ما هو حكم الرضاعة الطبيعية في رمضان؟
حكم الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية
خلق الله -تعالى- الكون وجعل لكل من فيها وظائف تتناسب مع تكوينه التي خلقه الله -تعالى- عليها، فمثلًا من واجبات الزوج الإنفاق على أسرته ومن واجب الزوجة مراعاة بيت الزوجية في حضور زوجها وغيابه، ومن المهام التي أولاها الله -تعالى- للأم الحمل ثم الولادة وصولا للرضاعة.
فما هو حكم الرضاعة الطبيعية؟، وهل يجوز الاستعانة بالحليب الصناعي؟، وما هو حكم الرضاعة في نهار رمضان؟، وما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل؟، هذا ما سنبينه في المقال الآتي.
حكم الرضاعة الطبيعية
صرح الفقهاء بأن الرضاعة الطبيعية حق واجب للطفل ما دام لا يستطيع الأكل وما دام الطفل في حاجة إليه، وعللوا ذلك بقولهم: "لأن الرضاع في حقِّ الصغير كالنفقة في حق الكبير".
مدة الرضاعة الطبيعية
ومدة الرضاعة الطبيعية هي حولان كاملان أي عامين كاملين لقوله -تعالى-: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)، ويجوز للمرأة أن تنقص في مدة الرضاعة عن الحولين برضا الزوج لقوله -تعالى-: (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا)، والفصال هنا هو فصل الطفل عن الرضاعة.
الاستعانة بالحليب الصناعي
يجوز للمرأة الاستعانة بالحليب الصناعي أو الاكتفاء به؛ بشرط موافقة الزوج وعدم تضرر الرضيع بذلك، أو إذا خشيت المرأة عدم إشباع طفلها من لبنها، وكان عمل العرب قديما قبل الإسلام يرضعون الأطفال عند المرضعات، ولا تقوم به الأم في الغالب، واستمر العمل على هذا في صدر الإسلام ولم ينه عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك يدل على جوازه.
حكم الرضاعة في شهر رمضان
تعد الرضاعة في شهر رمضان المبارك من الأمور التي تشغل بال المرأة كونها في حالة امتناع عن الطعام والشراب مدة زمن لا بأس به فيأثر هذا الامتناع على إدرار لبنها؛ لأن من أهم أسباب إدرار اللبن التغذية الجيدة المتواصلة هذا بالنسبة للمرأة.
أما بالنسبة للطفل فيمكن أن يؤدي انقطاع اللبن أو بطئ إدراره إلى استمرار بكائه، فعندها الأم أمام خيارين إما أن تفطر شهر رمضان المبارك ولها العذر في ذلك وعليها القضاء لاحقاً، وإما أن تستعين بالحليب الصناعي أو تكتفي به فلا حرج في ذلك -إن شاء الله-.
فوائد الرضاعة الطبيعة للأم والطفل
للرضاعة الطبيعية فوائد متعددة للأم والطفل على سواء وينصح بالرضاعة الطبيعية لفوائدها الجسدية والنفسية، فمتى وضعت الأم مولودها وأجهش بالبكاء لأول مرة حتى ألقمته ثدييها فشعرت وشعر حينها بالرابط العاطفي الذي بينهما، هذا الرباط الذي يمد الأم بالحب والعطف والحنان لطفلها ويمد الطفل بالطمأنينة والسكينة.
وكأنه عند كل لثمة ثدي منها يعبر لها عن عظيم امتنانه وصدق مشاعره، فهي من حملته وأنجبته وأرضعته ووضعته بين يديها كالجوهرة الثمينة، ويكأنها تعده لهذه الدنيا في أحضانها فكم غمرته بالحنان كم سيغمر الدنيا بالحب، فتمنوالألفة فيما بينهما فتبقى تشعر الأم أن هذا الطفل قطعة من دمها وروحها ويبقى هو يشعر بالأمان ما دام يشتم عطر أنفاسها.
وفيما يأتي بعض الفوائد للرضاعة الطبيعة:
- لبن الأم جاهز ومعقم ولا يحتاج إلى تحضير ومعاناة.
- تنبه عملية الرضاعة أثناء مص الثدي الغدةَ النخاميةَ الخلفية لفرز هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin)، وهو هرمون مهم جدا لإعادة الرحم المتضخم بعد الولادة إلى حجمه ووضعه الطبيعي، وبالتالي يمنع النزف الشديد أثناء النفاس، كما أنه يقي الأم من حمى النفاس الخطيرة.
- أثبتت كثير من الأبحاث أن الرضاعة تلعب دوراً وقائياً للحماية من سرطان الثدي وسرطان الرحم.
- توفر الرضاعة من الأم ثمن الألبان المجففة؛ وهي تبلغ آلاف الملايين من الدولارات سنوياً، ففي بداية الثمانينيات من هذا القرن كانت الدول النامية (العالم الثالث) تستورد ما قيمته ألفا مليون دولار سنوياً من الألبان المجففة.