ما هو سبب النعاس الدائم
النّعاس الدائم
تتمثل معاناة بعض الأشخاص من مشكلة النّعاس الدائم بالشعور بالتعب الشديد والنعاس خلال اليوم، والذي يمكن أن يؤثر سلباً في أداء الشخص في الدراسة، والعمل، وأحياناً العلاقات الاجتماعية، ويُصاب بهذه المشكلة ما يُعادل 18% من الناس تقريباً، وقد تكون الإصابة بهذه المشكلة أحياناً عرضاً من الأعراض المصاحبة لمشكلة أخرى.
ومن الجدير بالذكر أنّ النّعاس الدائم قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، فعلى سبيل المثال قد يغرق الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة بالنوم أثناء انتظاره إشارة المرور الحمراء، وقد وُجد أنّ عدم الحصول على نوعية جيّدة من النوم يرتبط بالإصابة بارتفاع ضغط الدم ، ومرض السكري ، وأمراض القلب، وزيادة الوزن .
أسباب النّعاس الدائم
يُمكن اعتبار أي ظرفٍ يُعيق النوم الجيّد في الليل سبباً للنعاس الدائم في النهار، وأياً كان السبب في ذلك فإنّه من الضروري متابعة هذه المشكلة خاصّة إذا كانت تُعيق الشخص عن القيام بالكثير من أعماله اليومية. ويمكن بيان بعض الأسباب المؤدية إلى النعاس الدائم على النحو الآتي:
- عادات النوم الخاطئة: تُعدّ عادات النوم الخاطئة أكثر ما يسبّب النعاس الدائم في النهار، ويُبرّر ذلك ببساطة بعدم الحصول على مقدارٍ كافٍ من النوم خلال الليل. وإنّ أهم أسباب عدم الحصول على القدر الكافي من النوم، هي: عدم معرفة الشخص عدد ساعات النوم التي يحتاجها، إضافة إلى ظروف العمل والارتباطات العائلية، وكذلك نوم الشخص في بيئة تؤثر في قدرته على النوم، مثل: النوم في الضوضاء، وعلى أصوات التلفاز المرتفعة . ومن الجدير بالذكر أنّ تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول قبل النوم يؤثر أيضاً في القدرة على النوم.
- انقطاع النفس النومي: (بالإنجليزية: Sleep Apnea)، وهو إحدى المشاكل الصحية التي تتمثل بتوقف التنفس ثم بدئه مرة أخرى بشكل متكرر طوال الليل، مما يؤدي إلى الحرمان من النوم العميق، وبالتالي الشعور بالنعاس خلال النهار التالي، وقد تؤدي هذه المشكلة إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب ، وزيادة الوزن. ولانقطاع النفس النومي أعراض أخرى، منها:
- صوت شخير عالٍ أثناء النوم.
- التهاب في الحلق، وإحساس بالصداع عند الاستيقاظ من النوم.
- مواجهة مشاكل في التركيز .
- متلازمة تململ الساقين: (بالإنجليزية: Restless Legs Syndrome)، حيث يشعر الشخص برغبة مزعجة وغير مقاوَمة لتحريك رجليه، وأحياناً قد يكون الشخص نائماً براحة وفجأة يشعر بحكة وانزعاج، ولا يتحسّن إلا عند القيام والمشي. وتُعدّ متلازمة تململ الساقين مشكلة غير معروفة السبب، تُصيب حوالي 10% من الأشخاص، وقد تعود لأسباب وراثية، أو نقصٍ في الحديد، أو مشاكل في المنطقة المسؤولة عن الحركة في الدماغ.
- النوم القهري: (بالإنجليزية: Narcolepsy)، وهو اضطراب عصبي، غير منتشر بين الناس إجمالاً، وقد يُصيب الأفراد من أي عمر، ولكنّه بالعادة يُصيب الأفراد بين 7-25 عاماً من العمر. وفي هذا الاضطراب لا ينظّم الدماغ دورة النوم والاستيقاظ بشكل جيد، فربما ينام الشخص بشكل جيد خلال الليل، ولكن يشعر بنعاس شديد أثناء النهار بشكل دوري، حتى أنّه من الممكن أن يغط في النوم خلال إجراء محادثة مع أحد الأشخاص أو في غضون تناوله لوجبة الطعام. وتُعدّ مشكلة النوم هذه مشكلة غير مفهومة بشكل كامل.
