مبادئ أساسية لتربية السمان
تتمثّل فوائد طائر السمان في متعة اقتنائه وتربيته كحيوان أليف، وللحصول على بيضه ولحمه اللذيذ، وتُعد تربيته سهلة إجمالًا، ولكن ما قد يجعلها صعبة في بعض الأحيان هو صعوبة الحصول على هذا الطير بشكل عام إلى جانب أمور أخرى تتعلّق بتجهيز مكانٍ مخصص له.
توفر المال والوقت الكافي
سيتعيّن على من يودّ أن يُربي السمان تخصيص الوقت الكافي إضافةً لإنفاق الكثير من المال من أجل توفير الماء والأعلاف والمسكن المُناسب لها.
توفر المساحة الكافية
تُعدّ طيور السمان من الطيور صغيرة الحجم؛ فهي لا تتطلب مساحة لعيشها لكن طريقة تربيتها هي ما تتطلب ذلك؛ فيحتاج كل طير من طيور السمان ما لا يقل عن 30 سم ² ، والتي تعتبر بطبيعة الحال مساحةً واسعة.
البيئة المناسبة
تُشكِّل البيئة الهادئة البعيدة تماماً عن أي شكل من أشكال الضوضاء والآمنة من اعتداءات الحيوانات المفترسة، البيئة الأنسب لتربية طيور السمان والمشجعة لها للتكاثر ووضع البيض.
الإضاءة المناسبة
يُعد التحكّم في الإضاءة عاملًا مهمًا في إنتاج البيض؛ فطيور السمان تتطلب ما يُقارب 13 إلى 16 ساعة من الإضاءة يوميًا والتي توضع مباشرة فوق أقفاصها، على أن تضاء نهارًا وتُطفأ ليلًا، كي يتسنى لطيور السمان النوم براحة.
توفير مواد الفراش والتعشيش
تحتاج طيور السمان القش والتبن بشكل أساسيّ لبناء أعشاشها التي تهرع في بنائها قبل وضع البيض، ويُمكن مساعدتها على ذلك عن طريق توفير صناديق التعشيش والتي قد تكون أواني بلاستيكية أو صناديق كرتونية صغيرة، بالإضافة للتبن والقش بالطبع، مع مراعاة أن يكون الصندوق أكبر من حجم السمان بقليل، وله مدخل للخروج والدخول.
الحرارة المناسبة
تختلف الحرارة المناسبة باختلاف أنواع الطيور ، وفيما يتعلّق بالسمان فتُشجِّع درجات الحرارة التي لا تقل عن 16 درجة مئوية الذكور على البدء بالتكاثر وبناء الأعشاش، وتُعد درجة الحرارة 21 درجة مئوية هي الدرجة الأمثل للحفاظ عليها داخل أماكن التربية خاصة في الشتاء البارد، أما خلال فصلي الربيع أو الصيف ستكون الحرارة مناسبة جدًا.
الحاضنة
يتطلّب الحصول على أعلى نسب فقس عند تفريخ بيض السمان باستخدام الحاضنة اتباع مجموعة من الخطوات، كما يأتي:
- غسل اليدين جيداً قبل جمع بيض التفريخ لتجنب تلويثه، وذلك بفرك اليدين بالصابون تحت الماء الدافئ الجاري لمدة 20 ثانية على الأقل، ثم تجفيفها بمنشفة نظيفة.
- فرز البيض واستبعاد غير الصالح منه للتفريخ، مثل البيض المكسور أو المشوه أو البيض الكبير جدًا أو الصغير، لأن بيضة واحدة فاسدة يمكنها تلويث البيض الصحي جميعه.
- تجنُب مسح البيض من الخارج، خوفاً من إزالة لطبقة الواقية التي تحمي جنين السمان من البكتيريا والجراثيم.
- ترك البيض يرتاح لمدة 3-7 أيام بعد جمع البيض، في مكان بدرجة حرارة من 13 إلى 18 درجة مئوية، على ألّا يُوضع البيض الطازج والمخزن معًا.
- يوضع البيض في الحاضنة لمدة 24 يومًا إلى أن يفقس، على أن تُضبط درجة حرارة الحاضنة ما بين 37.5 إلى 38.9 درجة مئوية.
- الملاحظة المستمرة على مدى اليوم للرطوبة والمحافظة عليها ضمن مستوى يُقارب 58%، وذلك إما برش البيض يدوياً باستمرار، أو بشراء حاضنات ترش البيض باستمرار للمحافظة على رطوبته ضمن الحد المطلوب، أو الحفاظ على الرطوبة عن طريق الاحتفاظ بطبق من الماء في الحاضنة.
- وضع الطرف الصغير للبيض في الأسفل حتى ينمو الجنين بصورة صحيحة، إذ من المهم أن ينمو الجنين ورأسه متجهًا نحو النهاية الكبيرة.
