ما هو حيوان الوزغ
حيوان الوزغ
الوَزَغَة وجمعها وزغ أو أبو بريص، أو سام أبرص ، جميعها أسماء تصف أكثر من 1,000 نوع من السّحالي صغيرة الحجم وناعمة الجلد، وهي غالباً حيوانات ليليّة النشاط، تنتشر في جميع قارات العالم باستثناء القارة القطبيّة الجنوبيّة، ويُمكنها التّكيّف للعيش في الجبال، والصّحارى، والغابات المطيرة.
يمكن تصنيف حيوان الوزغ (بالإنجليزية: Gecko) علمياً بأنه ينتمي إلى رتيبة الوزغيات، التي تندرج تحت رتبة الحرشفيات، التابعة لصف الزَواحف ، الذي ينتمي إلى فوق صف رباعيات الأطراف، تحت الشعبة الدنيا الفقاريات الفكية، التي تتبع شعيبة الفقاريات، التي تندرج تحت شعبة الحبليات، التي تندرج بدورها تحت المملكة الدنيا ثانويات الفم، التابعة إلى مملكة ثنائيات التناظر، والتي تندرج في النهاية تحت المملكة الحيوانية.
عائلات الوزغ
تضمّ رتيبة (تحت رتبة) الوزغيات التي ينتمي إليها الوزغ 7 عائلات، وهي:
- عائلة كارفوداكتيلايد
(بالإنجليزية: Carphodactylidae)، تضمّ 7 أجناس التي تحوي 30 نوعاً من الوزع، وتعيش جميعها في أستراليا.
- عائلة ديبلوداكتيلايد
(بالإنجليزية: Diplodactylidae)، تضمّ 25 جنساً، منها 3 أجناس تفرعّت مؤخراً إلى عدة أجناس جديدة، وتضمّ 138 نوعاً من الوزغ، ويعيش أفرادها في نيوزيلندا، وأستراليا، وكاليدونيا الجديدة.
- عائلة حقيقيات الجفن
(بالإنجليزية: Eublepharidae)، تضمّ 6 أجناس نشطة الحركة، وكان أول ظهور لها في العصر الأوليغوسيني، وتحتوي قاعدة بيانات سجل الحفريات على أحفورة واحدة تنتمي إلى هذه العائلة، كما ينتشر أفرادها في كل من أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، وأمريكا الشّماليّة.
- العائلة الوزغيّة أو البرصيات
(بالإنجليزية: Gekkonidae)، تضمّ 56 جنساً من الوزغ، وظهرت لأول مرة قبل ما يُقارب من 59 مليون عاماً، وتحتوي قاعدة بيانات سجلات الأحافير على 123 عينة من أفراد هذه العائلة، ويتغذى هذا النّوع من الوزغ على الحشرات، ويشكّل بدوره غذاءً لكل من ثعبان الذّئب الهندي، ويمكن العثور على أفراد العائلة الوزغيّة في كل من آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، وأستراليا، والأمريكيتين.
- عائلة فيللوداكتيلايد
(بالإنجليزية: Phyllodactylidae)، تضمّ 10 أجناس، تعيش في أستراليا، وأفريقيا، وأمريكا الشّماليّة والجنوبيّة.
- عائلة سفايروداكتيلايد
(بالإنجليزية: Sphaerodactylidae)، تضمّ 12 جنساً، تنتشر في كل من أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، والأمريكيتين.
- السّحالي عديمة الأرجل
(بالإنجليزية: Pygopodidae)، تضمّ 7 أجناس تعيش في قارة أستراليا.
الصفات الشكلية للوزغ
فيما يأتي أهم الصفات الشكلية للوزغ:
الحجم
يوجد حيوان الوزغ بأحجام متباينة؛ إذ لا يتجاوز طول أصغر أنواعه وهو الوزغ القزم 1.6 سم، ويصل وزنه إلى 120 ملغ، أمّا الوزغ الذي يُعدّ أحد أنواع الوزغ العملاق لكاليدونيا الجديدة (بالإنجليزية: New Caledonian Giant Gecko) فيتراوح طول جسمه من الرّأس إلى نهاية الذّيل بين 35.5-43 سم، ويتراوح وزنه بين 212-279 غم.
