ما هي أهمية المخترعات في حياتنا
المخترعات
لا يمرّ يومٌ دون استخدام الهاتف المتنقّل، أو تصفّح الإنترنت ، ولا يمكن إمضاء يومٍ في الآونة الأخيرة دون استخدام وسائل النقل، أو أدوات المطبخ، أو حتى وسائل الترفيه والتسلية، وقد أثبتت الأرقام والإحصائيات مدى حجم الاعتماد الهائل على المخترعات والتكنولوجيا التي تزداد تشابكاً وارتباطاً مع حياتنا اليومية؛ ففي إحصائيةٍ أُجرِيت عام 2018م للكشف عن عدد مستخدمي شبكة الإنترنت حول العالم، تمّ رصد أكثر 20 دولة مستخدمة للإنترنت، ففاق عدد مستخدمي الإنترنت فيها جميعها 2.7 مليار مستخدم، وكانت النسبة العظمى للصين؛ حيث بلغ عدد مستخدمي الإنترنت فيها نحو 804.5 مليون مستخدم في ذاك العام.
كما شهد عدد مستخدمي الألواح الذكية (الإنجليزية: Tablets) تزايداً ملحوظاً منذ عام 2013م؛ حيث ارتفع عددهم من 0.66 مليار مستخدم إلى ما يقارب 1.2 مليار مستخدم في عام 2018م، ولم تقتصر الإحصائيات على هذين الامرين فقط، فهناك العديد من الإحصائيات التي تشير إلى ارتفاع وتزايد ملحوظٍ في الطلب على المخترعات التكنولوجية، فما أهميّة هذه المخترعات، وهل هناك تأثير سلبي لها دون أن يحسّ مستخدموها بذلك، وكيف بدأ خط سير الإنسان منذ بدايات اختراعها؟
أهميّة المخترعات
للمخترعات العديد من الفوائد والميّزات في مختلف المجالات التي غيّرت وما زالت تغيّر الحياة للأفضل؛ فكم من اختراعٍ بسيطٍ كان له أثرٌ كبيرٌ في التاريخ، فهناك النار مثلاً؛ مصدرٌ للحرارة والدفء، وركنٌ أساسيٌ من أركان الطبخ وطهي الطعام، وما هذا الاختراع إلا البداية للعديد من الاختراعات الأخرى التي تثري وتُفيد حياتنا كل يوم، وفيما يأتي عرضٌ سريعٌ لأهم المجالات التي كان للمخترعات وتطورها أثر إيجابي عليها:
المجال العلمي
غزت المخترعات التقنية مجالات الحياة كلها، ولا يكاد يمرّ يومٌ دون الاستفادة منها، فقد ساهمت المخترعات في المجال العلمي في رفد العالم بالكهرباء، وهي العنصر الأساسي الذي يشغّل معظم -إن لم يكن كل- الأجهزة والأدوات المستخدمة في المنزل، ومكان الدراسة، وحتى العمل، ومثل الكهرباء مادة البلاستيك ؛ تلك المادة الموجودة في مستوعبات حفظ الطعام، والملابس، والطاولات والكراسي، وأدوات المطبخ، والمصانع، والمختبرات الكيميائية، والسيارات، ومختلف وسائل النقل، وكذلك الأمر فيما يخصّ المخترعات التقنية التي ساهمت في تطوّر الأساليب الزراعية الحديثة في مطلع القرن العشرين، ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، إلا أنه من الصعب الإحاطة بالأدوات والمخترعات جميعها.
المجال الاقتصادي
ترفع المصادر المعدنية والنفط اقتصاد الدول؛ وذلك ببيعها وتصديرها للخارج، لكن هذه المصادر غير متاحة للدول كلها، لهذا يكون السبيل إلى دعم الاقتصاد عن طريق الإبداع والاختراع ضمن الموارد المتاحة لكل دولة، وفي ذلك يقول عالم الاقتصاد بول كروغمان: "تتحدّد قدرة الدولة على رفع مستواها المعيشي، إن استطاعت أن تزيد المخرجات التي ينتجها كل عاملٍ لديها"، وهذا يعني أنه إن استطاعت الشركات المحلية أن تنتج العديد من المخترعات والخدمات من الموارد الأساسية المحدودة المتوفرة لديها، فستحقق الاكتفاء الذاتي، وسينمو اقتصاد الدولة عن طريق عمليات تصدير الفائض عن الحاجة إلى الخارج، فتكون أهمية المخترعات ضمن المجال الاقتصادي في زيادة الدخل القومي للدولة، ومعدّل دخل الأفراد.
