ما هي أركان الصلاة
أركان الصلاة
الركن لغةً: الجانب الأقوى في الشيء، فلا يتم إلا به، والركن اصطلاحاً: ماهيةُ الشيءِ الذي يتركّب منه ويكون جُزءاً من أجزائه، والرّكن في الصلاة من أساسها، فلا يسقط لا سهواً ولا عمداً ولا جهلاً، ويجب على المُصلِّي أداء أركان الصلاة جميعها لكي تصح صلاته، وهي فيما يأتي:
النيّة
وهي عزم المُصلِّي على أداءِ الصلاة تقرُّباً لله -سبحانه وتعالى-، ويجب على المُصلِّي تحديد ماهية الصلاة التي يريد أداؤها من حيث الفرضيّة؛ فرضاً أم سُنّة، وتحديد اسم الصلاة التي يريد القيام بها؛ ظهراً أو عصراً مثلاً.
تكبيرة الإحرام
يجب على المُصلِّى عند البدءِ بالصلاة أن يرفع يديه إلى أذنيه ويقول: "الله أكبر"، فقد ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ).
القيام في الفرض للقادر
فيجب على المُصلِّى أن يقف منتصباً بلا عِوجٍ ولا انحناءٍ عند أداء الصلاة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)، والقيام ركنٌ في الفرض دون السنة.
قراءة الفاتحة
يجب على المُصلِّي قراءة سورة الفاتحة في كل ركعةٍ في الصلاة، سواء كانت الصلاة فرضاً أم سنةً، جهريةً أو سريةً، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ)، فإذا ترك حرفاً من سورة الفاتحة ولم يأتِ به؛ لم تصح صلاته.
الركوع والاعتدال منه
الرّكوع: وهو ركنٌ في كل ركعةٍ، لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)، الاعتدال من الرّكوع: وهو أن يقف المُصلِّي مُعتدلاً مطمئناً بعد الركوع.
السجود
يجب على المُصلِّي السجود في كل ركعةٍ مرّتين، ويكون السجود على الأعضاء السبعة؛ الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وأطراف أصابع القدمين.
الجلوس بين السجدتين
يجب على المُصلِّي أن يجلس بين السجدتين في صلاة الفرض والنافلة؛ لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (أنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا رفع رأسَهُ من السجدَةِ؛ لَمْ يَسْجُدْ حتَّى يستَوِيَ جالِسًا).
الجلوس للتشهُّد الأخير
يجب على المُصلِّي الجلوس للتشهد الأخير؛ لأن التشهد فرضٌ والجلوس له يتبعه في الحكم فيكون فرضاً.
التشهد الأخير
وهو أن يقول المُصلِّي: (التحيَّاتُ للهِ، والصلَواتُ الطيِّباتُ، السلامُ عليْكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، السلامُ علينا وعلَى عبادِ اللهِ الصالحينَ)، وهو ركن عند الشافعية والحنابلة، وسنة عند المالكية.
الصلاة على النبي بعد التشهد الأخير
وهو ركن عند الشافعية والحنابلة.
التسليم بعد التشهد الأخير
وهو أن يتلفت المصلي على يمينه ويقول: "السلام عليكم ورحمة الله"، ثم يلتفت على يساره ويقول: "السلام عليكم ورحمة الله"، لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها- (أنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْتِمُ الصَّلاَةَ بِالتَّسْلِيمِ).
الطمأنينة في كل ركن من الأركان
وتتحقّق الطمأنينة في الصلاة؛ بأن يسكن المصلي مقدار الذّكر الواجب.
الترتيب بين الأركان
يجب على المُصلِّي الترتيب بين الأركان؛ لأن النبي -صلّى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك.
للصلاة أركان عدة لا تقوم الصلاة ولا تصح إلا بها، وتبدأ هذه الأركان بالنية وتنتهي بالترتيب بين هذه الأركان.
شروط صحة الصلاة
يجب على المُصلِّي تحقيق جميع شروط الصلاة، فلا تصحّ الصلاة بدونها، وإذا فُقد شرطٌ من شروط الصلاة بدون عذرٍ، فيجب إعادة الصلاة؛ لأنها تُعدّ باطلةً، وشروط صحة الصلاة كثيرةٌ، نذكرها فيما يأتي:
الإسلام
فلا تصح الصلاة من غير المسلم.
العقل
يجب على المُصلِّي أن يكون عقله حاضراً عند أداء الصلاة؛ فلا تصح الصلاة من مجنون؛ لأنّه غير مكلّفٍ، ولا تصح من السكران، لأنّه أفقد نفسه عقله فأصبح مثل المجنون.
التمييز
إذا بلغ الصغير سبعَ سنواتٍ أُمر بالصلاة، لكن ليس على سبيل الوجوب؛ بل من أجل تعويده على القيام بالصلاة على الوجه المشروع، فوجوب الصلاة يكون عند البلوغ.
الطهارة
وللطهارة قسمان؛ طهارة حقيقية وطهارة حُكميّة، فالطهارة الحقيقية هي التأكُّد من طهارة الثوبِ والجسدِ والمكانِ من النّجس قبل الشروع بالصلاة، أما الطهارة الحكمية؛ فهي الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر؛ والحدث الأكبر هو الجنابة والحيض والنفاس، وتتم الطهارة منه بالغسل.
