان؟
الإسلامُ مَنبعُ الرَّحمَة يَسطعُ منه مظاهر اليُسر في كلِّ أَمرٍ كلّف الله به النّاسََ؛ فلَم يَعُدُّ الشرع كل الأدوية مُفطرةً في شهرِ رمضانِ المُبارك، ونَظراً لغَشاوةِ هذا الأَمرِ على كثيرٍ مِنَ النَّاسِ كانت الحاجَةُ ماسةٌ لتفصيلِ وبيانِ الأَدويةِ الَّتِي لا تُنقِضُ الصِّيام.
حقيقة الأدوية
إنّ الأدويةَ الّتي يَتمُ تناولها من الفم لَيست بحاجة إلى الكلامِ فيها؛ لأنها مُفطرة فُكُلُ ما يَتم تناولهُ مِن الفمِ يعد من نواقض الصِّيام ، فقد دَلَّ القرآنُ وسُنّةُ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنَّ ما يُفطرُ الصائمُ هو الطعامُ، والشرابُ، والجماعُ ومعلومٌ أنّ الطعامَ والشرابَ يتناولُهُ الإنسان مِن الفَمِ المنفذِ الطبيعيِ المُعتادِ؛ فما كان طعاماً أو شراباً ودخلَ من المدخل الطبيعي فلا شَكّ أنّهُ يُفطرُ الصائمُ.
أمّا الأَدوية العِلاجية الَّتي تُعطَى عن طَريقِ الإبرِ أو القطراتِ، فقد فصَّلَ فيها العُلماء، وتوصلوا إلى أنّ الأدويةَ إذا كانت مُغذيةً ک(المحاليل المغذية)، وغيرها مما يكسب الجسم الطاقة فهي مفطرة، أمّا الإبر الغير مغذية للجسمِ فهي غير مفطرة.
الأدوية الغير مفطرة
تعدّدت آراء الفقهاء كثيراً في الأدوية، والصحيحُ الّذي يجبُ أن يُتبعَ هو ما تبعهُ الدّليل، وعلى هَذا فإنّ الأَدويةَ الغيرَ مفطرةً، والّتي لا تُنقضُ الصِّيام كما يأتي:
قطرات الفم، أو العين، أو الأذن
قطرةُ العين: غير مفطرة؛ لأنها مدخلً غيرَ معتادً، وليس لها علاقة بالأكلِ والشربِ؛ فقد أجمع العلماء على صحة صوم من سبح أو استحم، ومن باب أولى صحة صوم من وضع القطرة.
أمّا قطرة الأذن، أو غسول الأُذن؛ فإنّ مدخل الأذن غير معتاد، وقد ثبت طبياً عدم وجود منفذ بين الأذن والجوف؛ وعليه لا تكونُ قطرةُ الأذن مفطرة.
وقطرة الأنف غير مفطرةً، وما يُوضعُ فيها لا يُسمى أكلٌ أو شُرب؛ إنّما دواء فإذا قَدِرَ الشخصُ على لَفظِ ما تَبقَى فَصِيامُهُ صَحيح، وأَمّا بالنسبةِ لبخاخِ الأنفِ فهو غَير مفطر أيضاً؛ فالمادة التي يتم بها في الأنف لا تصل إلى المعدة، فبالتالي هي غير مفطرة.
الأقراص التي توضع تحت اللسان
وهذه الأقراصُ لعلاجِ الأزماتِ القلبيةِ؛ وقَد أجمعَ العلماءُ على صحةِ صومِ مَن تناولها، لِعدمِ دخولِ أيّ شيءٍ منها عبر الفم، والأفضلُ لِمن وضعها أنْ يَتمضمضَ بعدَ ذوبانِ الحبّة.
ما يدخل المهبل
مِن تحاميلِ (لبوس)، أو غسولِ، أو منظارٍ مهبلي، أو إصبعٍ للفحصِ الطبي؛ فكُل هذه غير مفطرةً لأنها ذات مدخل غير معتاد، فلا منفذَ بين قُبُلِ المرأةِ والمَعدةِ في الفحصِ الداخلي، فبالتالي لا يعد مفطراً، ويلحق بها إدخالُ المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم، فهو غير مفطر.
ما يدخل الإحليل
أي مجرى البول الظاهر للذكرِ والأنثى من قَثطرةٍ (الأنبوب دقيق)، أو منظارٍ، أو مادةٍ ظليلةٍ على الأشعة، أو دواءٍ، أو محلولٍ لغسلِ المثانة.
علاج الأسنان
حفرُ السن، أو قلعُ الضرس، أو تنظيفُ الأسنان، أو استخدام السّواكِِ وفرشاةِ الأسنان، إذا اجتنبَ ابتلاع ما قد ينفذ إلى الحلق.
المضمضة، والغرغرة، وبخاخ الفم، والربو
غير مفطرة إذا ضمنَ الإنسان عدم ابتلاع ماء المضمضة، أما بالنسبة لبخاخ الفم فهو غير مفطر أيضا وحكمه كحكم بخاخ الأنف، وأيضاً البخاخُ الربويُ لا يفطر على الصحيح؛ لثبوتِ الأدلةِ طبياً، وهذا ما أفتى به الشيخ صالح ابن العثيمين -رحمه الله-.
الحقن العلاجية الغير مغذية
سواءٌ كانت الحقنُ الجلديةُ أو الحقن العضليةُ أو الحقن الوريديةُ، كإبرةِ الإنسولين فهي غير مفطرةً؛ لأنها غير مقويةً بل ترفع نسبة السُّكر في الدمِ فهي إبر علاجية، باستثناءِ السوائلِ والحقنِ المغذية فإنّها مفطرةً كإبرة (B12)، وكالمغذي؛ لأنها مفطرة، أما الإبر الوريدية فيحكم عليها في حال كانت مغذية فهي مفطرة؛ أما إذا كانت غير مغذية فهي غير مفطرة.
الغازات
غاز الأكسجين غير مفطر، وكذلك غازات التخدير (البنج) ما لم يعط المريض سوائل (محاليل) مغذية.
ما يدخل الجسم امتصاصًا من الجلد
كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية، أو الكريمات بأنواعها فهي غير مفطرة.
إدخال المنظار أو قثطرة للجسم أو علاج النخاع الشوكي
إدخال قثطرة (أنبوب دقيق) في الشرايين لتصوير، أو علاج أوعية القلب، أو غيره من الأعضاء غير مفطرة، وإدخال منظار من خلال جدار البطن لفحص الأحشاء، أو إجراء عملية جراحية عليها، وكذلك منظار المعدة غير مفطر بشرط عدم إدخال سوائل (محاليل)، أو مواد أخرى فإنه يفطر في هذه الحالة، وكما أن دخول أي أداة، أو مواد علاجية إلى الدماغ، أو النخاع الشوكي غير مفطر.
أخذ عينات (خزعات)
بأَخْذِها مِن الكَبدِ أو غَيرها مِنَ الأعضاءِ ما لم تَكن مصحوبة بإعطاءِ محاليلٍ فهي غير مفطرة.