الهجوم النووي على هيروشيما وناغازاكي
الهجوم النووي على هيروشيما وناغازاكي
أثناء الحرب العالمية الثانية في 6 آب 1945م قامت طائرة أمريكية بإسقاط أول قنبلة نووية في العالم فوق مدينة هيروشيما اليابانية، ولقد أدى الانفجار إلى القضاء على 90% من المدينة وأدى أيضاً إلى قتل ما يقارب 80,000 شخص مباشرةً عوضاً عن عشرات الآلاف الذين سيموتون لآحقا بسبب تأثيرات الإشعاع.
بعد حادثة هيروشيما بثلاثة أيام أسقطت طائرة أمريكية قنبلة نووية أخرى على مدينة ناغازاكي، مما أسفر عن مقتل ما يقارب من 40,000 شخص، وبعد تلك الحادثتين أعلن الإمبراطور الياباني هيروهيتو استسلام اليابان عن طريق خطاب إذاعي في 15 آب 1945م، وذلك يشير إلى القوة المدمرة للقنبلة النووية.
الحجج الأمريكية للهجوم النووي
لسنوات عدة احتدم الجدل كثيراً حول إذا ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية على حق في الهجوم النووي التي شنته على اليابان في آخر الحرب العالمية الثانية، الذي أسفر عن خسائر كبيرة وخلف دمار هائل، فيما يلي بعض الحجج الأمريكية لهذا الهجوم:
إنقاذ حياة الأمريكيين
كانت الحجة الرئيسية المؤيدة للهجوم النووي أنها ستنقذ العديد من الأرواح الأمريكية التي كانت ستزهق في الغزوات البرية للجزر الرئيسية في اليابان، وليس هناك شك أنَّ الغزوات البرية كانت ستحدث خسائر فادحة في الجيش الأمريكي لعدة أسباب منها:
- التهديد الياباني بإعدام جميع أسرى الحرب.
- قلة عدد المواقع الجيدة لهبوط الجنود على الأراضي اليابانية.
- القلق الأمريكي من شدة عزم اليابان على القتال حتى الموت أو الانتحار بدلاً عن الاستسلام.
اتخاذ القرار عن طريق لجنة المسؤولية المشتركة
جديرٌ بالذكر أنَّ قرار الهجوم النووي قد تم اتخاذه بمشورة لجنة المسؤولية المشتركة التي استحدثت في أيّار 1945م بصفة مؤقتة وأخذت على عاتقها إخبار الرئيس ترومان بجميع المسائل المتعلقة بالطاقة النووية وركّزت معظم أعمالها على دور القنبلة بعد الحرب، أي أنه لم يكن قراراً فردياً من رئيس الولايات المتحدة.
حصول اليابان على تحذير عادل
يشير الداعمين لقرار الرئيس ترومان باستخدام القنبلة النووية بأن اليابان قد أعطيت فرص كبيرة للاستسلام، وأصدر الرئيس الأمريكي والحلفاء إنذاراً نهائياً لليابان عرف باسم إعلان بوتسدام ولكنَّ اليابان لم ترد على هذا الإعلان.
الرد على السلوكيات اليابانية
كان الهجوم حسب الرأي الأمريكي رداً على الجيش الياباني لارتكابه جرائم حرب في أنحاء آسيا والمحيط الهادئ مثل قتل الأبرياء وتعذيب السجناء وإعدامهم.
آثار القنبلة النووية
خشي العديد من الناجين من أن لا شيء سينمو على الأرض المدمرة، وفي ربيع عام 1946م تفاجأ مواطنو مدينة هيروشيما برؤية المناظر الطبيعية بعد أن كانت المخاوف من أنَّ المدينة المنكوبة قد فقدت خصوبة أراضيها، وهذا ما أعطاهم الأمل بعد الهجوم المأساوي، في حين خشي البعض من أنّ المدينة ستعيش معزولة بسبب آثار الإشعاع ، وبعد ذلك تفاجأ العديد من الناس عندما علموا بالآثار الصحية على المدى الطويل التي خلفتها الهجمات النووية على المدينتين.
