ما هي أسباب آلام الظهر
أسباب آلام الظهر
من الممكن أن يكون السبب الرئيسي للمعاناة من آلام الظهر (بالإنجليزية: Back pain) هو وجود مشكلة في الظهر نفسه أو وجود مشكلة في جزءٍ آخر من أجزاء الجسم،إلا أنّ معظم آلام الظهر تحدث بسبب تعرّض العضلات ، أو الأوتار، أو الأربطة التي تدعم العمود الفقري للأذى أو الضرر.
إجهاد العضلات والتواء الأربطة
يُعرف إجهاد العضلات (بالإنجليزية: Muscle and ligament strain) على أنّه تمزق في عضلة أو وتر، ويُعرف الوتر على أنّه نسيج ليفي يربط العضلات بالعظام، أما التواء الأربطة فيمكن تعريفه على أنّه تمزق في الأربطة التي تربط بين العظمة والأخرى، وفي الحقيقة تحدث هذه التمزقات نتيجة التعرّض لإصابة ناجمة عن حمل شيء ثقيل، أو الإفراط في استخدام العضلات بشكلٍ تدريجي، الأمر الذي يسبب حدوث الالتهاب، وبالتالي الشعور بالألم وحدوث تشنجات في العضلات في بعض الحالات، إذ تتراوح شدة الألم بين البسيط إلى الشديد المسبب لإضعاف القوة ووهن العزيمة، كما أنّه قد ينتشر ليصل إلى الأرداف، حيث يزداد الألم سوءاً مع الحركة ويقل أثناء الراحة، بالإضافة إلى ذلك يمكن القول أنّ الشعور بتيبُّس العضلات ومحدودية نطاق الحركة غالبًا ما تكون مرافقة للمعاناة من إجهاد العضلات والتواء الأربطة ، ومن الجدير بالذكر أنّ إجهاد العضلات والتواء الأربطة يعتبر السبب الأكثر شيوعًا للمعاناة من آلام الظهر وخاصةً أسفل الظهر.
المشاكل الهيكلية
نذكر فيما يأتي بعضاً من المشاكل الهيكلية التي تصيب الظهر وتسبب المعاناة من آلام الظهر:.
- بروز الأقراص أو تمزقها: تعمل المادة الرخوة التي تقع بين فقرات العمود الفقري في الظهر كوسادة بين العظام، إذ إنّ تمزق هذه المادة أو بروزها يتسبب في الضغط على العصب مما يؤدي إلى الشعور بالألم، ومن الممكن أن يحدث هذا البروز أو التمزق دون المعاناة من ألم الظهر، ويجدر التنبيه إلى أنّه يتم الكشف عن هذه الحالات عادةً دون قصد أو على سبيل المصادفة عند تصوير العمود الفقري بالأشعة السينية لأغراض أخرى
- عرق النسا: يمكن تعريف عرق النّسا (بالإنجليزية: Sciatica) على أنّه حالة تسبب الشعور بألم يمتد من أسفل العمود الفقري مرورًا بالفخذ والأرداف إلى المنطقة الخلفية للساقين وصولًا إلى الأقدام،حيث تسبب هذه الحالة المعاناة من الألم في الظهر والساقين، وفي الحقيقة هناك العديد من المشاكل التي تسبب الضغط على العصب الوركي، ومن هذه المشاكل الشائعة نذكر ما يأتي:
- انزلاق الأقراص الموجودة بين فقرات العمود الفقري.
- انزلاق الفقار (بالإنجليزية: Spondylolisthesis) وهو خروج إحدى فقرات العمود الفقري من مكانها
- تضيّق القناة الشوكية وهو ما يُعرف بالتضيّق الشوكي (بالإنجليزية: Spinal stenosis).
- الحمل؛ إذ يتسبب الحمل بالضغط على العصب الوركي وخاصةً أثناء الثلث الثالث من الحمل.
- متلازمة الكمثرية (بالإنجليزية: Piriformis syndrome)؛ التي تحدث عند تشنج العضلة الكمثرية أو توترها، وهي العضلة التي تقع في عمق المؤخرة.
