ما هو داء الثعلبة
داء الثعلبة
يعرف مرض الثعلبة ، أو الثعلبة البقعية، أو بقعة الصلع (بالإنجليزية: Alopecia Areata)، بأنَّه أحد أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune diseases) الذي يهاجم بصيلات الشعر، ويتمثل بتساقط الشعر على هيئة بقع دائرية صغيرة الحجم، وعادة ما تبقى هذه البقع متمركزة في مواضع معينة دون الانتشار إلى أماكن أخرى في الجسم، ويعد ظهور هذه البقع عاملاً مميزاً لداء الثعلبة، إذ تظهر في جميع مناطق الجسم وبالأخص في الوجه والرأس، وتجدر الإشارة إلى أنَّ داء الثعلبة يمكن أن يصيب الأشخاص من الفئات جميعها سواء الذكور أو الإناث، ومن الأعراق جميعها، وفي أي مرحلة عمرية، إلا أنَّه عادة ما تظهر الإصابة به في مرحلة الطفولة، ووفقاً لدراسة نشرت في المجلة الأكاديمية الأمريكية لطب الجلد (بالإنجليزية: Journal of the American Academy of Dermatology) عام 2019م، فإنَّ نسبة الإصابة بمرض الثعلبة في العالم تقدر بحوالي 2%، ومن الجدير بالذكر أنَّ مرض الثعلبة لا يؤثر في قدرة المصاب على ممارسة حياته الطبيعية، إذ إنَّه مرض غير معدٍ وغير مؤلم، ولا يتطور إلى مشاكل صحية أخرى، وكما ذكر سابقاً يرافق الإصابة بداء الثعلبة ظهور بقع مستديرة خالية من الشعر وناعمة في فروة الرأس.
أسباب داء الثعلبة
إنَّ السبب المباشر للإصابة بداء الثعلبة ما زال غير معلوم حتى الآن؛ لأنَّه كما ذكر سابقاً يعد أحد أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي في الجسم مواضع منه، لكن يعتقد العلماء بأنَّه توجد جينات معينة في جسم الإنسان ترتبط بالإصابة بالمرض، كما أنَّ للإصابة بفيروس ما أو وجود عوامل بيئية دوراً في تحفيز الإصابة بالثعلبة، كما توجد العديد من عوامل الخطورة التي تحفز الإصابة بمرض الثعلبة ، لكن يجدر التنبيه إلى أنَّ وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض لكن يزيد من فرص الإصابة به، كما أنَّ بعض هذه العوامل تعد أكثر أهمية من غيرها، وتتضمن عوامل خطورة الإصابة بداء الثعلبة ما يأتي:
- التعرض للتوتر.
- وجود تاريخ عائلي سابق للإصابة بالصلع أو تساقط الشعر.
- وجود الاضطرابات الكروموسومية، مثل متلازمة داون (بالإنجليزية:Down syndrome).
- الإصابة باضطراب مناعي ذاتي مثل: الذئبة الحمامية الجهازية (بالإنجليزية: systemic lupus erythematosus) واختصاراً SLE، أو التهاب الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hashimoto thyroiditis).
- الاستعداد للإصابة بمرض جلدي تحسسي.
- العمر، إذ إنَّ الثعلبة تنتشر بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً.
ولمعرفة المزيد عن أسباب داء الثعلبة يمكن قراءة المقال الآتي: ( أسباب الثعلبة وعلاجها ).
