ما هي أفضل الأيام عند الله
يوم عرفة
كرمُ الله -سبحانه وتعالى- وفضله على الناس لا يُحصى، ومن أنواع كرمه على المسلمين أن منَّ عليهم بتفضيل أوقات بالأجر لمن يعمل الصالحات فيها على غيرها؛ مثل يوم عرفة؛ لأن أجر العمل الصالح فيها يُعادل أضعاف أجره في غيرها بمئات المرات، وفيما يأتي بيان لذلك:
فضل يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو من أفضل أيام السنة، وقد ورد في فضله عدة أحاديث منها ما روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).
بالإضافة إلى ما نقله جابر بن عبد الله عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (وما من يومٍ أفضلُ عند اللهِ من يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ -تباركَ وتعالَى- إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ فيقولُ انظروا إلى عبادي جاءوني شُعْثًا غُبْرًا ضاحِين جاءوا من كلِّ فجٍّ عميقٍ يرجون رحمتي ولم يرُوا عذابي فلم يُرَ يومٌ أكثرَ عتيقًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ).
العبادة في يوم عرفة
يجدر بالمسلم استغلال الأوقات الفضيلة بالإكثار من العبادات والأعمال الصالحة، ويكون استثمار يوم عرفة بما يأتي من العبادات:
- صيامه لغير الحاج:
فصيام يوم عرفة يُكفِّر ذنوب سنتين -سابقة ولاحقة- كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).
- كثرة الدعاء والذكر:
فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفَةَ وخيرُ ما قلْتُ أنا والنبيونَ من قبلي لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ).
- كثرة التكبير: وقد ورد التكبير بعدة صيغ نختار منها الصيغ الآتية:
- "اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً".
- "اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ".
- "اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ".
عشر ذي الحجة
تعد العشر أيام الأوائل من ذي الحجة من الأيام الفضيلة والتي يتضاعف فيها أجر العمل الصالح، وفيما يأتي تعريف لفضل هذه الأيام وأهم العبادات فيها:
فضل عشر ذي الحجة
هي الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، وقد ورد في فضلها عدة أحاديث؛ منها ما رواه عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ مِنْ هذهِ الأيامِ العشرِ فقالوا يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلمْ يرجعْ مِنْ ذلكَ بشيءٍ).
وفي هذه الأيام تُضاعف الأجور أضعافاً كثيرةً لا يعلمها إلا الله -سبحانه وتعالى-، كيف لا وأجر من يعمل فيها الصالحات يتفوق على من يُجاهد في غيرها من الأيام -كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق- والجهاد ذروة سنام الإسلام، إلا من جاهد بماله ونفسه، فأنفق ماله كله واستشهد بعدها، فعلى المسلم أن لا يُضيّع من من هذه الأيام لحظة إلا وهو عابد فيها لله -تعالى-.
العبادة في عشر ذي الحجّة
يكون استثمار عشر ذي الحجّة بما يأتي من العبادات:
- الصيام:
وقد ذكُر عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه كان يصومها، ويفضِّل كثير من العلماء صومها؛ فقد قال القرطبي: " فليس في صوم هذه التسعة كراهية، بل هي مستحبة استحباباً شديداً، لا سيما التاسع منها، وهو يوم عرفة"، وقال النووي: "فليس في صوم هذه التسعة كراهية، بل هي مستحبة استحبابا شديدا، لا سيما التاسع منها، وهو يوم عرفة".
- الإكثار من الذكر:
يستحب الإكثار من الذكر في هذه الأيام ولا سيما التكبير، والتهليل، والتحميد؛ فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة الحج: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)، وهي الأيام العشر الأولى من ذي الحجة على رأي جمهور العلماء، كما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم-: (ما من أيامٍ أعظمُ عند اللهِ ولا أحبُّ إليه العملُ فيهن من أيامِ عشرِ ذي الحجةِ أو قال هذه الأيامِ فأكثروا فيهن من التسبيحِ والتكبيرِ والتحميدِ والتهليلِ).
- قيام لياليها:
حيث يستحب الاعتكاف في ليالي عشر ذي الحجة وإحياء الليل بالقيام وقراءة القرآن والدعاء والتضرع لله -سبحانه وتعالى-.
يوم النحر
يعد يوم النحر من الأيام التي فضلها الله -سبحانه وتعالى- على غيرها من الأيام، وفيما يأتي بيان لفضل هذا اليوم والعبادات المستحبة فيه:
فضل يوم النحر
يوم النحر هو اليوم العاشر من ذي الحجة؛ أي اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، وهو من أفضل الأيام عند الله -سبحانه وتعالى-، وهو الذي سماه يوم الحج الأكبر على رأي كثير من العلماء لفضله، ولأن معظم أعمال الحج تؤدَّى فيه، قال الله -عز وجل-: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَْكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ).
العبادة في يوم النّحر
يكون استثمار يوم النحر بما يأتي من الأعمال والعبادات:
- التكبير، والتحميد، والتهليل، والتسبيح.
- الاغتسال قبل الخروج لأداء صلاة العيد.
- صلاة العيد في المصلى.
- التهنئة بالعيد؛ بقول: "تقبل الله منا ومنكم"، وقد ثبت ذلك عن مجموعة من الصحابة.
- ذبح الأضحية؛ قال الله -سبحانه وتعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما عمل آدميٌّ من عملٍ يومَ النَّحرِ أحبَّ إلى اللهِ من إهراقِ الدِّماءِ إنَّها لتأتي يومَ القيامةِ بقرونِها وأشعارِها وأظلافِها وإنَّ الدَّمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبل أن يقعَ من الأرضِ فطِيبوا بها نفسًا).
يوم الجمعة
يعد يوم الجمعة يوم عيد للمسلمين؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم: (إنَّ هذا يومُ عيدٍ جعلَهُ اللَّهُ للمسلمينَ فَمن جاءَ الجمعةِ فليغتسل وإن كانَ عنده طيبٌ فليمَسَّ منهُ وعليكم بالسِّواكِ)، وفيما يأتي بيان لفضل هذا اليوم والعبادات المتعلقة فيه:
فضل يوم الجمعة
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فضل يوم الجمعة: (خَيرُ يَومٍ طلَعَتْ فيه الشَّمسُ يَومُ الجُمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أُهبِطَ، وفيه تيبَ عليه، وفيه ماتَ، وفيه تَقومُ السَّاعةُ، وما مِن دابَّةٍ إلَّا وهي مُسيخةٌ يَومَ الجُمُعةِ، مِن حينِ تُصبِحُ حتى تَطلُعَ الشَّمسُ، شَفَقًا مِن السَّاعةِ، إلَّا الجِنَّ والإنْسَ، وفيها ساعةٌ لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي، يَسألُ اللهَ شَيئًا إلَّا أعطاهُ إيَّاهُ).
العبادة في يوم الجمعة
يكون استثمار يوم الجمعة بما يأتي من الأعمال والعبادات:
- كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (أكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ في يومِ الجمعةِ؛ فإنَّه ليس يُصلِّي عليَّ أحدٌ يومَ الجمعةِ إلَّا عُرِضت عليَّ صلاتُه).
- قراءة سورة الكهف.
- الدعاء مع تحري ساعة الاستجابة.