- التهاب المفاصل: إنّ المعاناة من التهاب المفاصل في العمود الفقري قد يؤدي في بعض الحالات إلى تضيّق الفراغ الواقع حول الحبل الشوكي وهو ما يُعرف بالتضيّق الشوكي، كما أنّ الإصابة بالتهاب المفصل التنكسي (بالإنجليزية: Osteoarthritis) من الممكن أن يؤثر في منطقة أسفل الظهر.
- تشوهات العمود الفقري: لا تسبب تشوهات العمود الفقري الألم عادةً إلا إذا كان التغير في البنية يقيّد الحركة أو يضيّق المساحة المحيطة بالحبل الشوكي مسببًا الضغط على الأعصاب في تلك المنطقة، وفي الحقيقة تحدث تشوهات العمود الفقري عند انحناء العمود الفقري بشكلٍ غير طبيعي كما هو الحال في انحراف العمود الفقري جانبيًا (بالإنجليزية: Scoliosis) أو في الحداب (بالإنجليزية: Kyphosis) وهو انحناء العمود الفقري إلى الخارج بدلًا من الداخل، كما قد تحدث هذه التشوهات في حال وجود خلل أو تلف في العمود الفقري، مثل: الإصابة بعدة كسور في العمود الفقري، أو الإصابة بالتهاب الفقار اللاصق (بالإنجليزية: Ankylosing Spondylitis).
- هشاشة العظام: إنّ المعاناة من هشاشة العظام لا تسبب الألم إلا عند حدوث الكسور، إذ إنّ هشاشة العظام تتمثل برقة العظام وضعفها، مما يُسهّل كسرها، وتجدر الإشارة إلى أنّ حدوث كسر في فقرات العمود الفقري يؤدي إلى ضغطها، وبالتالي يصبح الظهر في وضع تحدّب وانحناء بالتزامن مع المعاناة من آلام الظهر.
الحركة والوضعية
من الممكن أن تسبب بعض الحركات والوضعيات ألم الظهر، وتتضمن ما يأتي:
- حمل، أو سحب، أو جر،الأشياء الثقيلة والضخمة.
- حمل الأشياء بشكلٍ سيّء كحملها بيدٍ واحدة.
- القيادة لمسافات طويلة، أو القيادة على طرق غير مستقيمة، وخاصةً في الحالات التي لا يمكن فيها ضبط المقعد بشكلٍ صحيح.
- أداء المهام المتكررة.
- البقاء في وضعية واحدة لفترة طويلة.
- الانحناء والتمدد للوصول إلى شيء معين.
- العمل بالرغم من الشعور بالتعب البدني.
- اتخاذ وضعيات خاطئة، مثل: الانحناء، والتحدّب.
أسباب أخرى
يوجد العديد من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى المعاناة من آلام الظهر نذكر ما يأتي:
*متلازمة ذنب الفرس: تحدث متلازمة ذنب الفرس (بالإنجليزية: Cauda equina syndrome) عند تعرّض جذور أعصاب منطقة ذنب الفرس للضغط، وهي المنطقة الواقعة في نهاية الحبل الشوكي، الأمر الذي يؤدي إلى تعطُّل الوظائف الحركية والحسية لكل من المثانة والأطراف السفلية، كما تسبب هذه المتلازمة الشعور بالألم خفيفاً في أسفل الظهر وأعلى الأرداف، بالإضافة إلى الشعور بالخدران في منطقة الأرداف، والأعضاء التناسلية، والفخذ.
- سرطان العمود الفقري: من الممكن أن يرتبط الشعور بألم الظهر إلى وجود ورم يتسبب بالضغط على الحبل الشوكي أو الأعصاب، إذ يعتبر ألم الظهر أكثر الأعراض الشائعة للإصابة بأورام العمود الفقري ، كما أنه من الممكن أن يكون سبب ألم الظهر تغير ميل العمود الفقري بسبب وجود الورم.
