ما هو سبب فقدان الشهية
فقدان الشهية
يعرف فقدان الشهية (بالإنجليزية: Loss of appetite) على أنّه عدم رغبة الفرد في تناول الطعام، ويدل على غياب الإحساس بالجوع، وتجدر الإشارة إلى أنّ فقدان الشهية قد يكون مفاجئ وعَرَضي، ويسمّى حينها فقدان الشهية الحادّ (بالإنجليزية: Acute)، وقد يكون فقدان الشهيّة مزمن (بالإنجليزية: Chronic) ويستمر لفترات طويلة، وهنا يُعدّ إشارة ودلالة على وجود أمراض ومشاكل صحيّة حقيقية تتسبّب في فقدان الفرد لشهيته بهذا الشكل، وفي الحقيقة تظهر بعض العلامات على الشخص المصاب بفقدان الشهيّة منها؛ قلّة الرغبة في تناول الطعام كما هو معتاد، بالإضافة إلى حدوث فقدان غير مبرّر في الوزن، وانعدام الشعور بالجوع ، إذ إنّ فكرة الطعام وحدها كفيلة أن تتسبّب في الشعور بالغثيان للمريض.
أسباب فقدان الشهية
يزود تناول الطعام الجسم بالطاقة والمواد الغذائيّة اللّازمة للحفاظ على سلامة وصحّة الجسم، وقد يصاب الفرد بفقدان الشهيّة لعدّة أسباب، إذ إنّ بعضها يصنّف ضمن عوامل الصحة الجسدية والأمراض العضوية، والبعض الآخر يصنّف ضمن العوامل النفسية، ويمكن إجمال هذه الأسباب على النحو الآتي:
- الإصابة بالعدوى؛ فهناك نوع من أنواع العدوى التي تصيب الفرد لمدّة قصيرة، مثال عليها؛ الإنفلونزا ، وعدوى البول، والعدوى الصدرية، والتهاب المعدة والأمعاء، ومن جانب آخر فإنّ هناك عدداً من أنواع العدوى التي تصيب الفرد، وتستمر لفترات طويلة مثل؛ السل ، وعدوى فيروس العوز المناعي البشري.
- تناول أنواع معيّنة من الأدوية؛ ومن هذه الأدوية التي قد يؤدّي تناولها إلى حدوث فقدان الشهية كعَرَض جانبي، مضادات الاكتئاب مثل؛ فلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine)، ودواء ميثيل فينيدات (بالإنجليزية: Methylphenidate)، والعلاج الكيماوي، وتناول بعض أنواع من الأدوية التي تستخدم في علاج مرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى تناول مسكنات الألم الأفيونية.
- الشعور بالتوتّر والقلق .
- الإصابة بالاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)؛ حيث إنّ فقدان الشهيّة يُعدّ من أعراض الاكتئاب، بالإضافة إلى الأعراض الأخرى التي تظهر على المصاب بالاكتئاب؛ مثل قِلّة التركيز، وقلّة النوم، وغيرها من الأعراض.
- الإصابة ببعض الأمراض، مثل داء الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease) واختصاراً COPD، والالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia)، والربو (بالإنجليزية: Asthma)، والانصمام الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism)، وفشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive heart failure)، إذ تؤدّي هذه الأمراض إلى حدوث ضيق في التنفّس، حيث يصعب على الفرد المصاب بضيق التنفّس تناول الطعام في الوقت ذاته.
- الإصابة بعسر الهضم (بالإنجليزية: Indigestion)، أو الارتجاع المعدي المريئي.
- وجود مشاكل في الفم والأسنان من شأنها أن تجعل من عمليّة مضغ الطعام أو بلعه أمراً صعباً، فيؤثر ذلك في الشهية ويقلّلها، مثل الإصابة بتسوّس الأسنان، أو استخدام طقم أسنان غير مناسب، أو الإصابة بالخراج السني (بالإنجليزية: Dental abscess)، أو جفاف الفم ، أو فقدان حاسّة التذوّق.
- الإصابة باحتقان الأنف بسبب التعرّض للحساسية أو العدوى.
- الإصابة بالأمراض التي تؤثر في الجهاز الهضمي مثل، الإصابة بالداء البطني (بالإنجليزية: Coeliac disease)، أو داء كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease)، أو التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)، أو التهاب الرتوج (بالإنجليزية: Diverticulitis).
- الإصابة بالتليف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic Fibrosis)؛ وهو من الأمراض الوراثية التي قد تؤثر في فقدان الشهية، نتيجة التلف الذي يصيب الرئتين والبنكرياس.