المجال الرياضي
عند الحديث عن أهمية المخترعات في المجال الرياضي ، فإن المدرّبين والرياضيين يمكنهم تحديد كيف ساعدتهم المخترعات التقنية العديدة في المجال الرياضي على زيادة كفاءة مخرجات التدريب، ومن هذه الفوائد:
- تتبّع الأداء الرياضي أثناء التدريب.
- إتقان الحركات الرياضيّة.
- تعزيز التواصل بين الرياضيّ والمدرّب أثناء فترة التدريب.
- تقليل نسبة الإصابة.
المجال الفني
استطاعت المخترعات قديماً وحديثاً أن تثبت وجودها وأهميتها للمجال الفني؛ بحيث يستفيد منها جميع العاملين في مجالات الفنون البصرية المختلفة، ومن أشكال استخدام المخترعات في المجال الفني:
- استخدام الكتب الإلكترونية .
- استخدام تقنية الصور المولّدة عن طريق الحاسوب (بالإنجليزية: Computer Generated Imagery-CGI)، وقد أحدثت هذه التقنية نقلةً نوعيّةً في عالم السينما وصناعة الأفلام.
- تقوية الصلة بين الفنانين والجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي ؛ فيمكن للجمهور أن يتفاعل مع الفنان أو الجهات الفنيّة بشكل مباشر وسهل، ومن أي مكان وفي أي وقت.
الآثار السلبية للمخترعات
رغم الجوانب المضيئة والإيجابية للمخترعات في الحياة الشخصية والعملية، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد آثار سلبية لها، تؤثر على الأفراد والمؤسسات والدول، وفيما يأتي عرض سريع لأبرز أضرار المخترعات إن تم استخدامها بشكلٍ خاطئٍ:
- عدم قدرة الأشخاص على الموازنة بين الحياة الافتراضية ومتطلباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، والحياة العملية ومتطلباتها في مكان الدراسة أو العمل.
- كثرة المقارنات الاجتماعية.
- ازدياد معدّلات القلق والتوتر الناتجة عن اضطرابات النوم، وذلك بسبب استخدام الهاتف قبل النوم.
- تطوير العديد من التقنيات العسكرية، مثل: القنابل والأسلحة الناريّة التي من شأنها تدمير المنشآت، وإيذاء الطبيعة.
تاريخ أهمّ المخترعات
كل شيءٍ تقع عليه الأعين هو اختراعٌ عجيبٌ، أسَر ألباب الناس عند بدء تداوله واستخدامه؛ فالعجلة مثلاً، والتي ترجّح المصادر التاريخية اكتشافها حوالي عام 3500ق.م، توجد في وسائل النقل ، والمراوح، ومغازل الخيوط، والكثير من الأدوات المُستخدَمة بشكلٍ شبه يوميّ، أما الورق، فهو تلك المادة المرنة الاستخدام التي لا يكاد يخلو بيتٌ منها، وتوجد في الكتب ، والعلب الكرتونية، والنقود، والفواتير، وقد مرّ على اختراعها زهاء 2200 عام.
وهناك أيضاً الطابعة التي تم اختراعها عام 1440م، حيث ساهمت في انفتاح البشرية على الحضارات والمعارف المختلفة، وكذلك المحرّك البخاري الذي أمضى العلماء الإيطاليون والإنجليز الكثير من الوقت في القرن السابع عشر وهم يطوّرونه ويحدّثونه للاستخدام في مجالَي الصناعة والنقل، وبالتأكيد لا يُمكن إغفال اختراع مهمّ للغاية، ألا وهو اختراع الإنترنت عام 1969م، فقد ربط أصقاع العالم جميعها، وجعل تبادل الكتب والمعلومات عبر مسافاتٍ هائلةٍ يحدث بنقرةٍ واحدةٍ.