كيف تنشئ مزرعة دواجن
الدّواجن
الدواجن هي أنواع من الطيور المختلفة في أصلها وصفاتها، تُشكّل أهميّة اقتصاديّة كبيرة للإنسان، وتشتمل على الدّجاج ، والإوزّ، والحمام، والبطّ، ويُعدّ إنتاج الدواجن من المنتجات الحيوانية المهمّة؛ حيث إن لحومها وبيضها يُشكّلان مصدراً مهمّاً للبروتين الحيوانيّ، كما تتمتّع لحومها بقيمة غذائيّة مرتفعة، بالإضافة إلى توفّر الأملاح المعدنيّة فيها بكثرة بالمقارنة مع لحوم الحيوانات الأخرى، أمّا بيضها فهو غنيّ بالبروتين والعناصر المعدنية، ويدخل كمادّة أولية في بعض الصناعات الجلدية والكيميائية، وفي صناعة الأدوية، وصناعة الطلاء والغراء، بالإضافة إلى استخدامه كمادة أوليّة في صناعة حبر الطباعة وتجليد الكتب، وفي التصوير الفوتوغرافيّ.
تربية الدّواجن
في الماضي لم يكن الناس يُربّون الدواجن والمواشي من أجل تحقيق الربح، إلّا أنّه مع الازدياد الكبير في أعداد السكان وزيادة الطلب على الغذاء، بدأ الناس يدركون أهميّة تربيتها لزيادة إمكانيّة توفير الغذاء، الذي يُعدّ الحاجة الأساسيّة للإنسان، فبِغضّ النّظر عن الحالة الاقتصاديّة للفرد لا بدّ من أن يتغذى هو وعائلته. تُعدّ تربية الدواجن اليومَ من أنواع التجارة المُربِحة، وهي من الأعمال التي يوصى بها عادةً للمُتقاعدين لتحقيق الربح؛ فمع زيادة وعي الأفراد بالآثار الصحيّة للّحوم الحمراء أصبح الطّلب متزايداً على اللحوم البيضاء، كما أنّ الدجاج ينضج بسرعة كبيرة؛ ممّا يعود على المستثمر بعائدات كبيرة وخلال فترة زمنيّة قصيرة.
خطوات إنشاء مزرعة دواجن
لإنشاء مزرعة دواجن فلا بد من اتّباع الخطوات الآتية:
- اختيار القطاع أو المجال الذي يُراد العمل به: تُعدّ تربية الدواجن صناعةً واسعةً وفيها العديد من القطاعات التي يمكن العمل بها، بدايةً يجب على الفرد أن يختار إذا ما كان يريد العمل في جميع القطاعات الخاصة بها، أو الاقتصار فقط على قطاع واحد أو اثنين منها، ومن هذه القطاعات تربية الماشية وإنتاج اللحوم، وتربية الدجاج التي تُعرَف بالتفريخ، وإنتاج البيض فقط، وإنتاج أعلاف الدواجن، ومعالجة البيض واللحوم، أمّا إذا لدى كان الفرد القدرة الماديّة للعمل في جميع المجالات فيمكنه ذلك أيضاً.
- تحديد نوع الطيور المراد تربيتها: مثل الدجاج البري، أو الديك الروميّ ، أو الحمام، أو البطّ، أو البجع، وما إلى ذلك من الحيوانات الداجنة.
- تحديد المبلغ الاستثماري أو رأس المال: بناءً على هذا المبلغ يتمّ تحديد حجم مزرعة الدواجن وموقعها؛ حيث يتناسب حجمها طرديّاً مع قيمة المبلغ المُراد استثماره.
- تحديد موقع مزرعة الدواجن : يجب أن يكون الموقع حيويّاً؛ حيث يلعب ذلك دوراً كبيراً في تحقيق الأرباح، فمثلاً يُفضَّل أن تكون المزرعة قريبةً من المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة وليس داخلها؛ وذلك بسبب الروائح المزعجة التي قد تُسبّب الأذى للسكان، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأراضي في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة رخيصة الثمن، إلّا أنّ المزرعة سوف تكون بعيدةً إلى حدٍّ ما عن السوق والمُشترين؛ ولذلك يجب تحديد الموقع بحكمة وموازنة جميع الجوانب لكي يكون الاستثمار ناجحاً.
