تعريف توحيد الربوبية
مفهوم توحيد الربوبية
يُعرّف توحيد الرّبوبية على أنّه الإقرار الجازم بأنّ الله -تعالى- هو ربّ كلّ شيء ومليكه، وهو الخالق المدبّر للأمور كلّها، والمتصرّف في الكون كلّه، لم يكن له أيّ شريك في ملكه، لا أحد ولا شيء رادَّ لأمره، ولا معقّب لحكمه، ولا يوجد هناك مَن يماثله أو ينازعه في أيّ معنى من معاني ربوبيته، أو أسمائه، أو صفاته الحسنى- جلّ في علاه-.
خصائص توحيد الربوبية
يمتاز توحيد الرّبوبية بما يأتي:
- ارتباط توحيد الرّبوبيّة بأصل ثابت ومهمّ من أصول الإيمان، وهو الإيمان بالله -تعالى-، وأنّه خالق الخلق المتصّرف في الكون.
- الإقرار والجزم بأنّ الله -عزّ وجل- هو خالق كلّ شيء ومالكه، وبيده الرّزق، وهو من يُحيي ويميت وينفع ويضر، وهو المتفرّد بإجابة الدّعاء، ويعود الأمر كلّه له، كما أنّ الخير بيده، وهو القادر على كلّ شيء والذي يقدّر الأمور لجميع الخلق، وهو المتصرّف بكلّ الأمور، والمدبّر لها، ولا يوجد شريك في الملك.
- ممّا يعني أنّ المسلم بإقراره هذا يكون أقرّ بربويّة الخالق وألوهيته، ولا شريك معه، وبالتّالي يتميّز توحيد الرّبوبيّة بارتباطه الوثيق بتوحيد الألوهيّة.
أهمية توحيد الربوبية
تكمن أهميّة إقرار العبد بربوبيّة الله -تعالى- فيما يأتي:
- إقرار العبد بربوبيّة الله -تعالى- وألوهيّته هو أمر يُناسب الفطرة البشريّة التي تبحث عن خالق للكون، وإقرار العبد بربويّة الله -تعالى- يقوده إلى الإيمان به وحده دون أن يُشرك معه أحد.
- إقرار العبد بربوبيّة الله -تعالى- هي أوّل ما يُطلب من المكلّف، وهي أوّل عتبات الإيمان، التي تدعو إليها نصوص القرآن الكريم والسّنة النّبويّة في عمومها وغالبها.
مظاهر الانحراف في توحيد الربوبية
على الرغم من أنّ توحيد الربوبيّة أمر فطريّ، إلّا أنّ بعض الأشخاص ينحرفون عن هذا الطريق، ويمكن تلخيص مظاهر الانحراف في توحيد الربوبيّة يما يأتي:
- إنكار وجود الله -عزّ وجل- وجحد ربوبيّته، وهم الملحدون الذي يعوِّلون خلق الكون إلى الطبيعة أو إلى تقلّب الليل والنهار، وقد قال الله -تعالى- فيهم-: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ).
- إنكار بعص خصائص الله -عزّ وجل-، وجحْد بعض معاني ربوبيّته، كمن ينكر قدرة الله على إحياء الموتى، أو إنكاره بعدم قدرة الخالق على جلب النّفع له، أو دفع الضّرر عنه.
- إعطاء أحد من البشر شيئاً من خصائص الرّبوبيّة، كمن يؤمن بوجود متصرّف آخر بشؤون الكون، أو جلب الخير ودفع الضر، أو إعادة الأموات إلى الحياة، وكلّها تصب في تعريف الشّرك بالله -تعالى-.
ملخص المقال: توحيد الرّبوبيّة هو أن يقرّ العبد بوجود الخالق العظيم للخلق جميعهم، وهو الله -تعالى-، وأنّه المتصرّف في شؤون الخلق جميعها، ومتصرّف في شؤون الكون صغيرها وكبيرها، ويعدّ توحيد الرّبوبيّة الخطوة الأولى للدخول في الإيمان، ولكنّ هناك الكثير من البشر انحرفوا عن فطرتهم السّليمة وأنكروا وجود الخالق ومنهم من أشرك معه غيره.