أما الحدث الأصغر من بولٍ أو غائطٍ فيوجب الوضوء فقط، فإن لم يجد الماء أو لم يستطع استخدام الماء لعذرٍ فيستطيع أن يرفع الحدث الأكبر والأصغر بالتيمم.
ستر العورة
فإذا لم يلبس الثياب التي تستر عورته في الصلاة؛ فصلاته باطلة وعليه إعادتها، ويجب على المرأة ستر جميع جسدها ما عدا الوجه والكفين، ويجب على الرجل ستر عورته وهي ما بين السرة والركبة، ويجب أن لا يكون اللباس خفيفاً أو رقيقاً، وأن يكون الثوب طاهراً وحلالاً، فلا تصح الصلاة بثوبٍ نجس، أو ثوبٍ مُحرم؛ مثل ثوب الحرير للرجل.
استقبال القبلة
يجب على المسلم قبل البدء بالصلاة أن يستقبل القبلة، لقول الله -تعالى-: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
دخول وقت الصلاة
فقد اتّفق العلماء على أنّ الصلاة لا تصحّ قبل دخول وقتها، فإذا صلى شخص قبل الوقت متعمّداً، فصلاته باطلة ويأثم ويجب عليه إعادة الصلاة، أما إذا صلّى قبل الوقت ناسياً فلا يأثم، ويجب عليه إعادة الصلاة، وتعد الصلاة التي صلّاها نافلةً له، فإن صلّاها بعد انتهاء وقتها فتعدّ صلاته قضاءً ويأثم إذا كان متعمداً.
الابتعاد عن التكلّم والأكل والشرب أثناء الصلاة
والابتعاد عن الأفعال التي ليست من أصل الصلاة وأفعالها.
للصلاة عدة شروط لابد من معرفتها وأخدها بعين الاعتبار لكي تصح الصلاة من المسلم، وقد تم تعداد هذه الشروط كاملة وهي على النحو الآتي: لإسلام، العقل، التمييز، الطهارة، ستر العورة، استقبال القبلة، دخول وقت الصلاة والابتعاد عن التكلّم والأكل والشرب أثناء الصلاة.
سنن الصلاة
السنة تعني في الاصطلاح الشرعيّ: الأمر الذي يُثاب فاعله ولا يأثم تاركه، فإن لم يفعل المُصلِّي سنن الصلاة لا يأثم، لكنّه يُضيع الأجر والثواب العظيم المُترتّب على فعله، وسنن الصلاة كثيرةٌ نذكرها فيما يأتي:
- أن يرفع اليدين لمحاذاة الأذنين عند تكبيرة الإحرام، وعند الرّكوع، وعند الرّفع من الرّكوع، وبعد القيام من التّشهد للركعة الثالثة.
- أن يدعو المصلّي دعاء الاستفتاح.
- أن يزيد المُصلِّي التسبيح في الركوع والسجود عن مرة واحدة.
- أن يزيد المصلي على قول: "ربنا ولك الحمد" بعد القيام من الركوع، مثل: "ربَّنا ولك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه".
- أن يزيد المصلّي الدعاء بالمغفرة بين السجدتين عن مرة واحدة، فيقول: "رب اغفر لي، رب اغفر لي".
- أن يبعد المصلِّي العضدين -ما بين الكتف والكوع- عن الجنبين، والبطن عن الفخدين، والفخدين عن الساقين.
- أن يرفع المصلِّي ذراعيه عن الأرض حين السجود.
- أن يجلس المصلي على مقعدته ويجعل رجله اليسرى مفروشة ورِجله اليُمنى منصوبة؛ وذلك في التشهد الأول، وعند الجلوس بين السجدتين، ويُطلق عليه الافتراش.
- أن يجعل المصلي رجله اليسرى تحت رجله اليمنى ويجعل رجله اليمنى منصوبة في التشهد الأخير، ويُطلق عليه التورك.
- أن يرفع المصلي أصبع السبابة من أول الجلوس إلى آخره عند التشهد الأول والأخير، وعند الدعاء.
- أن يقوم المصلي بالتبريك على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله، وعلى سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وآله عند التشهد الأول.
- أن يقوم المصلِّي بالدعاء بعد التشهد الأخير وقبل التسليم.
- أن يقوم المصلي بالجهر في صلاة الفجر وأول ركعتين من صلاة المغرب والعشاء، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، وصلاة الاستسقاء.
- أن يُصلِّي المُصلِّي سراً في صلاة الظهر والعصر والركعة الثالثة في صلاة المغرب، والركعتين الأخيرتين من صلاة العشاء.
- أن يقرأ المصلِّي بعد سورة الفاتحة سورة أخرى من سور القرآن الكريم.
- أن يضع المُصلِّي يديه منفرجتين على ركبتيه عند الركوع.
- أن يقوم المُصلِّي بالتّعوّذ سرّا قبل قراءة سورة الفاتحة، والتأمين في آخرها.
للصلاة العديد من السنن يثاب المسلم على الإتيان بها ولا يعاقب على تركها، ويكون متمثلاً ومتبعاً للرسول -صلى الله عليه وسلم- عند الأخذ بها، هذه السنن عديدة ومتنوعة منها: الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل التسليم، قراءة دعاء الاستفتاح، والافتراش والتورك، وغيرها الكثير.