- توفير نظام سكن ملائم للدواجن: يشكل نظام السكن نحو 40% من معدل نجاح تربية الدواجن، ومن أنظمة إسكان الدواجن الشائعة النظام الحر أو الممتد، والنظام شبه المكثّف، والنظام المكثّف.
- توفير المعدّات والأدوات اللازمة لمزرعة الدّواجن : الغاية من ذلك هي الإدارة الناجحة لها؛ إذ يجب أن يكون هناك منزل للطيور، كما يجب توفير معدات الغذاء والشراب ومصدر للمياه، بالإضافة إلى وجود نظام تهوية جيد، ومساحة تخزين كافية للأعلاف، وصناديق لوضع البيض، ويجب توفير حاضنات، ونظام خاصّ للتخلص من النفايات، ولاستثمارٍ ناجح يجب على المرء أن يستفسر عن أسعار جميع الأدوات في أكثر من مكان، واختيار السعر المناسب.
- تحديد طريقة تغذية الدواجن: يمكن القول إنّ 70% من النفقات ستكون مرتبطةً بتغذية الدواجن، لذلك من الضروري معرفة طريقة التغذية المناسبة، سواءً كانت بشراء الأعلاف المُصنَّعة من السوق، أو إنتاجها بشكل مستقلّ، ويُعدّ تحضير الأعلاف وإنتاجها أوفر بكثير من شرائها من السوق، فمن الممكن أن يُنتِج المرء الأعلاف بنفسه إن هو علِم صيغة التصنيع والمكوّنات الصحيحة، وبهذا يمكن تحقيق فائدة عن طريق بيعها للمُزارعين الآخرين.
- توظيف العمّال للعمل في المزرعة: يعتمد عدد القوى العاملة على حجم المزرعة، ومن الضروريّ أن يكون هناك مسؤول إداريّ عنها؛ ليشرف على العمل ويُسيِّره، ويُفضَّل أن يكون هناك عمّال دائمون مقيمون في المزرعة؛ للاطمئنان على أوضاع الدواجن فيها، وحراستها من السرقة.
- متابعة الأمور المالية في المزرعة: إنّ تربية الدواجن شأنها كشأن أيٍّ من الأعمال التجارية الأخرى، حيث يجب تتبّع الأداء، والاحتفاظ بالسجلات الخاصة بالأمور المالية، والجدير بالذكر أنّه لا يلزم أن يكون هناك محاسب خاص بالمزرعة، وإنّما يمكن للمسؤول الإداري أن يشتري البرنامج الخاصّ بحسابات المزارع، ويُثبِّته على حاسوبه الخاصّ، ويُتابع الأمور المالية من خلاله.
- متابعة الأمور الصحيّة للدواجن: تحتاج الدواجن إلى فحص صحيّ منتظم للبقاء في حالة جيدة، ويُفضّل أن يكون هناك مستشار أو طبيب بيطري يكون مسؤولاً عن اللقاحات اللازمة للدواجن، ويُوفّر بيئة صحية مناسبة لهم.
- إيجاد وسيلة مناسبة لتسويق الإنتاج: هنا يجب على المرء أن يجد وسائل وتقنيات حديثة لتسويق المنتجات بالطريقة الصحيحة، ويُفضّل أن يتبع المستثمر استراتيجية معينة لاقتحام السوق والوصول إلى العملاء وكسبهم ليصبحوا زبائن دائمين.
- معرفة فترات الحضانة للدواجن: وكذلك الأوقات التي يمكن البدء ببيع الإنتاج فيها، وبالبدء بجني العائدات من الاستثمار.
