ما هو مرض تصلب الجلد
مرض تصلب الجلد
يُعتبر تصلّب الجلد (بالإنجليزية: Scleroderma) من الأمراض النادرة التي تتمثل بتصلب مناطق من الجلد وزيادة سمكه، بالإضافة إلى احتمالية تأثر الأوعية الدموية والأعضاء الداخلية، وذلك نتيجة مهاجمة الجهاز المناعيّ للنسيج الضام الموجود في هذه الأجزاء، ومن الجدير بالذكر أنّ لمرض تصلب الجلد أنواعاً مختلفة تتفاوت في شدتها، فمنها ما هو بسيط يمكن أن يُشفى أو يتحسن وحده دون علاج، ومنها ما هو شديد للغاية قد يكون خطيراً مهدداً لحياة المصاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ النساء المصابات بتصلب الجلد قد يُعانين من عدم القدرة على الحمل، وفي حال حدوث الحمل تكون فرص الإجهاض وكذلك احتمالية الولادة المبكرة مرتفعة. وفي الحقيقة تُعدّ النساء أكثر عُرضةً للمعاناة من تصلب الجلد مقارنةً بالرجال، ولعلّ الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 و50 عاماً هم أكثر الفئات العمرية المُعرّضة للمعاناة من تصلب الجلد.
أنواع مرض تصلب الجلد
هناك نوعان أساسيّان لتصلب الجلد ، يمكن بيانها فيما يأتي:
- تصلب الجلد المجموعي: (بالإنجليزية: The limited cutaneous form of systemic scleroderma)، وأكثر ما يُصاب بها القوقازيون، ويُعرف هذا النوع من التصلب بالتصلب المحدود، وذلك لاقتصاره على مناطق محددة من الجلد، غالباً ما تتمثل بإصابة الوجه وأصابع اليدين، وعلى الرغم من أنّ تأثيرها في أعضاء الجسم الأخرى يُعدّ قليلاً مقارنة بأنواع تصلب الجلد الأخرى، إلّا أنّها قد تتسبّب أيضاً بظهور أمراض الرئة والقلب ، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع هو النوع البسيط والخفيف من التصلب، ومن أشكاله ما يُعرف بمتلازمة كرست (بالإنجليزية: CREST Syndrome) وتتمثل هذه المتلازمة بما يأتي:
- الكلاس الجلدي (بالإنجليزية: Calcinosis)، ويُعرّف على أنّه تجمع الكالسيوم في الأنسجة أو تحت الجلد، مُسبّباً شعور المصاب بالألم، لعلّ هذا ما يُهيّج الجلد ويُسبّب تلفه.
- ظاهرة رينود (بالإنجليزية: Raynaud's phenomenon)، والتي تُسبّب الإزعاج للمصاب، وقد ترافقها معاناة المصاب من عدم القدرة على تحمل البرد.
- اضطراب في وظيفة المصرة المريئية السفلية (بالإنجليزية: Esophageal dysmotility)، وهذا ما يستبب بمعاناة المصابين من حرقة المعدة .
- تصلب الأصابع (بالإنجليزية: Sclerodactyly)، ويتمثل بزيادة سماكة الجلد على الأصابع.
- توسع الشعيرات الدموية (بالإنجليزية: telangiectasias)، ويتمثل بتضخم الأوعية الدموية، فيُعاني المصاب من ظهور بقع حمراء على الوجه وأجزاء أخرى من الجسم، ولكن غالباً ما تكون هذه الحالات غير مؤذية ويمكن التخلص منها باستخدام العلاج بالليزر .
- تصلب الجلد المنتشر: (بالإنجليزية: Diffuse scleroderma)، وعلى الرغم من أنّ هذا النوع من تصلب الجلد قد يشمل مناطق واسعة مقارنة بالنوع الأول، ولكن غالباً ما تُعدّ الساقين، والذراعين، والجذع أكثر المناطق تأثراً به، ومن الجدير بالذكر أنّ تصلب الجلد المنتشر قد يشمل العديد من الأعضاء الداخلية مثل الجهاز الهضميّ، والقلب، والرئتين ، والكلى. وتختلف حدة المرض والأعضاء المتأثرة بين المصابين، وإلى جانب ذلك قد يُعاني المصابون من صعوبة في ثني الأصابع، والأيدي، والمفاصل، وقد يشتكون كذلك من التهابات في الأوتار، والعضلات، والمفاصل .
