ما هو الوتاب
الوتاب
يُشير مصطلح الوِتاب إلى تشنّج الرقبة (بالإنجليزية: Stiff neck)، ويُعدّ من أعراض ألم الرقبة وليس مرضاً بحدّ ذاته، وفي الحقيقة يُعاني ما نسبته 50% من الأشخاص من ألم الرقبة في إحدى مراحل حياتهم، ويُذكر بأنّ تشنّج عضلات الرقبة قد يستمرّ فترة تتراوح بين يوم إلى أربعة أيام، وقد ترتبط هذه الحالة بما يُعرف بالصعر (بالإنجليزية: Torticollis)؛ والذي يُمثل تشنّج عضلات الرقبة على إحدى الجانبَين ممّا ينتج عنه التواء الرأس ، وتتطلّب هذه الحالة إجراء التدخّل الطبيّ المُناسب تجنّباً لحدوث أيّ مُضاعفات صحيّة خطيرة.
أسباب الوتاب
الأسباب الشائعة
قد تبدو أسباب تشنّج الرقبة واضحة في حال بدء ظهور الأعراض على الفور بعد التّعرض لحدث مُعيّن، مثل السقوط أثناء ممارسة أحد التمارين الرياضيّة، أمّا في الحالات التي تتطور فيها هذه الحالة من العدم ودون التّعرض لحادثة مُعينة؛ فقد يكون من الصعب تحديد السبب الدقيق الذي أدّى لحدوثها، وبشكلٍ عام يتمثل السبب الأكثر شيوعاً للمُعاناة من تشنّجات الرقبة بالتعرّض لإجهاد العضلات، أو التواء الأنسجة الرخوة كما بيّنا سابقاً، وفي هذا السياق نُشير إلى العضلة الرافعة للكتف (بالإنجليزية: Levator scapulae) والتي تقع في الجزء الخلفي والجانبي من الرقبة، وتربط الفقرات العنقيّة (بالإنجليزية: Cervical Spine) للعمود الفقريّ بالكتف ، وفي الحقيقة يتمّ التّحكم بهذه العضلة من خلال الأعصاب الرقبيّة الثالث والرابع، وإنّ العضلة الرافعة تُعدّ أكثر عُرضة للإصابة بالتشنّج في هذه الحالة، وهُناك العديد من الممارسات والأنشطة اليومية التي قد تتسبّب بإجهاد هذه العضلة، ونذكر من هذه الممارسات والأنشطة ما يأتي:
- النّوم بوضعية غير مُريحة للرقبة.
- التعرّض للسقوط أو لتأثيرات مُفاجئة قد تتسبّب بدفع الرأس إلى الجانب، كالإصابات الرياضية .
- دوران الرأس من أحد الجانبين إلى الجانب الآخر بشكل مُتكرر أثناء ممارسة أحد النّشاطات، كالسباحة الحرّة.
- التحدّب بوضعية غير صحيّة أثناء استخدام شاشة الكمبيوتر أو النّظر للأسفل على الهاتف المحمول لفترات طويلة، ويُشار لهذه الحالة في بعض الأحيان بمصطلح الرقبة النصيّة (بالإنجليزية: Text neck).
- المُعاناة من الضغوط النفسيّة أو القلق، والذي قد يزيد من مشكلة تشنّج الرقبة.
- تثبيت الرقبة بوضعية غير مُريحة لفترة طويلة من الزمن، مثل قيام الشخص بالإمساك بالهاتف بين الرقبة والكتف أثناء إجراء المكالمات الهاتفيّة.
الأسباب غير الشائعة
قد يحدث تشنّج الرقبة كردّة فعل تجاه الإصابة باضطراب مُعين في الفقرات العنقيّة، فقد تتسبّب هذه الاضطرابات بتشنّج عضلات الرقبة أو شدّها المؤلم، وقد تكون الأورام والعدوى من الأسباب المسؤولة عن حدوث هذه الحالة، إضافة إلى أسباب أخرى نذكر منها ما يأتي:
- الانزلاق الغضروفيّ العُنقيّ: تتمثل مشكلة الانزلاق الغضروفيّ العُنقيّ (بالإنجليزيّة: Cervical Disk Herniation) بتحطّم الجزء الخارجيّ الحامي للقرص الموجود في العمود الفقريّ العنقيّ، ممّا يؤدي إلى بروز الجزء الداخليّ من القرص، وهذا بحدّ ذاته يتسبّب بالضغط والالتهاب في الأنسجة المجاورة.