- تقليب البيض يدوياً 90 درجة 3-5 مرات يومياً لضمان نمو الكتكوت بشكل صحيح، أو شراء الحضانات التي تحتوي على أداة تقليب البيض التي تقوم بذلك تلقائيًا.
طريقة تربية السمان
يتطلب نجاح عملية تربية السمان اتباع بعض النصائح والخطوات، ومن أهمها ما يأتي:
اختيار سمان سليمة صحيًا
سيُسهم بذل المجهود في العثور على سلالة جيدة من السمان في وضع البيض، في الحصول على نتائج أفضل في التكاثر، ومن أهم صفات السمان الصحي هي تمتعه بالنشاط والحيوية وفضوله الشديد المقرون بالحذر، وانتظام أكله وشربه، ونقره على الطعام والحشرات القريبة منه.
اختيار طيور لا يقل عمرها عن 6 أسابيع
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن لا يقل عمر السمان المُراد شراءه عن 6 أسابيع، وذلك لأنّ الأعمار الأقل لن تكون قادرة على وضع البيض عادةً.
نسبة الذكر للأنثى
اختيار ذكر واحد لأن يعيش بين خمسة إناث على الأكثر سيُسهم في الحصول على تربية جيدة، وذلك لأنّ وضع أكثر من ذكر مع الإناث في قفص واحد، من شأنه جعل الذكر المسيطر قتل الذكور الأخر جميعًا ليضمن أنه الوحيد القادر على التزاوج مع الإناث .
التغذية المناسبة
يتطلب تكاثر السمان وبقاؤه بصحة جيدة تغذيته بأعلاف ذات جودة ممتازة، والتي يُمكن الحصول عليها من المتاجر المخصصة للحيوانات الأليفة أو متاجر مستلزمات العلف الحيواني.
البيئة المناسبة
تميل الطيور للشعور بالراحة والبدء في التزاوج وبناء الأعشاش والجلوس على البيض، إذا ما شعرت بهدوء محيطها وخلوه من أي شكل من أشكال الإزعاج.
عملية التفقيس
تتم عملية التفقيس إما باستخدام حاضنة أو ترك الطيور تفقس لوحدها وفيما يأتي ذكر لأهم النصائح المرتبطة بنجاح عملية التفقيس:
ترك الطيور تفقس
يمكن ترك الحرية للطيور للقيام بالمهمة لوحدها دون تدخل إلا إذا استدعى الأمر غير ذلك، ويتم عادةً الحصول على البيض اعتمادًا على نوع السلالة ما بين 16 و23 يومًا من بدأ جلوس السمان على البيض، ويُنصح بتفقُّد الأخير في اليوم السابع عشر لأنه على الأغلب سيكون يوم التفقيس.
فصل الأنثى عن باقي القطيع
يتعين على المسؤول عن تربية السمان إبقاء أنثى السمان وفراخها بمنأى عن باقي القطيع؛ تجنباً لتعرضها لأي نوع من الأذى إذا ما حدث شجار بين أفراد السمان الأخرى، مع ضرورة تأمين مكان دافئ مُضاء بواسطة مصباح حراري وإمدادها بالماء والطعام.
إطعام الصغار (الكتاكيت)
يُعد العلف البادي وعلف الدجاج الذي يُشكلّ البروتين منه ما نسبته 28%، هو الطعام المناسب للكتاكيت في عُمر صغير كي تنمو بصورة قوية صحية.
توفير الماء
إمداد السمان بماء الشرب النظيف، وتجنب غرق الصيصان في وعاء الماء والتأكد من عدم صعوبة الوصول إليه في الوقت ذاته.
فصل الذكور عن الإناث من الصغار
من الضروري البدء بفصل الذكور عن الإناث عند بلوغها 6 أسابيع من العمر؛ وذلك لمنع الشجار، ويُمكن تمييز الذكور بالنظر إلى ريشها ومراقبة سلوكها أو تمييز أصواتها.
النقل للحظيرة
يجب نقل الكتاكيت عند فصلها بعد 6 أسابيع من العمر إلى حظيرة واسعة أو الاحتفاظ بها داخل قفص.
استخدام الحاضنات لتفقيس البيض
يلجأ العديد من الناس إلى استخدام الحاضنات الكهربائية من أجل تفقيس بيض السمان بشكل اصطناعيّ، بحيث يمكن لكلّ حاضنة إنتاج ما يزيد عن الثلاثين طيرًا من السمان في كلّ شهر، حيث يحتاج البيض داخل الحاضنة لمدّة تتراوح ما بين 16 يومًا إلى 19 يومًا.
ويمكن القيام بصناعة الحاضنات بشكل يدويّ من خلال استخدام صندوق خشبيّ أبيض، ومصباح بقدرة تتراوح ما بين 40-60 واط، ومروحة صغير من أجل توزيع الحرارة داخل الصندوق.
بالإضافة إلى جهاز ثيرموستات كهربائيّ من أجل تنظيم درجة الحرارة، والحفاظ على استقرارها داخل الصندوق، التي يجب أن تبقى ضمن درجة حرارة 37.5 درجة مئوية.