العيون
يمتلك الوزغ عيوناً كبيرة منتفخة دون جفون، لذلك فإنه لا يستطيع الرّمش، ويغطي العين غشاء أو قشور شفافة لحمايتها يلعقها الوزغ بلسانه لتنظيفها، وتحتوي العين كذلك على بؤبؤ طولي الشكل يُمكن للوزغ التحكّم به ليصبح مثل شقّ صغير يمنع أشعة الشمس الضارة من اختراق العين، وقد يتكون البؤبؤ لدى بعض أنواع الوزغ من حواف متداخلة يمكن غلقها تماماً، ليتمكّن من الرؤية في هذه الحالة من خلال ثقوب صغيرة توجد على أطراف البؤبؤ.
يختلف تركيب عين الوزغ ليلي النّشاط عن الوزغ نهاري النّشاط؛ إذ يمتلك الوزغ الليلي بؤبؤ عين كبير الحجم، وبُعداً بؤرياً قصيراً؛ مما يسبب ترّكز الضّوء قصير الموجة بموقع أقرب للعدسة مقارنة بالضوء طويل الموجة، وبالتالي عدم وضوح الصورة المتكوّنة على الشبكية، الأمر الذي يتطلب وجود أنظمة بصرية متعددة البؤر (بالإنجليزية: Multifocal optical systems) لدى الوزغ الليلي لتصحيحها وزيادة وضوحها.
أمّا عيون الوزغ نهاري النّشاط فتتميّز بوجود مخاريط -نوع من المستقبلات الضّوئية- صغيرة الحجم، وبؤبؤ دائري الشّكل وصغير الحجم، وعيون صغيرة الحجم مقارنة بحجم جسمها، ولأنّ البؤبؤ لديها صغير الحجم مقارنة بالبعد البؤري فهو لا يتأثّر كثيراً بالزّيغ اللوني الذي يشوّه الصّورة المتكونّة.
الشكل الخارجي
يغطي جسم الوزغ جلد مكوّن من عدد كبير من النّتوءات متناهية الصّغر، أما بالنسبة لأصابع القدم فهي تحتوي على وسائد لاصقة تساعده على تسلق الأشجار والصخور، علماً بأنّ قدرة الأصابع على الالتصاق تختلف من نوع إلى آخر، أمّا الذّيل فيختلف طوله وشكله حسب النوع؛ حيث يمكن أن يكون الذّيل قصيراً وغير حاد، أو طويلاً مستدق الطّرف، أو كروياً.
الصفات السلوكية للوزغ
يمتلك الوزغ مجموعة من الميزات الفيزيائية التي تساعدها على البقاء على قيد الحياة وتجنب الحيوانات المفترسة، إذ تمتلك ذيولاً تخدمها في موازنة وزنها أثناء التسلق، كما أنّها تخزّن الدهون، بالإضافة إلى ذلك يُمكنها التخلص من ذيولها إذا أمسكها حيوان مفترس، ويُذكر أن الوزغ يمتلك قدرةً على التمويه للاختفاء والهرب من الأعداء.
ينشط الوزغ في الليل بأغلب أوقاتهِ، ويصدر أصواتًا مثل النقيق، والنباح، والنقر، وذلك عندما يدافع عن أرضه أو لجذب الرفيق، وتشير الدراسات إلى أنّ معظم الوزغ ليس لديها جفون متحركة، بل لديها جفن واحد شفاف.
كما أنّ لديها وسادات على أقدامها مغطّاة بشعر رقيق للغاية يصعب على العين البشرية رؤيته، حيث تسمح لهم بالحفاظ على التمسك المُحكم في التسلق والسرعة، كما وينمو ذيل جديد عند فقدانها لذيلها القديم، ويمكن القيام بذلك عدة مرات في عمر الوزغ.
