ما هو سبب تنميل الأطراف
ما هو سبب تنميل الأطراف؟
توجد العديد من الأسباب المرضية وغير المرضية التي تؤدي لتنميل الأطراف ، ويُشار إلى أنّ بعض هذه الأسباب غير خطير، وفيما يأتي بيان ذلك بالتفصيل:
أسباب غير مرضية لتنميل الأطراف
قد يكون سبب تنميل الأطراف غير مرضيّ، ومرتبط بنمط حياة الشخص، أو تعرضه لظرف راهن، وفيما يأتي توضيح لأهم هذه الأسباب:
النوم أو الجلوس بوضعية خاطئة
يُعاني البعض من تنميل الأطراف أثناء النوم وعند الاستيقاظ منه، ويحدث ذلك بسبب النوم بوضعية خاطئة ممّا يؤثر على الدورة الدموية لإحدى الأطراف، وغالبًا ما يزول الشعور بالتنميل بعد تعديل وضعية النوم أو الجلوس الخاطئ بدقائق.
ويمكن اللجوء لإحدى الطرق الآتية لتقليل تنميل الأطراف الناتج عن النوم بوضعية خاطئة:
- الحرص على اقتناء نوعية جيدة من الوسادات التي تكون طرية لكن داعمة، وبالتالي لا تسبب الضغط على الرقبة أو الأكتاف أو أطراف الجسم.
- الحرص على النوم بوضعية مريحة وداعمة للرقبة والعمود الفقري، كما يمكن تغيير وضعية النوم وتجربة النوم على إحدى الجانبين.
- ارتداء سوار أو دعامة للمعصم لتثبيت المعصم أثناء النوم.
- عدم وضع اليدين تحت المخدة أثناء النوم وذلك لمنع الضغط على الأعصاب، كما يُنصح بتجنب ثني المعصمين فقد يؤدي ثنيها إلى شعور بالتنميل.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية وتمارين التمدد لليدين قبل النوم والتي قد تُساعد في حل مشكلة تنميل الأطراف.
الحمل
تعاني بعض النساء الحوامل مع اقتراب نهاية فترة الحمل من الشعور بالتنميل والخدران في أجزاءٍ مختلفة من الجسم مثل اليدين، أو الأصابع، أو الساقين، أو الظهر، أو الأرداف، ويُعزى حدوث ذلك إلى الأسباب الآتية:
- التغيرات الهرمونية:
حيث يتم إفراز هرمون الريلاكسين (Relaxin) خلال فترة الحمل؛ بهدف تهيئة الجسم لعملية الولادة، حيث يساعد هذا الهرمون على تمدد الأربطة خلال الحمل والولادة، إلّا أنّ زيادة هرمون الريلاكسين قد يسبب تغيّرًا في وضعية الجسم ومركز ثقله، مما يؤدي إلى الضغط على الأعصاب، ويترتب على ذلك الشعور بالألم الشديد بالإضافة إلى التنميل في الأجزاء السفلية من الجسم بالإضافة إلى الظهر والأرداف.
- نمو الرحم:
حيث إنّ نمو الرحم واكتسابه للوزن يسبب إجهاد العضلات، والأربطة، والأعصاب مما يؤدي إلى الشعور بالخدران والتنميل.
- احتباس السوائل في الجسم:
حيث يعد ّانتفاخ اليدين والقدمين أمرًا شائعًا في الثلث الثاني والثالث من الحمل نتيجة احتباس السوائل، مما يؤدي إلى الشعور بالتنميل والخدران في الأطراف، كما قد يسبب احتباس السوائل ضغطًا على أعصاب الرسغ، والظهر، والساقين، والفخذين، والأرداف.
التعرض للمواد السامة
قد يحدث اعتلال الأعصاب المحيطية نتيجة التعرض للسموم (Toxins) أو بعض المواد الكيميائية لمدة زمنية محدودة أو طويلة، وقد يتم التعرض لهذه المواد في مكان العمل أو في البيئة المحيطة، أو قد يحدث ذلك نتيجة إساءة استخدام المواد الكيميائية، وفيما يأتي بعض المواد التي قد يسبب التعرض لها اعتلال الأعصاب المحيطية:
- السموم الشائعة، ومن الأمثلة عليها الرصاص، والزئبق، والزرنيخ، والثاليوم.
- استنشاق المركبات السامة أو الغراء.