تحدّيات تواجه تربية الدواجن
إنّ تربية الدواجن من الأمور المُربِحة، إلّا أنّ شأنها كشأن سائر القطاعات التجارية الأخرى في مواجهة بعض المخاطر والتحديات، ومن هذه التحديات:
- ارتفاع رأس المال الابتدائي: فعلى المستثمر أن يأخذ بعين الاعتبار رأس المال المراد استثماره، حيث تحتاج تربية الدواجن إلى رأس مال كافٍ منذ البداية لتحقيق مستوى عالٍ من النجاح، وتأمين المرافق اللازمة وذات الكفاءة العالية التي من شأنها المساهمة في زيادة الإنتاجية، فيحتاج المستثمر المال لشراء قطعة أرض، كما يحتاج لبناء المزرعة وتجهيزها، وتوظيف العمال اللازمين، وتوفير الطعام والشراب والرعاية الصحية للدواجن، ودون وجود تمويل مناسب وكافٍ لن يستطيع أن ينجح في تربية الدواجن على النحو المطلوب.
- انتشار الأمراض: قد تنتشر بعض الأمراض المُؤذية والضارّة بالدواجن، خاصّةً إذا كانت البيئة غير نظيفة، أو إذا حدث تغير في الظروف البيئية، لذا يجب على المسؤول أن يتأكّد من نظافة المزرعة وطهارتها، كما يجب الحرص على جلب الأدوات والمعدات النظيفة والمُعقَّمة، ويجب التأكد من سلامة البيئة من وجود أي من الطفيليات أو البكتريا الضارة، خاصّةً إذا كان مزرعة دجاج؛ حيث يعد الدجاج حسّاساً لدرجة كبيرة.
- ارتفاع تكلفة اللقاحات وعدم القدرة على توفيرها: تواجه هذه المشكلة المزارعين المبتدئين غير القادرين على تحمل نفقات وتكاليف اللقاحات الخاصة بالدواجن.
- ارتفاع تكلفة أغذية وأعلاف الدواجن، والغش فيها: حيث إنّ طعام الدواجن مرتفع الثمن، وبناءً عليه يُقدّم معظم المزارعين بواقي الطعام كغذاء للدواجن ، ممّا يؤثّر سلباً على الإنتاج، كما أن العديد من التجار يبيعون الأعلاف المغشوشة التي تؤثر أيضاً على الإنتاج، كما تؤدي إلى تقليل مناعة الطيور ضدّ الأمراض.
أهميّة الدّواجن
تكمن أهميّة الدواجن الكبيرة من الناحية الاقتصادية في كونها لا تحتاج إلى مساحات كبيرة؛، حيث يمكن تربية أعداد كبيرة من الدجاج في مساحة محدودة، كما أنّ تربيتها لا تحتاج إلى رأس مال كبير بالمقارنة مع المشاريع الزراعية أو الصناعية الأخرى، ولا يخضع إنتاجها لنظام الإنتاج الموسميّ؛ حيث إنّ تأثرها بالظروف الطبيعية التي يعتمد عليها الإنتاج الزراعي قليل إلى حدّ ما، وتوفّر تربيتها فرص عمل لعدد كبير من العاملين في مختلف مراحل الإنتاج في حقول التربية والمجازر، والمفاقس وغيرها، وتتميّز تربيتها وإنتاجها بسرعة كبيرة في دوران رأس المال وتحقيق دخل جيد وسريع للقائمين عليها، أمّا استعمالات منتجات الدواجن فتتمثل في الصناعة والأمور الطبية والعلميّة أيضاً.
وللدواجن منتجات ثانوية، مثل: الريش، حيث يُستعمَل في صناعة الأثاث، والقُبّعات، وأدوات التنظيف، بالإضافة إلى المخلفات البروتينية التي تنتج عن الطيور؛ فالطائر المذبوح يقدّم نحو 65% من وزنه الحيّ، ويبقى منه ما نسبته 35% تشتمل على مخلفات بروتينية، يتمّ استعمالها كمصادر للبروتين الحيواني الجاف، الذي يُستعمَل فيما بعد في تغذية الدواجن، بالإضافة إلى استعماله كسماد عضوي، أمّا فضلات الدواجن فهي عبارة عن أسمدة نيتروجينيّة لها قيمة مرتفعة؛ حيث يتمّ استعمالها في تسميد الفواكه والخضار.