معلومات عن جامع القرويين
سبب بناء جامع القرويين
يعدّ جامع القرويين من أعرق مساجد المغرب وأقدمها، وقد بنته فاطمة بنت محمد الفهري، والتي تكنّى بأم البنين، حيث نزلت عند موضع قريب من مكان بناء المسجد عندما جاءت مع وفد القيراون، ثمّ مات عنها زوجها وإخوتها وأورثوها مالاً كثيراً حلالاً، فرأت أن تنفقه في وجوه البر والخير، ومن ذلك أن تبني به مسجداً ترجو ثوابه عند الله -سبحانه وتعالى-، فاشترت الأرض التي أقيم عليها وبدأت بالبناء.
بدأ حفر أساس جامع القرويين والعمل على بنائه بمتابعة وإشراف العاهل الإدريسي يحيى الأول، وظلّت فاطمة الفهرية صائمة محتسبة لله -تبارك وتعالى- إلى أن تمّ بناء المسجد بالكامل، فصلَّت فيه شكراً لله على إتمام البناء وانتهاء العمل، وقد سمّي مسجد القرويين بهذا الاسم لوقوعه على مرتفع يسمّى مرتفع القرويين؛ وذلك لنزول العرب القادمين من القيروان إليه.
تمّت توسعة جامع القرويين عدّة مرات، وفي ما يأتي بيان جانب من ذلك:
- كانت مساحة الجامع عند بنائه أول مرة؛ أربع بلاطات وصحن صغير، وكان طوله من جهة الغرب إلى جهة الشرق 150 شبراً.
- في عهد دولة زناتة وبعد انقراض عصر الأدارسة أدير سور الجامع على مرتفعي مدينة فاس معاً؛ القرويين والأندلس، وعليه فقد زادوا في المسجدين المقامين عليهما زيادة كبيرة، ونقلوا الخطبة من جامع الشرفاء إلى جامع القرويين.
- في عهد عبد الرحمن الناصر تولّى العامل أحمد ابن أبي بكر الزناتي مهمة إصلاح جامع القرويين والزيادة فيه، فبعث له الناصر مالاً من خمس الغنائم استعمله في زيادة الجامع زيادة ظاهرة، وأزال صومعته القديمة ليضع مكانها الصومعة الموجودة حالياً.
مكان وزمان تشييد جامع القرويين
يقع مسجد القرويين في مدينة فاس بالمغرب العربي، والتي تعدّ من أهم مدن المغرب الأقصى، وقد كانت مشيدة قديماً على بلدتين كل منهما واقعة على مرتفع، فأحد هذين المرتفعين يسمّى مرتفع القرويين، وهو المرتفع الذي أقامت فاطمة الفهرية جامع القرويين عليه، والمرتفع الثاني هو مرتفع الأندلسيين، حيث سمي بذلك لنزول العرب القادمين من جهة الأندلس إليها.
شُيّد جامع القرويين في عهد الأدارسة ، الذين أسسوا دولتهم في المغرب العربي واستقلوا بها ثم اتخذوا مدينة فاس عاصمة لهم، وكان ذلك في يوم السبت الأول من شهر رمضان المبارك لسنة 245 هـ، الموافق لتاريخ 30 نوفمبر من عام 859 م.
ولم يَطُل الأمر بجامع القرويين كثيراً حتى صار جامعة يدرّس فيها أنواع العلوم المختلفة من طب وفلك وهندسة وميقات وغير ذلك، ثم نقل إليه الفقيه المالكي إسماعيل بن إدريس الفقه المالكي، إلى أن استقلّ الجامع بعلومه عن جامع القيراون، والذي كان يعتبر فرعاً من فروعه فيما سبق، واستمرّ في تقدمه العلمي إلى أن بلغ أوجه في عهد المرينيين .
معالم جامع القرويين
يعدّ جامع القرويين مسجداً كبيراً، وهو أكبر من مسجد عدوة الأندلس الموجود في فاس أيضاً على المرتفع الثاني منها، ولمسجد القرويين باب كبير مطلّ بهيّ المنظر، وبنيت بالقرب منه سقاية متقنة جميلة يأتيها الماء من عين في جهة الوادي، فيكون ماؤها بارداً في أيام الحرارة المرتفعة، وفيه شيء من الدفء والحرارة في الأيام الباردة.
وفي جامع القرويين أيضاً وعند عتبة الباب الجوفي توجد مياه جارية، وفوارة بيلة، وهي مرتفعة قدر نصف قامة داخل الصحن، وفي الجامع من جهة الغرب باب كبير يسمى باب النجارين، وهو باب مرتفع عالٍ، وقد كان للقرويين في البلاط الأوسط من الجامع محراب له قوس، وقد وجد فوقه أثناء عمليات الترميم لوحة نقش عليها كلمات بخط كوفي إفريقي قديم.
أهمية جامع القرويين
إن لجامع القرويين أهمية كبيرة في جوانب العلم والدين، وفيما يأتي بيان جانب منها:
- يعدّ الجامع قبلة لطلاب العلم والعلماء من كل مكان، إذ يعتبر مركز إشعاعٍ للعلوم في المجالات المختلفة.
- اعتُبر الجامع جامعة إسلامية في المغرب العربي، كما هو الأزهر الشريف في مصر، وقد ظلّ محراباً للعلم لمدة 11 قرناً، مما يجعله أقدم جامعة إسلامية.
- يوجد في الجامع معهد لتعليم الفتيات.
- عدم اقتصار العلوم التي تدرّس في جامع القرويين على علوم اللغة والدين فقط، بل اشتملت على علوم الطب والهندسة والفلسفة أيضاً.
- احتواء مكتبة جامع القرويين الشهيرة على مجموعة من نوادر المخطوطات، إلا أنها ضاعت ولم يتبقى منها إلا 1613 مخطوطة.