- عدوى العمود الفقري: تكون عدوى العمود الفقري بكتيرية عادةً، إذ تصل إلى العمود الفقري عبر مجرى الدم، وتؤدي إلى تفسّخ العظام وانطوائها على بعضها، وتجدر الإشارة إلى أنّه يتم تشخيص هذه العدوى بوقتٍ متأخّر عادةً، وذلك لبطء بدء ظهور الأعراض، فهي تسبب الشعور بألم في الرقبة والظهر كعَرَض أولي، والذي يمكن أن يُعزى إلى أسباب أخرى، إذ يزداد هذا الألم سوءًا مع الحركة ولا يخف عند الراحة أو حتى باستخدام الأدوية، بالإضافة إلى انتفاخ أو التهاب موضع العدوى.
- عدوى أخرى: إنّ الإصابة بمرض التهاب الحوض (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease) أو عدوى المثانة قد تؤدي إلى المعاناة من آلام الظهر.
- الهربس النطاقي: يمكن تعريف الهربس النطاقي (بالإنجليزية: Shingles) على أنّه إعادة تنشيط عدوى فيروسية في الأعصاب وصولًا إلى الجلد، يسببه الفيروس نفسه المسبب لجدري الماء، ويُعرف باسم فيروس جدري الماء النطاقي (بالإنجليزية: Varicella zoster virus)، ومن أعراض الهربس النطاقي الأولية الشعور بالألم الحارق أو اللاذع، أو الحكة في جانب واحد من الجسم، مثل: حول الخصر، أو المعدة، أو الصدر، أو الظهر، ويكون على شكل حزام أو نطاق، وتتراوح شدة هذا الألم بين البسيط والشديد.
- مشاكل الكلى: يتمثل الألم الناجم عن الإصابة بمشاكل في الكلى بالشعور بالألم في أسفل الظهر، أو أسفل القفص الصدري، أو على جانبي الجسم.
عوامل خطورة الإصابة بآلالام الظهر
يعتبر جميع الأشخاص معرّضون للإصابة بآلام الظهر، حتى الأطفال والمراهقين، إلا أنّ هناك مجموعة من العوامل التي من الممكن أن تزيد من احتمالية المعاناة من آلام الظهر، وتتضمن ما يأتي:
- العمر: يزداد خطر التعرّض لآلام الظهر مع التقدم في العمر، إذ يزداد خطر المعاناة من ألم أسفل الظهر المزمن بدءاً من العقد الثالث من العمر وحتى ال 60 عامًا، وقد أشارت إحدى الدراسات أنّ نسبة انتشار آلام أسفل الظهر المزمنة لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 24-39 عامًا تُقدر بما يقارب 4.2%، وبما يقارب 19.6% لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20-59 عامًا، كما تُعدّ آلام الظهر أكثر انتشارًا بين النساء.
- قلة النشاط البدني: إذ إنّ العضلات الضعيفة وغير المستخدمة الموجودة في الظهر والبطن قد تسبب الشعور بآلام الظهر.
- التدخين: يتسبب التدخين في انخفاض تدفق الدم إلى أسفل الظهر، مما يؤدي إلى عدم كفاية المواد الغذائية الواصلة إلى الظهر، كما يتسبب في بطء التماثل للشفاء.
- وجود الاستعداد والميل الجيني لآلام الظهر.
- السمنة.
- المخاطر المهنية، مثل: الأنشطة والأعمال التي تتضمن الانحناء أو الحمل المتكرر، أو الجلوس لفترة طويلة.
- تعرّض المفاصل للصدمات والجروح، وذلك كما يحدث في حالات السقوط، أو أثناء ممارسة أنواع الرياضة التي تتضمن الاتصال المباشر أو الاصطدام الكبير.
- المعاناة من الاضطرابات المزاجية.
- المعاناة من التوتر والقلق.
- الحمل .
نصائح وإرشادات للوقاية من آلام الظهر
يمكن الوقاية من حدوث آلام الظهر من خلال اتباع بعض النصائح والإرشادات، نذكر منها ما يأتي:
- ممارسة التمارين الرياضية: يعتبر النهوض والبدء بالحركة من أهم الأشياء التي تساعد على الوقاية من حدوث آلام الظهر، كما أنّ ممارسة التمارين الرياضية تساعد على الحفاظ على الوزن وعدم زيادته، الأمر الذي يساعد على الوقاية من آلام الظهر، إذ إنّ عدم التحرك والنشاط يؤدي إلى إيذاء الظهر، والشعور بالألم حتى عند أداء الحركات البسيطة كحمل الطفل من سريره.