أعراض داء الثعلبة
يسبب داء الثعلبة تساقط الشعر الخفيف بشكل عام، ولكن في عدد ضئيل من الحالات يؤدي إلى تساقط كامل لشعر الرأس، أو حتى تساقط شعر الجسم كاملاً، ومن الجيد قوله أنَّه توجد فرصة لنمو الشعر من جديد، لكن توجد احتمالية لتساقطه مرة أخرى، ومن الجدير بالذكر أنَّه يصعب التنبؤ بموعد سقوط أو نمو الشعر، إذ قد يعاني بعض المصابين من تساقط كثيف للشعر لفترات طويلة دون نموه مرة أخرى، في حين قد يعاني البعض الآخر من تساقط للشعر يستمر لفترة أقل من سنة، والذي ينمو مرة أخرى دون اللجوء إلى استخدام أي علاج، أو بسبب الاستجابة السريعة للعلاجات المختلفة، مما يساهم في إعادة نموه، إذ عادة ما يبدأ الشعر بالنمو من مركز البقعة، ويمكن تلخيص أعراض الإصابة بداء الثعلبة كما يأتي:
- ظهور بقعة أو بقع عادة ما تكون بلون الجلد، أو قد تتخذ لوناً يشبه لون الدراق، وعادة ما تكون هذه البقع دائرية الشكل، إلا أنَّها قد تتخذ في بعض الأحيان شكلاً غير محدد الحواف، كما أنَّها خالية من القشور والاحمرار.
- ظهور بعض الشعيرات القصيرة المدببة والمبعثرة داخل بقعة الجلد المصابة بداء الثعلبة، وقد تكون ملونة أو بيضاء، إذ تظهر بيضاء عادة لدى كبار السن، ويعتبر ظهور هذه الشعيرات عرضاً مميزاً لداء الثعلبة.
- ظهور بعض النقر أو الحفر الصغيرة على الأظافر لدى بعض المصابين.
ولمعرفة المزيد عن أعراض داء الثعلبة يمكن قراءة المقال الآتي: ( أعراض ثعلبة الشعر ).
تشخيص داء الثعلبة
يعتبر تشخيص داء الثعلبة من قبل الطبيب أمراً بسيطاً بشكل عام يمكن الكشف عنه من خلال تفحص الأعراض، ولكن لأنَّ تساقط الشعر قد يرتبط بحالات صحية أخرى، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات الطبية للتأكد من التشخيص الصحيح، إذ قد يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض فحوصات الدم، أو أخذ خزعة من الجلد لاستبعاد بعض الأمراض الأخرى خاصة أمراض المناعة الذاتية، وبشكل عام يلجأ الطبيب إلى فحص الشعر تحت المجهر، ومعاينة الأعراض لمعرفة مدى شدة تساقط الشعر، وبالإضافة إلى ذلك يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى استخدام جهاز يطلق عليه اسم منظار الجلد أو الديرموسكوب (بالإنجليزية: Dermatoscopy) لتأكيد تشخيص داء الثعلبة.
علاج داء الثعلبة
يجدر التنبيه إلى أنَّ تحقيق العلاج التام لداء الثعلبة يعد أمراً غير محتمل الحدوث، ولكن لحسن الحظ تتوفر العلاجات المختلفة التي تساعد على السيطرة على الأعراض وتعزيز نمو الشعر مرة أخرى، ومن هذه العلاجات يمكن ذكر الآتي:
- المينوكسيديل: (بالإنجليزية: Minoxidil) وهو تركيبة دوائية موضعية تستخدم بكثرة في حالات الصلع بشكل عام، ويعتبر من التركيبات المعززة لنمو الشعر، إذ يستغرق قرابة 12 أسبوعاً حتى يبدأ الشعر بالنمو بعد استخدامه.
- الكورتيكوستيرويد: (بالإنجليزية: Corticosteroids) وهي أدوية مضادة للالتهاب المصاحب لداء الثعلبة، إذ يستجيب الجسم لها تدريجياً، وتختلف الأشكال الصيدلانية التي يمكن استخدامها في هذه المجموعة، إذ يمكن استخدامها على شكل حبوب تؤخذ فموياً، أو مستحضرات توضع موضعياً كالكريمات والمراهم والرغوات المختلفة، أو حقن في المنطقة المصابة مثل فروة الرأس.
- المحسسات الموضعية: (بالإنجليزية: Topical sensitizers)، وهي أدوية موضعية يسبب استخدامها حدوث تفاعل تحسسي على الجلد، مما يؤدي إلى نمو الشعر في تلك المنطقة.
ولمعرفة المزيد عن علاج داء الثعلبة يمكن قراءة المقال الآتي: ( ما هو علاج ثعلبة الشعر ).