- بعض المحاليل والمبيدات الحشرية العضوية.
شرب الكحول
يعدّ الإدمان على الكحول سببًا شائعًا للإصابة باعتلال الأعصاب، ويُعرف اعتلال الأعصاب في هذه الحالة باعتلال الأعصاب الكحولي (Alcoholic neuropathy)، ويترتب على ذلك الشعور بالحرقة والوخز في القدمين، وفي العادة يكون تلف الأعصاب الناتج عن إدمان الكحول دائمًا، لذلك قد تستمر الأعراض بالظهور لفترة زمنية طويلة تمتد من بضعة أشهر إلى بضع سنوات.
ومن الجدير بالذكر أنّ التوقف عن شرب الكحول قد يخفف من الأعراض التي يعاني منها الشخص وقد يمنع تفاقم الحالة، وفي سياق الحديث نذكر أنّه يصعب التمييز بين اعتلال الأعصاب الكحولي واعتلال الأعصاب المرتبط بسوء التغذية؛ حيث يرتبط الإدمان على الكحول في أغلب الحالات بسوء التغذية ونقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب12، وفيتامين ب1 المعروف بالثيامين (Thiamine)، وحمض الفوليك أو ما يُعرف بالفولات (Folate)، بالإضافة إلى فيتامينات ب الأخرى.
نقص الفيتامينات
تُعدّ بعض الفيتامينات مهمة لصحة الأعصاب والمحافظة على وظائفها؛ فقد يسبب نقص بعض الفيتامينات في الجسم تنميلًا في اليدين أو القدمين، ومن الأمثلة على هذه الفيتامينات فيتامين هـ (Vitamin E)، أو فيتامين ب1، أو فيتامين ب3 المعروف بالنياسين (Niacin)، أو فيتامين ب6، أو فيتامين ب12، ومن الجدير بالذكر أنّ نقص فيتامين ب12 في الجسم قد يسبب اعتلال الأعصاب المحيطية.
يترتب على ذلك بالإضافة إلى الوخز في اليدين ظهور بعض الأعراض، وفيما يأتي بيان هذه الأعراض:
- الشعور بالضعف، والتعب، والدوار.
- الشعور بالغثيان بالإضافة إلى نقصان الوزن.
- عدم القدرة على التوازن.
- التهاب اللسان أو احمراره، أو نزف اللثة.
- الإسهال أو الإمساك.
- ظهور الجلد بلونٍ شاحب.
استخدام بعض الأدوية
قد يسبب استخدام بعض الأدوية في بعض الحالات اعتلال الأعصاب المحيطية كعرضٍ جانبيّ لهذه الأدوية، مع التنبيه إلى عدم التوقف عن أخذ أي دواء دون استشارة الطبيب، وفيما يأتي بيان بعض هذه الأدوية:
- بعض أنواع العلاج الكيمياوي المستخدمة لعلاج السرطان، خاصة المستخدمة في علاج سرطان الأمعاء (Bowel cancer)، أو سرطان الغدد الليمفاوية (lymphoma)، أو الورم النخاعي (Myeloma).
- دواء فينيتوين (Phenytoin)؛ المستخدم لعلاج الصرع في حال استخدامه لمدة زمنية طويلة.
- بعض المضادات الحيوية مثل دواء ميترونيدازول (Metronidazole) ودواء نيتروفورانتوين (Nitrofurantoin) عند أخذها لعدة أشهر.
- دواء أميودارون (Amiodarone)، ودواء ثاليدوميد (Thalidomide).
العلاج الإشعاعي
قد يُسبب العلاج الإشعاعي شعورًا بالتنميل والخدران والألم في المناطق المعرضة للإشعاع، إذ تؤثر الأشعة على الأعصاب الموجودة في المنقطة مما يُسبب تلفها، ويُشار إلى أنّ احتمالية إصابة مناطق أخرى غير تلك المستهدفة بالعلاج الإشعاعي بالتنميل، قليل جدًا ويُعزى الأمر لتطوّر التكنولوجيا والأجهزة المستخدمة التي تُصيب وتستهدف المكان المُراد فقط.
