ما هو الوحم عند الحامل
الوحم عند الحامل
يُعتبر الوحام أو الوحم ظاهرة حقيقية تؤثر في العديد من النساء أثناء الحمل، إذ تظهر لدى الحامل رغبة مُلحّة لتناول نوع معين من الطعام، مثل كعكة الشوكولاتة، أو التفاح ، أو المثلّجات، وغيرها من الأطعمة الحلوة، بالإضافة إلى احتمالية اشتهاء الأسماك، ومنتجات الألبان، والفاكهة، وفي بعض الأحيان تكون هناك رغبة لتناول مزيج من الطعام غير المألوف أو نوع من الطعام الذي لا تحبه المرأة عادةً. بالإضافة إلى الرغبة الشديدة في تناول أنواع معينة من الطعام، فإنّ العديد من النساء الحوامل قد يُعانين من عدم تقبل أنواع أخرى من الطعام أو كره مفاجئ لها.
أسباب الوحم
في الحقيقة لا يوجد هناك سبب محدد لشعور الحامل بالوحم، إلا أنّ البعض أشار إلى أنّ الرغبة بتناول طعام معين قد يعود إلى فقدانه في النظام الغذائي الخاص بالحامل، أو يُعزى لزيادة حاجة الحامل للفيتامينات والأملاح، ومع ذلك لا يوجد دليل قطعيّ حول علاقة الوحم بسوء التغذية أو نقص العناصر الغذائية عامةً، ومن جهة أخرى قد أشار بعض المختصين أنّ الوحم مرتبط بهرمونات الحمل، إذ إنّ هرمون الحمل يتضاعف كل بضعة أيام خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ليصل ذروته خلال الأسبوع الحادي عشر من الحمل، وقد يتسبب ارتفاع مستويات هرمون الحمل بهذا الشكل بظهور بعض الأعراض مثل الغثيان ، والرغبة الشديدة في تناول بعض أنواع الطعام، وكره أنواع أخرى منه. كما يمكن أن يقترن كره بعض أنواع الطعام خلال الحمل بغثيان الصباح، إذ وجدت الدراسات أنّ الغثيان وكره أنواع معينة من الطعام يبدآن في الوقت نفسه أثناء الحمل بالنسبة لغالبية النساء.
طبيعة الوحم
تبدأ فترة الوحم لدى معظم الحوامل خلال الثلث الأول من الحمل، ولكن يمكن أن يحدث الوحم في أي وقت خلال فترة الحمل، وفي أغلب الأحيان يختفي الوحم بعد الولادة، وقد يستمر كره أنواع معينة من الطعام إلى أجل غير مسمّى، ومن أكثر أنواع الأطعمة التي يمكن أن تنفر منها الحامل الأطعمة ذات الروائح القوية، مثل اللحم، والبيض، والحليب، والبصل، والثوم ، والشاي والقهوة، والطعام المُتبّل. ومن الجدير بالذكر أنّ الحامل قد تنفر من طعام معيّن خلال فترةٍ من الحمل ثم تشتهيه في وقت لاحق من الحمل. وفي دراسة أجريت على النساء الحوامل وُجد أنّ 40% من النساء الحوامل يشتهين الأطعمة الحلوة، وأنّ 33% يشتهين الوجبات الخفيفة المالحة، وأنّ 17% يشتهين الطعام المكسيكي والطعام الحار، في حين أنّ 10% يشتهين الحمضيات، والتفاح الأخضر، وغيرها من أنواع الأطعمة الحامضة.
نصائح للسيطرة على الوحم
هناك مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها للسيطرة على الرغبة بتناول الأطعمة خلال الحمل، ومنها ما يلي:
- تناول طعام صحي ومتوازن، يحتوي على مشتقات البروتين الخالية من الدهون، وكذلك مشتقات الألبان قليلة الدسم، والحبوب، والفواكه، والخضراوات، والبقوليات.
- تناول الطعام بشكل منتظم، لتجنب حدوث انخفاض في مستويات السكر في الدم، إذ يُعتبر هذا الانخفاض مُحفّزاً للوحم، وللمساعدة على تحقيق ذلك يُنصح بتقسيم الوجبات إلى ست وجبات صغيرة في اليوم.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية والأنشطة البدنية بشكل منتظم بعد استشارة الطبيب.
- تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، مثل اللبن المجمد منزوع الدسم بدلاً من تناول المثلّجات.
- تناول قطعة صغيرة من الحلوى عند الشعور بالرغبة في تناول الحلوى أو اختيار كيس صغير الحجم من رقائق الخبز أو الشيبس عند الرغبة بشيء مالح للحد من تناول الدهون بشكل عام.
- الامتناع عن تناول الأطعمة غير الصحية التي تؤثر في صحة الحامل أو الجنين مهما كانت الرغبة جامحة لها، وتشمل هذه الأطعمة ما يلي:
- البيض والمأكولات البحرية واللحوم النيئة وغير المطبوخة جيداً.
- الحليب غير المبستر وأية أطعمة مصنوعة منه، بما في ذلك الجبن الأبيض الطري، والفيتا، والكامامبير، والروكفور، والأجبان المكسيكية.
- العصير غير المبستر.
- براعم الخضروات النيئة، بما في ذلك البرسيم الحجازي، والنفل، والفجل.
- شاي الأعشاب.
- الكحول .
شهوة الغرائب
قد تشتهي بعض الحوامل مواد غير غذائية مثل الأوساخ أو الطباشير، وتُعرف هذه الظاهرة طبياً باسم القَطَا (بالإنجليزية: Pica) أو شهوة الغرائب، ومن المواد الأخرى التي يمكن أن تشتهيها الحامل مسحوق الغسيل، وعيدان الثقاب المحترقة، والحجارة، والفحم، والنفتالين، والثلج، ونشا الذرة، ومعجون الأسنان، والصابون، والرمل، وتفل القهوة، و صودا الخبز، ورماد السجائر. ولا يوجد سبب واضح لحدوث هذه الظاهرة أثناء الحمل إلا أنّه قد يكون هناك اتصال بين هذه الظاهرة ونقص الحديد أو غيره من الفيتامينات أو المعادن في الغذاء العادي، وقد تكون هذه الظاهرة مرتبطة بمرض جسدي أو نفسيّ، ومن الجدير بالذكر أنّ تناول الأطعمة غير الغذائية يُحتمل أن يكون ضاراً للأم وطفلها، كما قد يؤثر في امتصاص المواد الغذائية الموجودة في الأطعمة الصحية مُسبّباً نقصها. ويمكن التعامل مع هذه الظاهرة من خلال اتباع النصائح التالية:
- عدم الخوف أو الذعر، لأنّ هذا النوع من الاشتهاء طبيعيّ، ولكن ينبغي إبلاغ مقدم الرعاية الصحية للتأكد من فهم كامل المخاطر المرتبطة بهذه الرغبة الشديدة، وقد يتطلب الأمر مراجعة السجلات الصحية السابقة للولادة.
- مراقبة مستوى الحديد بالإضافة إلى تناول الفيتامينات والمعادن.
- استخدام بعض البدائل المحتملة عند الشعور بالرغبة الشديدة لمثل هذه الأشياء مثل مضغ العلكة الخالية من السكر.
- الاستعانة بصديق للمساعدة على تجنب هذه المواد عند اشتهائها.