- الإصابة بحصى المرارة (بالإنجليزية: Gallstones)؛ تسبّب حصى المرارة في معاناة المريض من آلام شديدة، وخاصّةً عند تناول الأطعمة الدهنية.
- مرض السرطان؛ ليست الإصابة بمرض السرطان وحدها التي تُعدّ عاملاً مهمّاً في الإصابة بفقدان الشهيّة عند المصاب، وإنّما تتسبّب العلاجات التي يتم استخدامها في علاج مرض السرطان أيضاً في حدوث فقدان الشهية لدى المريض.
- الإصابة بالإمساك.
- الإصابة بمرض السكري.
- الإصابة بقصور الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).
- حدوث اضطراب في حاسة الشم، أو التذوّق، أو البصر، حيث يفقد المصاب المتعة التي يحصل عليها عند رؤيته شكل الطعام، وعند شمه، وتذوقه، الأمر الذي يسهم في إصابته بفقدان الشهيّة.
- تناول الأدوية الممنوعة قانونيّاً، أو الإفراط في تناول الكحول.
- الإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia nervosa)؛ فالخوف من تناول الطعام، وفقدان الوزن بشكلٍ كبير، يسهم في فقدان الشهيّة لدى هؤلاء المرضى.
- التقدّم بالعمر؛ فقد يشعر كبار السن بفقدان الشهية نتيجة قلّة النشاط الحركي، وبطء عمليّة تفريغ المعدة للطعام، الأمر الذي قد يؤدّي إلى الشعور بالإمتلاء والشبع لوقت طويل.
- الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل؛ أمراض الكلى المزمنة، وأمراض الكبد المزمنة، والخَرَف أو التدهور العقلي (بالإنجليزية: Dementia)، بالإضافة إلى الشعور بالألم المزمن.
علاج فقدان الشهية
في الحقيقة قد يصعب علاج فقدان الشهية لدى المصابين بالأمراض المزمنة أو مرض السرطان، ولكن بشكلٍ عام، هناك مجموعة من الإجراءات والنصائح التي يمكن اتّباعها للتغّلب على فقدان الشهيّة قدر الإمكان، ومن هذه الأمور نذكر ما يأتي:
- مشاركة الطعام وتناوله مع العائلة، أو مع الأصدقاء.
- الحرص على طهو الأطعمة المفضّلة، أو تغيير النمط والروتين كتناول الطعام خارج المنزل.
- ممارسة التمارين الرياضيّة الخفيفة، قد يسهم في زيادة الشهيّة عند المريض.
- التركيز على تناول وجبة واحدة كبيرة يوميّاً، ويتخللّ باقي اليوم عدد من الوجبات الخفيفة.
- تناول وجبات صغيرة موزّعة خلال اليوم.
- الحرص على احتواء الوجبات الغذائيّة على كميات عالية من السّعرات الحراريّة، والبروتينات، وذلك بهدف التأكد من حصول المريض على كميّة كافية من المواد الغذائيّة.
- تنظيم مذكّرة لتسجيل أنواع المأكولات والمشروبات التي يتمّ تناولها خلال فترة معيّنة؛ حيث إنّ هذه الطريقة قد تسهم في تحديد مدى حجم فقدان الشهية لدى الشخص، كما تساعد الطبيب على تقييم حالة فقدان الشهيّة التي يعاني منها المريض.
تشخيص فقدان الشهيّة
لتشخيص فقدان الشهية يجري الطبيب الفحص البدني شامل، ويسجل التاريخ المرضي للمصاب، والأعراض الأخرى التي قد ترافق فقدان الشهيّة، وبعد ذلك قد يجري الطبيب بعض الاختبارات التي يمكن من خلالها تشخيص سبب فقدان الشهيّة، ونذكر من هذه الاختبارات ما يأتي:
- اختبار الدم: للكشف عن وجود مشكلة صحيّة تتسبّب في إصابة الفرد بفقدان الشهيّة، مثل؛ الإصابة بمرض حساسية القمح ، أو الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري، أو قصور الدرقيّة، وغيرها من الأمراض.
- إجراء تصوير مقطعي محوسب للمعدة.
- عمل تخطيط لكهربائية القلب ، أو عمل اختبار التوتّر.
- إجراء اختبار تفريغ المعدة؛ والذي يمكن من خلاله الكشف عن وجود تأخر في تفريغ المعدة لمكوناتها.