ما هي أعراض الروماتويد
أعراض الروماتويد المتعلقة بالمفاصل
الروماتويد، أو التهاب المفاصل الروماتويديّ ، أو التهاب المفاصل الرَثَيَانِي، أو الداء الرثيانيّ، أو الالتهاب المفصليّ الروماتويديّ (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) واختصارًا RA، هو أحد أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune disorder) التي تظهر بشكلٍ تدريجيّ وتتطوّر خلال عدّة أسابيع أو أشهر، وتسبّب التهابًا مزمنًا في المفاصل، ويبدأ هذا الاضطراب بأعراض بسيطة متقلّبة تظهر وتختفي على فترات متعدّدة، ويُطلق على فترات ظهور نوبة الأعراض هبّات المرض وفترات زوال أو انخفاض شدّتها بفترات الخمول أو هدأة الأعراض، وتختلف أعراض هذا النوع من التهاب المفاصل بين الأفراد كما قد تختلف شدّتها من يوم إلى آخر.
يُسببّ الروماتويد مشاكل في أيّ مفصل من مفاصل الجسم المختلفة، وفي الحقيقة تظهر أعراضه في جانبي الجسم بشكلٍ متماثل في الغالب؛ فتتأثر المفاصل ذاتها في جانبي الجسم وبنفس الشدّة، إلّا أنّ ذلك لا يحدث في جميع الحالات، ويُشار إلى أنّ المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين غالبًا ما تكون أول مفاصل الجسم تأثّرًا، ومن الأعراض التي تظهر على المفاصل ما يأتي:
ألم المفاصل
يسبّب الالتهاب الناتج عن الرماتويد إنتاج المزيد من السائل الزلاليّ (بالإنجليزية: Synovial fluid) في المفاصل، فيؤثّر ذلك بضغطٍ على الكبسولة المحيطة بالمفصل فتتهيّج النهايات العصبية وينتج الألم المرتبط بالمفصل، ويكون هذا الألم مستمرًا على شكل نبضات متفرقة، قد تزداد شدّته في الصباح بعد النوم في العادة، أو بعد الجلوس أو السكون لفترة طويلة.
تصلب المفاصل وخاصة في الصباح
يبدأ تصلّب المفاصل المرافق لالتهاب المفاصل الروماتويديّ في المفاصل الصغيرة أو في مفاصل اليدين في الغالب، ويتطوّر ببطءٍ وبشكلٍ تدريجيّ في العادة، إلّا أنّه قد يظهر بشكلٍ مفاجئ في بعض الحالات فيصيب عدّة مفاصل خلال يومٍ أو يومين، وفي الحقيقة يُعدّ تصلب المفاصل من الأعراض المبكّرة والشائعة لالتهاب المفاصل الروماتويدي، ولا يتأثر بالحركة أو السكون ويمكن أن يحدث في أوقات مختلفة من اليوم.
ويُشار إلى أنّ تصلّب المفاصل الصباحيّ أكثر أعراض التهاب المفاصل الروماتويديّ شيوعًا، وقد يظهر بعد الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة دون حركة ويستمرّ لعدّة ساعات.
انتفاخ المفاصل وتورمها وشعور بحرارة فيها
يمكن أن تلتهب بطانة المفاصل المصابة بالالتهاب الروماتويدي في المراحل المبكرة من المرض، مما قد يؤدي إلى أن تصبح ساخنة ومنتفخةً ومؤلمة عند اللمس، فيبدو المفصل أكبر من المعتاد، وقد تستمرّ هذه الهبات لعدة أيامٍ أو أسابيع، وفي بعض الحالات يمكن أن تتشكل تورمات قوية تسمى العقيدات الروماتيزمية (بالإنجليزية: Rheumatoid nodules) أيضًا تحت الجلد حول المفاصل المصابة، ومع مرور الوقت يُتوقع أن يزداد ظهور هذه الاعراض سواء في نفس المفاصل التي تأثرّت سابقًا أو في مفاصل أخرى.
انخفاض نطاق الحركة
نتيجة الألم الحاصل في المفاصل قد تنخفض قدرة المصاب على تحريك هذه المفاصل حركة كاملة، كما أنّ التهاب المفاصل قد يؤثر في الأوتار والأربطة المتصلة بالمفصل ويؤدي إلى تشوّهها أو اضطرابها، ومع تقدّم المرض قد يفقد المفصل المتأثر جزءًا من حركته، وهنا تظهر أهمية ممارسة بعض التمارين البسيطة التي تساهم في المحافظة على حركة المفصل بحسب ما يراه الطبيب مناسبًا.
خدران وتنميل
قد يؤدي الالتهاب الحاصل في الأوتار أيضًا إلى الضغط على الأعصاب المحيطة بالمفصل والذي بدوره يؤدي إلى التنميل أو الخدران ، والإصابة في بعض الحالات بما يُعرَف بمتلازمة النفق الرسغيّ (بالإنجليزية: Carpal tunnel syndrome) التي تؤدي إلى الشعور بحرقة في اليدين، كما قد يؤثر الضرر الحاصل على الغضاريف في المفاصل أيضًا فينتج عن ذلك أصوات صرير أو طقطقة عند تحريك اليدين أو القدمين.