- تناول الغذاء الصحي: يرتبط داخل الجسم بخارجه، فإذا كانت الأمعاء تؤدي وظائفها بشكلٍ صحيح، فإنّ ذلك يساعد على المحافظة على العمود الفقري، ويمكن المحافظة على الأمعاء من خلال تناول الأطعمة الصحية، مثل: الخضروات والفواكه الطازجة، ومنتجات الألبان، واللحوم قليلة الدهون، والحبوب الكاملة، وتجدر الإشارة إلى أنّ اتباع العادات الصحية في تناول الطعام يقلل من توتر الجسم غير الضروري، ويحافظ على الوزن.
- التقليل من التوتر: وذلك من خلال ممارسة أي نشاط يساعد على التقليل من التوتر ، بالإضافة إلى ممارسة بعض أنواع التمارين مثل: اليوغا، والتأمل، والتنفس العميق، والارتجاع البيولوجي (بالإنجليزية: Biofeedback)، والتصوّر الموجه، إذ إنّ ذلك من الممكن أن يساعد على الوقاية من الإصابة بآلام الظهر.
- الامتناع عن التدخين: على الرغم من عدم وضوح آلية تأثير التدخين في صحة الظهر، إلا أنّ التدخين يتسبب في تضيّق الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى قلة الأكسجين والمواد الغذائية الواصلة إلى العمود الفقري، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأذى والضرر، بالإضافة إلى بطء تماثل الظهر للشفاء.
- النوم بشكلٍ مريح: وذلك من خلال اتخاذ إحدى الوضعيات الآتية:
- النوم على الجانب مع سحب الركب باتجاه الصدر قليلًا.
- وضع وسادة واحدة أسفل الركب وأخرى تحت المنطقة السفلية من العمود الفقري، إذا كان الشخص يُفضّل النوم على الظهر.
- وضع وسادة تحت الوركين إذا كان الشخص يُفضّل النوم على بطنه، إذ إنّ النوم على البطن يعتبر أمرٌ شديد وصعب على الظهر.
- توخي الحذر عند رفع الأشياء وحملها: وذلك من خلال ثني الركبتين، واتخاذ وضعية القرفصاء، وسحب عضلات المعدة للداخل، وحمل الشيء القريب من الجسم خلال عملية الوقوف بعد إجراء الوضعية السابقة، إذ يُنصح بعدم انحناء الجسم من الوسط عند حمل الأشياء الثقيلة.
- تجنّب ارتداء الكعب المرتفع: إذ إنّ الكعب المرتفع يحوّل ويغيّر مركز جاذبية الجسم، ويتسبب في إجهاد أسفل الظهر.
- تجنّب ارتداء الملابس الضيّقة: حيث تؤثر الملابس الضيّقة في عمليات المشي، والانحناء، والجلوس، كما أنّها تزيد من آلام الظهر سوءاً.
- التركيز والمحافظة على وضعيات الجسم الجيدة: إذ إنّ الوضعيات الجيدة تساعد على الوقاية من آلام الظهر ، وذلك من خلال ما يأتي:
- الجلوس بشكلٍ مستقيم، بحيث يكون الظهر مستندًا على ظهر الكرسي، وتكون الأقدام منبسطة ومسطحة على الأرض، مع المحافظة على بقاء الركبتين بمستوى أعلى قليلًا من الفخذين إن أمكن ذلك.
- محاولة عدم الوقوف أو الجلوس بشكلٍ مترهل.
- الوقوف بشكلٍ معتدل بحيث يكون الرأس للأعلى، والكتفين للخلف.
- محاولة التبديل بين وضعيتي الوقوف والجلوس، وذلك حتى لا يبقى الجسم في وضعية واحدة لفترة طويلة.