أسباب مرضية لتنميل الأطراف
توجد العديد من الأسباب المرضية التي قد تؤدي إلى الشعور بالتنميل، و يعود معظمها إلى اعتلال الأعصاب الطرفية المحيطية، وأسباب أخرى تندرج فيما يأتي:
العصب المنضغط
قد تحدث حالة العصب المنضغط (Pinched nerve) في الظهر نتيجة التعرض لإصابة أو وجود انتفاخ أو ورم، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض الآتية:
- تنميل في اليدين أو القدمين.
- الشعور بالألم.
- محدودية الحركة.
القلق
يُعدّ فرط التنفس (Hyperventilation) من الأعراض الشائعة التي ترافق القلق (Anxiety)، ويُعرف فرط التنفس بأنّه التنفس بشكلٍ سريع، ويترتب على ذلك اختلال مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجسم مما يسبب تنميل القدمين، كما يمكن أن يرتبط القلق نفسيًّا بتنميل القدمين، حيث يكون الشخص أكثر وعيًا لأحاسيسه الجسدية عند التوتر والقلق.
إصابة الإجهاد المتكرر
قد يعاني البعض من تنميلٍ في اليدين نتيجة القيام بنشاطٍ متكرر في اليدين دون الحصول على الراحة وهو ما يُعرف بإصابة الإجهاد المتكرر (Repetitive strain injury) واختصارًا RSI، كما تُعرف هذه الحالة باضطراب الأطراف العلوية المرتبط بالعمل، أو بألم الأطراف العلوية غير المحدد، علمًا أنّ هذه الحالة تؤثر في أغلب الحالات في الأجزاء العلوية من الجسم مثل الساعد، والمرفق، والرسغ، واليد، والرقبة، والكتف.
تتراوح أعراض إصابة الإجهاد المتكرر ما بين الأعراض الخفيفة والشديدة، وغالبًا ما يكون تطور الأعراض تدريجيًّا، وتشمل الأعراض ما يأتي:
- الشعور بالألم في العضلات، والأعصاب، والأوتار.
- تشنج العضلات.
- التصلب.
- ضعف العضلات.
- الخفقان.
داء السكري
حيث يحدث اعتلال الأعصاب المحيطية في هذه الحالة نتيجة ارتفاع مستوى السكر في الدم مما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية التي تغذي الأعصاب، علمًا أنّ اعتلال الأعصاب المحيطية الذي يسببه داء السكري (Diabetes) سواءً من النوع الأول أو الثاني يُعرف بالاعتلال العصبي السكري (Diabetic polyneuropathy).
ومن الجدير بالذكر أنّ خطر الإصابة بالاعتلال العصبي السكري يرتفع كلما زادت مدة الإصابة بالسكري.
أمراض المناعة الذاتية
تشمل أمراض المناعة الذاتية التي قد تسبب تنميل الأطراف ما يأتي:
- اعتلال الأعصاب المتعدد الالتهابي المزمن المزيل للميالين (Chronic inflammatory demyelinating polyneuropathy) واختصارًا CIDP.
- متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barre syndrome).
- الذئبة (Lupus).
- التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis).
العدوى
حيث قد تسبب بعض أنواع العدوى تنميل الأطراف، وفيما يأتي بيان بعض هذه الأنواع:
- داء لايم (Lyme disease).
- الهربس النطاقي (Shingles) والمعروف بالحزام الناري، وهي عدوى يسببها فيروس الحماق النطاقي (بالإنجليزية: Varicella zoster virus).
- الفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus) واختصارًا CMV.
- فيروس إبشتاين- بار (Epstein–Barr virus).
- فيروس الهربس البسيط (Herpes simplex virus).
- فيروس نقص المناعة البشرية (Human immunodeficiency viruses) واختصارًا HIV المسبب لمرض الإيدز واختصارًا AIDS.
التصلّب اللويحي
أو ما يُعرف بالتصلب المتعدد (Multiple sclerosis)، حيث يُعدّ تنميل اليدين والقدمين عرضًا شائعًا لهذا المرض الذي يهاجم فيه جهاز المناعة الغمد الميالينيّ الدهنيّ المحيط بالألياف العصبية.
الاضطرابات الوراثية
حيث تسبب بعض الاضطرابات الوراثية التي يكون لها أعراض حسية وحركية تنميلًا في الأطراف، ومن الأمثلة الشائعة على ذلك مرض شاركو- ماري- توث (Charcot-Marie-Tooth disease).