- داء القرص التنكسيّ الرقبيّ: (بالإنجليزية: Cervical degenerative disc disease)، قد تفقد الأقراص رطوبتها وطولها مع مرور الوقت، ممّا يتسبّب بإحداث ضغط على الأعصاب القريبة، والمفاصل ، والأنسجة الرخوة؛ مثل الأربطة والعضلات، ويؤدي ذلك في النّهاية إلى المُعاناة من تيبّس الرقبة، والشعور بالألم.
- التهاب الفقرات المفصليّ العنقيّ: (بالإنجليزية: Cervical osteoarthritis)، قد يُساهم التهاب المفاصل في تحطّم المفاصل الوُجيهيّة العنقيّة الموجودة بين العظام الفقريّة، وقد يُصاحب ذلك عدد من التغيّرات التشريحية؛ مثل النتوءات العظميّة (بالإنجليزية: Bone spurs) أو عدد من الحالات التنكسيّة؛ مثل تضيّق القناة الشوكيّة (بالإنجليزية: Spinal stenosis).
علاج الوتاب
هُناك العديد من الطُرق العلاجية التي يُمكن اتّباعها لتخفيف أعراض تشنّج الرقبة وآلامِها، إضافة إلى الوقاية من هذه الحالات أيضاً، نذكر من هذه الوسائل ما يلي:
- تطبيق الكمّادات الحارّة والباردة: يُمكن التخفيف من التهاب الرقبة من خلال تطبيق كمّادات باردة على الرقبة لمدّة 20 دقيقة عدّة مرات في اليوم الواحد، ويُمكن التبديل بينها وبين الكمّادات الدافئة ، كما بالإمكان أخذ حمّام دافئ للمساعدة على التخفيف من مشكلة تشنّج الرقبة.
- الأدوية المسكّنة للألم: يمكن اللجوء إلى تناول الأدوية المُسكّنة التي لا تحتاج إلى وصفة طبيّة مثل دواء آيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، وباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، ونابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen) للمساعدة على تخفيف الألم المصاحب لتشنّج الرقبة.
- تمديد عضلات الرقبة: يساعد تمديد الرقبة على التخلّص من الشعور بألم وتشنّج فيها، إضافة إلى الحدّ من تكرار حدوثها مُستقبلاً، ويُنصح بوضع ضمّادة دافئة أو أخذ حمام دافئ قبل القيام بذلك، كما يُنصح بتجنّب الحركات المُفاجئة عند القيام بذلك.
- التدليك: إذ يُساهم الخضوع للتدليك في إرخاء وتمديد عضلات الرقبة والظهر.
- الخضوع لجلسات الوخز بالإبر: (بالإنجليزية: Acupuncture)، وتتمثل هذه التقنية بإدخال إبرة من قِبَل أحد الأشخاص المختصين في نقاط ضغط محدّدة في الجسم، إذ يُعتقد بأنّها قد تُساهم في التخفيف من أعراض تشنّج الرقبة.
- تجربة المعالجة اليدوية: (بالإنجليزية: Chiropractic)، يتمثل هذا الإجراء بقيام أحد الأشخاص المتخصصين بهذا المجال بتحريك العضلات، والمفاصل بطريقة معيّنة بهدف تخفيف الألم.
- الحدّ من الأنشطة البدنيّة: إذ يُنصح بتقليل ممارسة الأنشطة البدنيّة إذا كان الشخص يُعاني من تشنّج الرقبة أو ألمها بعد أداء هذه الأنشطة، مع الحرص على تجّنب رفع الأحمال الثقيلة وممارسة الأنشطة التي قد تؤدي إلى زيادة شدّة هذه الحالة سوءاً.
- تخفيف التعرّض للضغوط النفسيّة: قد تُساهم الضغوط النفسيّة في المُعاناة من تشنّج عضلات الرقبة، وبالتالي فإنّ تخفيف التعرّض لهذه الضغوط يُساهم في السيطرة على آلام الرقبة وتشنّجاتها، وتجدر الإشارة إلى توافر العديد من التقنيات والوسائل التي يُمكن اتّباعها لتحقيق ذلك.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: إذ إنّ ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام تلعب دوراً في تقوية العضلات والحدّ من التعرّض للإصابات، إضافة إلى تحسين وضعية الجسم وتخفيف الإجهاد.