أعراض الروماتويد غير المتعلقة بالمفاصل
يُشار إلى أنّ الروماتويد قد ينتج عنه أعراض أخرى لا تتعلق بالمفاصل، ومنها:
تعب وإعياء
يؤثّر الروماتويد بشكلٍ عام في جسم المصاب وقدرته العقلية وحتى مشاعره واستمتاعه بنشاطاته المفضلة، وذلك بما يسبّبه من تعبٍ وإعياء (بالإنجليزية: Fatigue) قد يكونا شديدين لدرجةٍ قد يشعر فيها المصاب أنّه مصاب بالإنفلونزا، أو أنّ طاقته قد نفدت تمامًا على الرغم من عدم قيامه بجهد إضافيّ عن المعتاد، إضافةً لما يسببه من نسيان وضجر وتشوّش، وعدم الشعور بالراحة حتى بعد النوم.
اضطراب النوم
يؤثر التهاب المفاصل الذي يحدث في حالة الروماتويد في الأعصاب الموجودة في المفاصل أيضًا، ممّا يجعل أيّ ضغط مهما كان خفيفًا على هذه المفاصل مؤلمًا، وهو ما قد يحدث أثناء النوم، إذ إنّ تقلّب المصاب أثناء نومه قد يكون كافيّا لإيقاظه بسبب ما ينتج عن ذلك من ألم، إضافةً إلى أنّ المصاب قد يواجه صعوبة في النوم بسبب ما يعانيه من ألم، وفي الحقيقة فإنّ اضطراب نوم المصاب بحدّ ذاته يشكّل سببًا آخر لزيادة ما يعانيه من تعب وإرهاق.
حمى
لا يزال المسبّب الرئيس للإصابة بالحمّى (بالإنجليزية: Fever) في حالة الروماتويد حتى الآن غير واضح، ولكن يُعتقَد أنّها قد تكون ناتجة عن الالتهاب المزمن المصاحب لالتهاب المفاصل كجزء من الاستجابة الطبيعية لجهاز المناعة لمحاربة العدوى، لأنه وكما ذُكر سابقًا أنّ الروماتويد هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعيّ خلايا الجسم عن طريق الخطأ.
صعوبة أداء المهام اليومية
نتيجة الأعراض المتعدّدة الناتجة عن التهاب المفاصل الروماتويديّ مثل الألم والتصلّب والإعياء، فقد يصعب على المصاب القيام بالمهام اليوميّة حتى البسيطة منها خصوصًا في حال إصابة مفاصل اليدين، مثل إغلاق أزرار القميص أو استخدام فرشاة الأسنان، وهو ما قد يُشعر المصاب بالإحباط.
خسارة الوزن
وفي بعض الحالات قد يكون التهاب المفاصل الروماتويديّ مصحوبًا بخسارة للوزن ناجمة عن فقدان الشهيّة الذي تسبّبت به أعراض المرض من تعب وإعياء وألم وحمّى، وتجدر مراجعة الطبيب بشكلٍ عام في أيّ حال عند المعاناة من خسارة الوزن دون اتّباع حمية غذائيّة أو زيادة معدّل ممارسة التمارين الرياضية، لما قد يدلّ على مشكلة صحيّة تستدعي التدخل الطبيّ.
جفاف العينين والفم
قد يعاني المصابون بالروماتويد من جفاف العينين والفم مثل المرافق لمتلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjögren's syndrome)، إذ ينتج جفاف الفم عن انخفاض إنتاج اللعاب فيسبّب ذلك أيضًا صعوبة البلع ، كما يشعر المصاب بجفاف وتهيّج في العينين وكأنّ بعض الرمل قد دخلهما.
الأعراض الأخرى
من الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الإصابة بالروماتويد ما يأتي:
- ظهور كتل أو نتوءات صلبة تحت الجلد في الذراعين.
- التهاب الجنبة (بالإنجليزية: Pleurisy)، وما ينتج عنه من ألم في الصدر عند التنفّس.
- تشوّه المفاصل المصابة.
- خروج إفرازات من العين.
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب
يكون التصرّف الأنسب في حال ظهور الأعراض المذكورة مراجعة الطبيب وتجنّب علاجها أو التعامل معها دون اللجوء إليه، فضلًا عن أهمية مراجعة الطبيب في حال ظهور أي من الأعراض الآتية على المصابين بالروماتويد:
- ألم الصدر.
- فقدان السمع.
- حمّى.
- جفاف.
- كسر في إحدى العظام.
- مشاكل في العينين.
- مشاكل في التنفّس.
- تنميل أو خدران.
- ألم في المعدة أو عسر الهضم.
- تقبات مزاجيّة.
- تورّم وانزعاج مستمرّ في المفاصل.