يجب الانتباه عند العمل على تكاثر بيض السمان إلى ضرورة التأكّد من إبعاد الذكور عن الإناث اللواتي من نسلهم، وذلك لأن القرابة تتسبّب بشكل كبير في إنتاج طيور بعيوب كبيرة، كأن تكون ذات مخالب مشوّهة، أو مفاصل ساق ضعيفة، أو إنتاج طيور ذات خصوبة ضعيفة، لذلك يفضّل أن يقوم كل مربٍ بتبديل الذكور التي يمتلكها مع مربيين آخرين كلّ عام.
خصائص السمان
يتميز السمان بشكل عام عن غيره من باقي أنواع الطيور بعدة خصائص، كما يوجد اختلاف بين أنواع السمان المتعددة من حيث اللون والحجم والبيئة التي تُفضلها للعيش، وعمومًا، يُمكن توضيح أبرز خصائص السمان فيما يأتي:
- يمتلك السمان أرجلًا طويلة لونها بني، ومنقارًا أسود اللون، قصيرًا، وسميكًا ومعقوفًا، كما يمتلك ريشًا مخططًا وناعمًا موزعًا ومُلوّنًا بالأزرق أو الأسود أو البني أو العاجي أو الأبيض، ويتلون الجزء السفلي من جسده باللون البرتقالي المُصفر.
- تنحصر قدرة السمان على الطيران ضمن مسافات قصيرة، على الرغم من أجنحته الطويلة المدببة والتي قد يصل طولها من 32 إلى 35 سم.
- يزن السمان البالغ 138-68 غم، ويبلغ طول البالغ منه 11.40-19 سم.
العناية الصحية بالسمان
خلط الدواء بالماء
يقوم العديد من مربيّ طيور السمان بتقديم العلاج للطيور من خلال خلطه بالمياه التي تشربها، حيث تعتبر هذه الطريقة أكثر طريقة فاعلية ونجاحًا في تقديم العلاج للطيور، فهي تحتاج من ثلاثة إلى أربعة أيام فقط للحصول على النتائج المرجوّة من العلاج.
ويجب على المربي الالتزام بوضع الكمية الموصى بها من العلاج، حيث إنّ زيادة الجرعة أو تقليلها قد تسبّب العديد من الأضرار، كما أنّ استهلاك الطيور من المياه يختلف باختلاف الظروف البيئيّة المحيطة، فقد تزداد كمية الاستهلاك أو تقلّ حسب ارتفاعات درجات الحرارة، لذلك يجب على المربي الانتباه إلى هذا الأمر، والتصرّف على أساس الظروف البيئيّة السائدة.
خلط الدواء بالغذاء
يقوم العديد من مربيّ طيور السمان بخلط الأدوية بالطعام المقدّم للطيور من أجل معالجتها من الأمراض، وتعتبر هذه الطريقة ناجحة وفعّالة فقط في الحالات التي يراد بها تقديم العلاج العاديّ، حيث إنّها غير فعّالة في الحالات الطارئة، وذلك لأنّ العلاج يحتاج إلى فترة طويلة من الزمن حتى يبدأ مفعوله بالسريان، حيث تتراوح المدة التي يحتاجها الدواء ليعطي النتائج المطلوبة ما بين الخمسة أيام إلى الثمانية أيام.
كما يواجه مربي السمان عدة مشاكل عند اتباعهم لهذه الطريقة في تقديم العلاج لطيور السمان، منها ما يأتي:
- يصعب الحصول على الدواء المختلط إذا لم يكن لدى المربي كمية كبيرة من الطيور لاستهلاك العديد من أطنان العلف كلّ أسبوع، إلا إذا كان لديه آلة خاصة لخلط الدواء.
- يؤدي استخدام المجرفة في خلط العلاج بالعلف إلى عدم توزيع الدواء بشكل متساوٍ، ممّا ينتج عنه حصول بعض الطيور على كمية أكبر من التي تحتاجها، وحصول البعض الآخر على كميات قليلة.
- تختلف الكمية التي تستهلكها الطيور من الطعام خلال فترات السنة، بحيث تكون أكبر في فصل الشتاء، وأقلّ في فصل الصيف.
- تقلّ كمية تناول الطعام لدى الطيور المريضة، وتصبح أكثر إقبالًا على شرب المياه، لذلك لا تحصل هذه الطيور على الفائدة المطلوبة من العلاج.
حياة طيور السمان
تفضّل طيور السمان العيش في المناطق الواسعة والمفتوحة، وتقوم إناث طيور السمان بوضع ما يقارب الاثنتي عشرة بيضة خلال فصل الربيع، حيث يساعدها الذكر على احتضانها حتى تفقس، كما تلجأ في تغذيتها إلى البذور والتوت بشكل رئيسيّ، ولكنها قد تتناول الأوراق، والجذور، والحشرات أيضًا.