تشخيص الإصابة بتصلب الجلد
لأنّ المرض قد يتخذ وجوهاً عديدة، ويختلف في أعراضه من مصاب إلى آخر، فإنّ تشخيصه غالباً ما يكون صعباً، وقد يتطلب تشخيص الإصابة بتصلب الجلد لإجراء فحص جسديّ للمصاب، وكذلك بعض الفحوصات كفحوصات الدم للبحث عن وجود بعض الأجسام المضادة، والتصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT-Scan)، وفحص التنفس، وتخطيط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiography).
مضاعفات مرض تصلب الجلد
تتفاوت المضاعفات التي قد تترتب على المعاناة من تصلب الجلد في حدتها، فمنها ما قد يكون بسيطاً، ومنها ما يكون شديداً للغاية، وفيما يأتي بيان أهم هذه المضاعفات على أجزاء الجسم المختلفة:
- أطراف الأصابع: قد يُعاني المصابون بتصلب الجلد من ظهور القروح على أطراف الأصابع، وقد يتبع ذلك ظهور الغرغرينا، وقد يحتاج الأمر إلى بتر الأجزاء المتأثرة، ويمكن تفسير ذلك باعتلال مجرى الدم المتدفق للأطراف، مُسبّباً تلفها.
- الرئتين: من المضاعفات التي تظهر على مستوى الرئتين ارتفاع ضغط الدم فيها، وكذلك المعاناة ممّا يُعرف بالتليّف الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary fibrosis) الذي يتمثل بظهور نسيج الندبة في الرئتين، مُسبّباً تراجع قدرتها على العمل، وهذا ما يُسبّب نقصان القدرة على التنفس وممارسة التمارين الرياضية.
- الكلى: إنّ تأثر الكلى بمرض تصلب الجلد قد يترتب عليه ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: High Blood Pressure) وظهور البروتين في البول، ومن المضاعفات الأشد والأكثر خطورة حدوث ما يُعرف بأزمة الكلى (بالإنجليزية: Renal Crisis) الذي يتمثل بحدوث ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم وحدوث فشل كلويّ.
- القلب: من المضاعفات التي تظهر على مستوى القلب ارتفاع ضغط الدم في الجهة اليمنى من القلب، بالإضافة إلى ذلك يظهر نسيج الندبة على القلب ولعلّ هذا ما يزيد خطر الإصابة باضطراب النظم القلبيّ (بالإنجليزية: Arrhythmia)، ومرض القلب الاحتقانيّ (بالإنجليزية: Congestive heart failure)، والتهاب التامور (بالإنجليزية: Pericarditis) الذي يُمثل الغشاء المحيط بالقلب.
- الأسنان: يُعاني الأشخاص المصابون بتصلب الجلد من تراجع إنتاج اللعاب، ولعل هذا ما يترتب عليه زيادة فرصة الإصابة بتسوس الأسنان ، ومن جهة أخرى يجدر بالذكر أنّ تعرّض جلد الوجه للشد يُضيّق الفم، ممّا يجعل تفريش الأسنان أمراً صعباً.
- الجهاز الهضميّ: من المضاعفات التي تظهر على المصابين بتصلب الجلد على مستوى الجهاز الهضميّ ظهور نوباتٍ من الإمساك وأخرى من الإسهال، وكذلك قد يُعاني المصابون من صعوبة البلع وارتجاع أحماض المعدة إلى المريء؛ ويصف البعض شعور الارتجاع بعودة الطعام من المعدة إلى منتصف المريء.
- المشاكل الجنسية: يُعاني الرجال المصابون بتصلب الجلد من ضعف الانتصاب، وكذلك تُعاني النساء المصابات بتصلب الجلد من مشاكل على صعيد القدرة الجنسية تتمثل بتقلّص فتحة المهبل وكذلك تراجع القدرة على ترطيب المهبل عامةً.