ما هي أسباب غزوة بدر
أسباب غزوة بدر
الانتصار في غزوة بدر من أول الانتصارات التي حققها المسلمون؛ مما جعل للدولة الإسلاميّة شأناً مهماً في كافَّة أرجاء الجزيرة العربيّة، فأصبح للمسلمون قوة لا يُستهان بها، وعززت من عزيمتهم وشوكتهم، وزادت ثقتهم بأنفسهم وإيمانهم، وسنتعرف بهذا المقال على دوافع وأسباب هذه الغزوة فيما يأتي:
رغبة المسلمين في استرداد أموالهم
سعى المسلمون لاسترداد ما نهبه كفار قريش من أموالهم التي تركوها في مكة المكرمة عندما نزل أمر الله -تعالى- بالهجرة إلى المدينة المنورة، حيث تخلى المهاجرون عن أموالهم؛ لإرضاء الله -تعالى-، وتربصوا لقوافل قريش التجاريّة القادمة من الشام التي نهبت أموالهم المتروكة.
عَلِمَ الرسول -عليه الصلاة والسلام- من السرايا التي بعثها أنّ هناك قافلة تجاريّة كبيرة قادمة من الشام بقيادة معاويّة بن أبي سفيان الذي كان يُعتبر من أشهر تجار قبيلة قريش، وقد كان يحرس هذه القافلة ثلاثون رجلاً، فقرر سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- الاستيلاء على هذه القافلة؛ لإعادة أموال المسلمين المهاجرين المسلوبة.
وعندما عَرِفَ أبو سفيان نيّة المسلمين باستعادة أموالهم؛ غيّر طريق القافلة وأرسل خبراً لقريش للخروج لمواجهة جيش المسلمين المكوَّن من 317 رجلاً، وكان عدد جيش قريش 1000 رجل.
ودار قتال عنيف في وادي بدر وانتصر المسلمون في تلك الغزوة، حيث استشهد 13 رجلاً منهم، ومن الكفار 70 رجلاً، وعاد المسلمون بالغنائم واأسروا من قريش 70 رجلاً.
العداء بين قريش والمسلمين
رغبت قريش بالخروج لقتال المسلمين للقضاء عليهم؛ لأنهم يشكلون خطراً حقيقاً على دينهم وما كانوا يتمسكون به من جهل وكفر، وكذلك حماية للطريق التجاري التي كانت تمر فيه قوافل قريش التجاريّة إلى الشام، فكان لابدّ من الخروج والمواجهة للتخلص من هذا الخطر.
كسر شوكة قريش
أراد المسلمون كسر شوكة قريش بتقييدها اقتصادياً والاستيلاء على القافلة، حتّى يتوقفوا عن التآمر ضد المسلمين والإسلام، والامتناع عن محاربتهم، فكانت غزوة بدر هي الفيصل ما بين الحق والباطل بإعلاء كلمة الله -تعالى-، وانتصارالحقُّ، ووضوح نور الإسلام فيها.
التعريف بغزوة بدر
تُعتبر هذه الغزوة أولى الغزوات في الإسلام ، وأول المواجهات القتاليّة التي حدثت بين المسلمين بقيادة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكفار قريش بقيادة أبي جهل، ووقعت هذه الغزوة في السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني للهجرة.
وسُميّت هذه الغزوة بهذا الاسم؛ نسبةً إلى وادي بدر الذي يقع ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو وادٍ مشهور يَتميّز ببئر مياه بدر، وهو من أهم الأماكن التي كانت تقصدها العرب كمركز للتجمع والتبادل التجاريّ، والمفاخرة، والمواجهات الشعريّة.
وتسمى أيضاً معركة "بدر الفرقان"، ومعركة "بدر القتال"، قال -تعالى-: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).