وبعد ذلك سرعان ما أصيب أولئك الذين نجوا من التفجير الأولي والعواصف النارية بالتسمم الإشعاعي بأعراض عدة تتراوح بين الحروق الشديدة وفقدان الشعر والغثيان والنزيف، ومما أدى إلى تأزم الموقف أنّ 90% من العاملين في المجال الطبي إما قتلوا أو أصابهم إعاقة وأنّ الإمدادات الطبية سرعان ما نفذت، وبعد فترة من الهجوم كان الناجون ما زالوا يعانون زيادة التعرض للسرطانات وبالأخص سرطان الدم وإعتام عدسة العين والمعاناة من اضطراب ما بعد الصدمة.
يسبب الإشعاع تأثيراً حاداً وشبه فوري على الإنسان عن طريق قتل الخلايا وإتلاف الأنسجة مباشرةً، ويمكن أن يكون له تأثيرات تحدث على نطاق أطول، مثل السرطان وسببه حدوث طفرات جينية للخلايا الحية، من بين الآثار طويلة الأجل التي عانى منها الناجون من القنبلة النووية و أكثرها فتكاً هو سرطان الدم، ظهرت الزيادة في عدد مصابي هذا السرطان بعد عامين من الهجوم وبلغت ذروة هذه الأعداد بعد 4-6 سنوات، ويمثل الأطفال السكان الأكثر تضرراً من الهجوم وتقدر مؤسسة أبحاث تأثيرات الإشعاع خطر الإصابة بسرطان الدم بنسبة قد تصل إلى 46% من الناجين، أما بالنسبة للأنواع الأخرى من السرطانات لم تظهر زيادة الإصابة إلا بعد 10 سنوات من الهجمات، وقد لوحظت هذه الزيادة للمرة الأولى في عام 1956م.
بعد حوالي 70 عام من الهجمات توفي معظم الجيل الذي نجا منها، فتحولت الدراسات على الأطفال المولودين للناجين الذين تعرضوا للإشعاع قبل الولادة، وجدوا أن التعرض للإشعاع أدى إلى زيادة في حجم الرأس والإعاقة العقلية، بالإضافة إلى ضعف النمو البدني، كما وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين تعرضوا للإشعاع وهم في الرحم لديهم نسبة أقل في التعرض للسرطان من أولئك الذين كانوا أطفالاً وقت الهجوم.
مع ذلك أدرك اليابانيون أهمية الدراسات الوراثية في ظل الصعوبات الكبيرة، حيث كانوا ينظمون برنامجاً في مدينة هيروشيما عندما وصلت لجنة ضحايا القنبلة النووية، وقد خططوا لمقارنة التكرار الحالي والمستقبلي للولادات غير الطبيعية وغير السليمة، مع أنه ليس من المؤكد أن الأرقام قبل الحرب كانت دقيقة بما يكفي لتعطي تقارير فعالة للإحصاءات الحيوية.
نتائج الهجوم النووي
إنَّ النتائج المباشرة للحرب النووية وهول الدمار التي تسببت به، والتقديرات للمعاناة الإنسانية المتوقعة جميعها موضوعات لدراسات عديدة قد أجريت ومن ضمن هذه النتائج ما يلي:
- استسلام اليابان وخضوعها لإنهاء الحرب.
- تدمير هائل في المباني داخل المدينتين.
- خسائر بشرية كبيرة جداً في كلتا المدينتين.
- نهاية الحرب العالمية الثانية.
الأسلحة النووية
هي أسلحة قوية تستخدم التفاعلات النووية كمصدر للطاقة المتفجرة، وعمل العلماء على تطوير تكنولوجيا هذه الأسلحة للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية واستخدمت هذه الأسلحة في الحرب مرتين فقط، وبدأت هذه التكنولوجيا حينما اكتشف علماء الفيزياء النووية داخل مختبر في برلين عام 1938م أول قنبلة نووية، وبعد فترة من انتشار الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة بدأ التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي على التفوق في سباق التسلح النووي في العالم، وتعتمد هذه الأسلحة على مزيج من الانصهار النووي والانشطار النووي، والانصهار هو نوع آخر من التفاعل حيث تندمج في ذرتين خفيفتين لإطلاق الطاقة الهائلة.