ما هو فتق البطن
فتق البطن
يُعدّ فتق البطن (بالإنجليزية: Abdominal hernia) من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً، خاصةً عند الذكور، إذ يتم إجراء قرابة 700000 عملية جراحية لعلاج فتق البطن في الولايات المتحدة وحدها سنوياً، وفي الحقيقة يحدث فتق البطن عند خروج عضو، أو جزء منه، أو نسيج من البطن، من خلال منطقة ضعيفة في العضلات المكوّنة لجدار البطن، وقد يكون هذا الضعف خَلقياً أو مكتسباً، إذ يتكوّن جدار البطن من مجموعتين عضليتين على كل جهة، تتكوّن كل منها من العضلة المستقيمة البطنية (بالإنجليزية: Rectus abdominus)، والعضلة المائلة الداخلية (بالإنجليزية: Internal obliques)، والعضلة المائلة الخارجية (بالإنجليزية: External obliques)، والعضلة المستعرضة (بالإنجليزية: Transversalis)، ومن الجدير بالذكر أنّ مكونات الفتق تختلف باختلاف مكانه، فقد يحتوي على أجزاء من الأمعاء الدقيقة، أو القولون ، أو البطانة الدهنية للقولون والمسماة بالثرب (بالإنجليزية: Omentum)، أو أعضاء أخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم حالات فتق البطن لا تسبب شعور المريض بأية أعراض، إلا في حال حدوث المضاعفات، عندها تبدأ الأعراض بالظهور، وقد يلزم حينها إجراء عملية جراحية فورية.
أنواع فتق البطن
هنالك العديد من أنواع فتق البطن، كل حسب موقعه، منها ما يكون موجوداً منذ الولادة ، ومنها ما يتم اكتسابه في أي عمر نتيجة للعديد من الأسباب وعوامل الخطورة، ومن أبرز أنواع فتق البطن ما يأتي:
- الفتق الأربي (بالإنجليزية: Inguinal hernias): وهو أكثر أنواع فتق البطن شيوعاً، إذ تشكّل حالات الإصابة به ما نسبته 75% من حالات فتق البطن، ويخرج الفتق هنا إما من القناة الأربية نفسها (بالإنجليزية: Inguinal canal)، عندها يسمى الفتق بالفتق الأربي غير المباشر (بالإنجليزية: Indirect inguinal hernias)، أو قد يخرج بشكلٍ مباشر من نقطة ضعف في العضلات المتصلة بالحوض دون أن يمر خلال القناة الأربية، ويسمى عندها بالفتق الأربي المباشر (بالإنجليزية: Direct inguinal hernias)، وفي الحقيقة تمثل القناة الأربية الفتحة التي يهبط منها الحبل المنوي (بالإنجليزية: Spermatic cord) والخصيتين من التجويف البطني إلى مكانه الطبيعي في كيس الصفن (بالإنجليزية: Scrotum) أثناء نمو وتطور الجنين، ولذلك تقل الإصابة بهذا النوع عند النساء، إذ لا حاجة لوجود الفتحات في القناة الأربية.
- الفتق الفخذي (بالإنجليزية: Femoral hernia): ويحدث الفتق هنا في مستوى أدنى من الفتق الأربي، ويخرج من القناة الفخذية (بالإنجليزية: Femoral canal)، التي يمر فيها عادةً الشريان والوريد الفخذي، ويُعدّ هذا النوع من أنواع الفتق النادرة، إلا أنّه أكثر شيوعاً عند الإناث وذلك بسبب زيادة عرض العظام لديهن.
- الفتق السري (بالإنجليزية: Umbilical hernias): ويخرج الفتق في هذه الحالة من الحلقة السرية (بالإنجليزية: Umbilical ring)، وهو أحد الأنواع الشائعة عند حديثي الولادة، ولا يلزمه غالباً أي علاج إلا في حال حدوث المضاعفات، كما قد يحدث بشكلٍ مكتسب في مرحلة البلوغ، جراء وجود عوامل خطورة مثل السمنة، أو الحمل ، أو غيرها.
- الفتق السدادي (بالإنجليزية: Obturator hernias): وهو أحد أندر أنواع الفتق، ويخرج الفتق هنا من القناة السدادية (بالإنجليزية: Obturator canal)، التي تصل التجويف البطني بالساق، وتحتوي على العصب، والشريان ، والوريد السدادي، ويحدث هذا النوع غالباً عند النساء ذوات الأحمال المتعددة، أو اللواتي فقدن الوزن بشكلٍ كبير.
- الفتق الشرسوفي (بالإنجليزية: Epigastric hernias): ويخرج هذا الفتق من الخط الأبيض (بالإنجليزية: Linea alba)، وهو مكان التقاء العضلات البطنية المستقيمة، ويقع في منتصف البطن ما بين عظمة القص (بالإنجليزية: Breastbone) والسرة.
- فتق شبيغيلي (بالإنجليزية: Spigelian hernias): وهو نوع نادر، يحدث بسبب خلل في عضلات البطن المستعرضة، وعادةً تحت مستوى السرة.
- الفتق الجراحي (بالإنجليزية: Incisional hernias): الذي يحدث في مكان إجراء عملية جراحية سابقة في البطن .
عوامل خطر الإصابة بفتق البطن
قد يحدث فتق البطن في أي عمر، حتى عند حديثي الولادة ، وذلك بوجود نقطة ضعف في جدار البطن، إلا أنّ احتمالية الإصابة به تزداد مع التقدم في العمر، كما قد يحدث الفتق في مكان إجراء عملية سابقة في البطن، كأحد مضاعفات العمليات الجراحية، وبما أنّ الفتق يخرج من نقطة ضعف في عضلات البطن، فإنّ هناك العديد من العوامل التي تسبب الضغط على هذه العضلات، مما يؤدي إلى حدوث الفتق، ومن أبرز هذه العوامل ما يأتي:
- السمنة وزيادة الوزن.
- المعاناة من السعال المزمن والمتكرر.
- الحمل.
- المعاناة من صعوبة الإخراج أو صعوبة التبول، مما يعني بذل جهد أكبر عند الإخراج.
- حمل أو دفع الأجسام الثقيلة بشكلٍ متكرر.
- المعاناة من الاستفراغ الشديد.
- التعرّض لجرح أو ضربة على البطن.
- المعاناة من أمراض الرئة ، إذ تؤدي صعوبة التنفس المصاحبة لهذه الأمراض إلى وضع جهد أكبر على عضلات البطن.
علاج فتق البطن
في الحقيقة لا يحتاج فتق البطن غير المصحوب بأية أعراض إلى العلاج، بل يُترك ويراقب فقط، وقد يحتاج إلى إجراء عملية جراحية، أما الفتق الكبير أو المسبب للأعراض كالألم، فيحتاج إلى إجراء عملية جراحية لتخفيف الأعراض ومنع حدوث المضاعفات، وقد يلجأ الأطباء إما إلى إجراء عملية جراحية مفتوحة (بالإنجليزية: Open Surgery) لإرجاع الأنسجة البارزة في الفتق إلى مكانها الطبيعي، ومن ثم تقوية نقط الضعف بالغرز الجراحية أو بالشبكة، وإما إجراء عملية طفيفة التوغل (بالإنجليزية: Minimally Invasive Surgery)، وذلك بعمل ثقوب صغيرة، بهدف إدخال أنبوب صغير مزود بكاميرا، وأدوات جراحية صغيرة، بحيث يستطيع الطبيب إصلاح الفتق من خلال هذه الشقوق.