موطن وغذاء الوزغ
يتواجد الوزغ في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، حيث يُمكنه العيش في غالب البيئات من الغابات المطيرة، إلى الصحاري، إلى منحدرات الجبال الباردة، كما تعيش داخل المنازل وبالقرب من تركيبات الإضاءة.
من المتعارف عليه أنّ حيوان الوزغ يُعدُّ حيوان ليلياً؛ إذ يبدأ نشاطه، وحركته، وتنقله في الليل، كما أنّه يتغذى على مجموعة متنوعة من الحشرات، والفواكه، ورحيق الأزهار، وكثير ما نجد حيوان الوزغ بالقرب من من مصادر الضوء، وذلك لأنّه يتغذى على الحشرات التي تقترب من مصادر الضوء كالفراشة، أو الذباب.
تكاثر الوزغ
تتكاثر حيوانات الوزغ بالبيوض، حيث تضع الأنثى بيضها على اللحاء وأوراق الأشجار بعد أن تخزنّه داخل جسمها لفترة قد تمتد إلى سنوات، كما في حالة وزغ (harlequin geckos)؛ حيث يظل البيض في جسم الأنثى بين 3-4 أعوام، وعادة يكون الوزغ عند خروجه من البيضة كبير الحجم نسبياً؛ فمثلاً يتراوح طول صغير وزغ الفهد حديث الفقس بين 8-10 سم.
تكيّف الوزغ
يُعدُّ حيوان الوزغ واحداً من أكثر الكائنات الفريدة في العالم، إذ إنّ لديه عدد من التكيفات للعيش في البيئات المختلفة، حيث إنّ حيوان الوزغ يعيش في بيئات قاسية حيث يكون الجو حارًا وجافًا معظم أيام السنة، إذ يُمكنه مقاومة حرارة الشمس العالية من خلال جلده السميك، وسرعة قفزه التي تُقلل من مخاطر التعرض للحروق، ويُذكر أنّ حيوان الوزغ يمتلك عددًا من المميزات التي تساعدهُ على التكيف، وهي كما يأتي:
الذيل
يشتهر الوزغ بقدرته على فصل ذيله عن جسمه عند تعرضّه لخطر الافتراس ليتمكّن من الفرار، ويعود الفضل في ذلك للتركيب المميّز للذيل الذي يحتوي على خطوط متعرجة تقسّم الذيل إلى أجزاء قابلة للفصل، وتتصل هذه الأجزاء معاً بنوع من الغراء الكيميائي الذي يمكن فصله بسهولة.
وقد لاحظ العلماء أنّ الذيل من الداخل يتكون من أجزاء تشبه الفطر في شكلها، وهو الأمر الذي يُعتقد أنّه يقلل من قوة التصاق الجزأين ببعضهما، ويُمكّن الوزغ من فصل الذّيل دون الإضرار بالجسم، ليتمكن من النّمو مجدداً بعد فترة بسيطة.
الحركة
يتمكّن الوزغ من المشي على الأسقف والجدران لوجود تراكيب متناهية الصّغر تترتب هرميًا على أصابع أرجله تعمل مثل اللاصق، كما يتمكن من المشي على سطح الماء بفضل تآزر عدة قوى وفق المختصة بالفيزياء الحيوية ياسمين نيرودي.
أولها قوة التّوتر السّطحي، وثانيها القوة النّاتجة عن استعمال الأرجل الأربعة كالمجاديف، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين جيوب هوائيّة ترفع الجسم أعلى الماء وتمنع غمره بالكامل -هذا في حال عدم تواجد خاصية التوتر السطحي-.
أمّا القوة الثّالثة فهي القوة النّاتجة عن حركة الذّيل التي تدفع الجسم للأمام وترفعه للأعلى، بالإضافة إلى جلد الوزغ الناعم الطّارد للماء الذي يُمكنه من الحركة بطريقة شبيهة بالتزحلق على الماء.