الفشل الكلوي
قد يكون تنميل اليدين أو القدمين أحد أعراض الإصابة بالفشل الكلوي (Kidney failure)، علمًا أنّ خطر الإصابة بالفشل الكلوي يزداد في حال كان الشخص يعاني من داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، ومن الأعراض الأخرى للفشل الكلوي ما يأتي:
- تشنج العضلات.
- ارتعاش العضلات (Muscle twitches).
- ضعف العضلات.
مرض الشريان المحيطي
حيث يعدّ مرض الشريان المحيطي (Peripheral artery disease) واختصارًا PAD، أحد أمراض جهاز الدوران الشائعة، ويحدث نتيجة حدوث تضيق في الشرايين مما يقلل من تدفق الدم إلى الأطراف وعادةً ما تتأثر الساقين بشكلٍ أكبر.
وفيما يأتي بيان بعض الأعراض التي تظهر نتيجة الإصابة بمرض الشريان المحيطي:
- الشعور بخدر أو ضعف في الساق.
- التقلصات المؤلمة في أحد الفخذين، أو الوركين، أو عضلات الساق بعد ممارسة أنشطة معينة مثل المشي أو صعود الدرج.
- الشعور ببرودة في أسفل الساق أو القدم مقارنةً بالجهة الأخرى.
السكتة الدماغية
حيث تحدث السكتة الدماغية (Stroke) عند انخفاض أو انقطاع تدفق الدم عن بعض أجزاء الدماغ، مما يمنع وصول الأكسجين والعناصر الغذائية إلى أنسجة الدماغ، ويترتب على ذلك موت خلايا الدماغ خلال دقائق، مما قد يسبب الشعور بخدران مفاجئ، أو ضعف، أو قد يؤدي ذلك إلى إصابة الوجه أو الذراع أو الساق بالشلل.
علمًا أنّه في أغلب الحالات تؤثر الأعراض المرافقة للسكتة الدماغية في جانبٍ واحد من الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ تنميل اليدين والقدمين قد يكون إحدى العلامات التي تدل على حدوث السكتة الدماغية .
نقص نشاط الغدة الدرقية
قد يؤدي نقص نشاط الغدة الدرقية إلى اعتلال الأعصاب، ويكون ذلك نتيجةً لتراكم السوائل في الجسم ممّا يؤدي إلى زيادة الضغط على الأطراف العصبية الموجودة في اليدين والذراعين، مما يُسبب الأعراض الآتية:
- الشعور بتنميل الأطراف.
- الشعور بخدران في الأطراف.
- الشعور بألم في موقع العصب المتضرر.
بالإضافة إلى أنّ خمول الغدة الدرقية يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel syndrome) التي تؤثر على النهايات العصبية في اليدين والرسغين مُسببًا تنميل الأطراف.
دواعي مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب ليتمكن من علاج تنميل الأطراف بناء على المسبب، ومن الضروري مراجعته في الحالات الآتية:
- في حال كان التنميل يؤثر في جزء واحد من الأطرف مثل أصابع اليد أو أصابع القدم.
- زيادة الأعراض سوءًا مع الأنشطة التي تستدعي الحركات التكرارية للأطراف كاستخدام جهاز الحاسوب باستمرار.
- تفاقم الأعراض بشكلٍ تدريجي دون وجود سبب واضح لذلك.
دواعي التدخل الطبي الفوري
يجدر طلب الرعاية الطبية الفورية في حال ظهور أي من الأعراض الآتية المتعلقة بالشعور بالخدران أو في حال ظهور هذه الأعراض بالتزامن مع تنميل الأطراف:
- خدران في الذراع أو في الساق بأكملها.
- الشعور بالضعف أو الشلل.
- صعوبة التنفس.
- الشعور بالخدران بعد التعرض لإصابة حديثة في الرأس.
- الشعور المفاجئ بالتنميل.
- صعوبة الكلام.
- الشعور بألم في الصدر.
- الصداع المفاجئ.
- التشوش الذهني.
ملخص المقال
تتعدّد الأسباب المحتملة وراء شعور الشخص بتنميل الأطراف، فقد تنقسم لأسباب غير مرضية تعتمد على النمط الحياتي المتّبع وبعض الظروف التي قد تواجه الشخص، أو لأسباب ومشاكل صحية خطيرة، ومن الضروري التوجّه إلى الطبيب على الفور في حال الشعور بتنميل غير طبيعي أو عند تفاقم الأعراض لاحتياج رعاية طبية فورية.