- الاكتئاب: يُعدّ التغيير المُلاحَظ في جدول النوم من أكثر علامات الاكتئاب شيوعاً، وقد يظهر هذا التغيير على شكل زيادة أو قلة في النوم. وعندما لا ينام الشخص بشكل كافٍ في الليل فإنّه على الأغلب سيعاني من النعاس في النهار التالي. وللاكتئاب أسباب عديدة، منها: مشاكل في منطقة التحكم بالمزاج في الدماغ ، وتعرّض الشخص لأحداث مؤلمة في حياته، بالإضافة إلى اختلال توازن مستوى بعض المواد الكيميائية في الدماغ.
- بعض الأدوية والعلاجات: بعض الأدوية تسبب الشعور بالنعاس كعرض جانبي، ومن هذه الأدوية:
- بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
- بعض مضادات الاكتئاب.
- بعض الأدوية التي تُعالج احتقان الأنف ، المعروفة بمضادات الهستامين (بالإنجليزية: Antihistamines).
- بعض الأدوية التي تُعالج الغثيان والتقيؤ، والتي تُعرف بمضادات القيء (بالإنجليزية: Antiemetics).
- الشيخوخة: بيّنت الدراسات أنّ كبار السن يقضون معظم الوقت في السرير، ولكنّهم يحصلون على نوم أقل جودة، وحسب هذه الدراسات فإنّ نوعية النوم تبدأ بالتراجع في منتصف العمر، وكلّما زاد العمر قلّ النوم العميق، وازداد الاستيقاظ في منتصف الليل.
علاج النعاس الدائم
إنّ الطريقة المثلى لعلاج النعاس الدائم هي معرفة السبب الكامن وراءه ومحاولة السيطرة عليه، وقد يتضمن العلاج إحداث تغييراتٍ في جدول النوم وعاداته وبيئته والتحكم في القلق. وفي حالات انقطاع النفس النومي فإنّ العلاج قد يتطلب استخدام جهاز خاص يُسمّى جهاز ضغط مجرى التنفس الإيجابي (بالإنجليزية: CPAP)، وفي حال استمرار الشعور بالنعاس فقد يصف الطبيب بعض الأدوية المناسبة، كما قد توصف بعض الأدوية لمن يعانون من النوم القهري لمساعدتهم على البقاء يقظين ومنتجين أثناء النهار. وبالنسبة للأشخاص الذين تُحتّم عليهم طبيعة عملهم تبديل أوقات عملهم بين النهار والليل فإنّ الأدوية قد تساعدهم أيضاً كون طبيعة عملهم تُصعّب عليهم تنظيم النوم. ومن هذه الأدوية: مودافينيل (بالإنجليزية: Modafinil). وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية توصف عن طريق الطبيب الذي يقرر الدواء المناسب للحالة اعتماداً على عادات النوم، والتاريخ المرضي، وأي اختبارات أخرى تساعد على فهم سبب المشكلة.
نصائح لتفادي النعاس الدائم
هناك بعض الطرق والأساليب التي من الممكن اتباعها لتفادي النعاس الدائم في النهار، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
- النوم خلال الليل لفترات كافية: يحتاج البالغون إلى 7-8 ساعات من النوم في الليل، بينما يحتاج المراهقون إلى حوالي 9 ساعات، كما يُنصح بالمحافظة على وقت ثابت للاستيقاظ من النوم، والذهاب إلى السرير في حالة النعاس فقط، وتجنّب القيلولة في الأوقات المتأخرة من اليوم.
- إبعاد المُلهيات عن سرير النوم: يُنصح بعدم القراءة، أو مشاهدة التلفاز، أو اللعب بألعاب الفيديو أو الحاسوب قُبيل النوم، حيث إنّها قد تؤثر في القدرة على النوم.
- المحافظة على أوقات وجبات الطعام ثابتة خلال النهار: ويفضّل أن تكون الوجبة الأخيرة قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات من موعد النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية: حيث تساعد ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يومياً على النوم بشكل أفضل، كما أنّها تنشّط الجسم وتمنحه الطاقة خلال النهار.