ما هو الكونغ فو
الكونغ فو
يُعرّف الكونغ فو (بالإنجليزية: Kung fu) بأنّه شكل من أشكال تمرين الجسد على المهارات القتالية العالية، بالإضافة إلى تمرين النفس على الانضباط الداخليّ، والتركيز الشديد، كما يُعنى بتطوير قدرة المرء ليكون جاهزاً، ومتأنياً للتحكم في عواطفه، وعقله بالشكل المناسب، ويُركّز فنّ الكونغ فو على القتال المُجرّد دون سلاح، وبشكل مُشابه لبعض الفنون القتالية الأخرى؛ كالتايكوندو (بالإنجليزية: Taekwondo)، والكاراتيه (بالإنجليزية: karate)، إلّا أنّه تطوّر فيما بعد ليشمل القتال المُسلّح أيضاً.
يتَّسم الكونغ فو بالعديد من الأساليب ، والحركات المختلفة، والتي تعتمد على قدم المُقاتل، وتُحاكي معظمها أساليب قتال الحيوانات، إذ تتّخذ أحد الأوضاع التالية؛ وضعية الوقوف بشكل مستقيم، ووضعيات الضفدع، والتنين، والثعبان، ووضعية ركوب الخيل، ومن الجدير بالذكر اهتمام الكونغ فو بدراسة وظائف أعضاء جسم الإنسان المُختلفة، والتركيب التكويني للعضلات، إضافة إلى جعل هذا التركيب أساساً تُبنى عليه الأفعال، وردود الأفعال في هذا الفنّ الذي يعتمد على استخدام القوة العضلية بشكل كبير.
بدأت ممارسة الكونغ فو بداية لدى طائفة الطاوية (بالإنجليزية: Daoists)، وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد، إلّا أنّ أصول هذا الفنّ تعود إلى أسرة ژو (بالإنجليزية: Zhou dynasty)، ويجدر بالذكر أنّ ظهور بعض الأفلام التي تناولت تقنيات تعتمد على فنّ الكونغ فو القتالي في النصف الثاني من القرن 20 ساعد على زيادة الاهتمام العالمي بهذا الفنّ.
أنماط الكونغ فو
يتميز فنّ الكونغ فو بالعديد من الأنماط المتنوعة، والتي تعتمد على التقنيات المختلفة، وهذه التقنيات هي: الضرب، والركل، والتصارع، والقتال على الأرض، والضغط على الخصم، ويُطلق على النمط الذي يستخدم كافة التقنيات اسم الكونغ فو المتكامل (بالإنجليزية: Complete)، كما يتميز كل نمط من أنماط الكونغ فو بامتلاكه نقاط قوة، ونقاط ضعف، إذ إنّ لكل منها أهميتها، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأنماط تقوم في مُجملها على أربعة مفاهيم أساسية، وهي: الرياضة، وفنون القتال، والتمارين، والفلسفة، وفيما يلي أهمّ أنماط هذا الفنّ:
- الكونغ فو الخطّي: (بالإنجليزية: Linear)، يُشير إلى تحرّك المُقاتل بشكل مستقيم، ومُباشر أثناء هجومه على الخصم، أو دفاعه عن نفسه.
- الكونغ فو الدائري: (بالإنجليزية: Circular)، يُعنى بالتحرُّك بشكل دائري أثناء قتال، ومواجهة الخصم.
- الكونغ فو الصّلب: (بالإنجليزية: Hard)، يركّز المقاتل فيه بشكل كبير على استخدام الطاقة، والقوة البدنية لتوجيه الضربات إلى خصمه الذي قد يصعب عليه تلافيها، أو التعافي منها بسهولة، وتُعتبر قبضة شاولين الشمالية الطويلة (بالإنجليزية: Northern Shaolin Long Fist) أحد الأمثلة على هذا النمط.
- الكونغ فو الناعم: (بالإنجليزية: Soft)، لا يعتمد كثيراً على استخدام القوة البدنية للمقاتل، وإنّما يركز على إعادة توجيه طاقته الداخلية لإخلال توازن خصمه، وذلك إلى جانب استخدام عدة مهارات؛ كالاستماع، ويعتبر التعافي من ضربات هذا النمط أمراً مُمكناً، ومن الأمثلة عليه: أساليب (Xingyi)، و(Baji)، و(Taijiquan)، و(Baguazhang).
- الكونغ فو الداخلي: (بالإنجليزية: Internal)، يعتمد على استخدام المقاتل للعناصر غير الملموسة، والتي تتعلق بالطاقة، بالإضافة إلى استخدامه بعض المهارات؛ كالتأمُل، والإدراك، والتحكُم في جسده، وعقله ، وعقل الآخرين، ومن الأمثلة على هذا النمط؛ أسلوب تاي تشي شوان (Taijiquan).
- الكونغ فو الخارجي: (بالإنجليزية: External)، يُعتبر من الأنواع الصعبة في الكونغ فو، ويُعنى بدراسة شكل، وبنية الجسم، والميكانيكا الخاصة به، والوزن، والقوة، وغيرها من العناصر، وذلك بهدف استخدامها، واستغلالها لصالح المُقاتل، ومن الأمثلة على هذا النمط قبضة شاولين مونك (بالإنجليزية: Shaolin Monk Fist).
أبرز أساليب الكونغ فو
تاي تشي
يقوم أسلوب التاي تشي (بالإنجليزية: Tai chi) على مبدأ الحركة بشكل بطيء، وبالاعتماد على الكثير من التأمل، والتركيز، بالإضافة إلى التنفُس بشكل عميق، وذلك لتصفية الذهن، وتزويد الجسم بالطاقة، ويُمكن مُمارسته من قِبل أيّ شخص؛ إذ يُمكن تعلُّمه في المنزل، أو بالالتحاق في بعض الفصول التدريبية الخاصّة، ويتّسم هذا الأسلوب بالكثير من الفوائد الصحيّة الجسدية، والنفسية ، إذ يُحافظ على قوة عضلات الجسم، ويزيد من مرونته، وتوازنه، كما يُستخدم كعنصر داعم لشفاء المريض، وعلاجه، وتحسين نوعية حياته، وتشير بعض الدراسات إلى أنّه قد يحدّ من شعور المرء بالخوف من السقوط، هذا فضلاً عن فائدته في تحسين عملية التنفُس لدى مُمارسيه.
يعتمد أسلوب التاي شي في معظمه على حركات دائرية، إذ تُرخى خلالها عضلات الجسم، كما تُثنى وتُمدّ فيها المفاصل بطريقة مُعتدلة، ويحتوي هذا الأسلوب على أنماط حركية مختلفة، فمنها ما هو قصير، ويتضمن عشرات الحركات، أو أقلّ من ذلك، ومنها ما هو طويل، ويتضمن مئات الحركات، ويُمكن البدء بممارسة أي نمط من هذه الأنماط من خلال بعض الحركات البسيطة، كتحريك الكتف، أو الرأس في حركة دائرية، ويجدر بالذكر إمكانية مُمارسة أسلوب التاي شي عبر الوقوف، أو الجلوس، أو حتى الاستلقاء، كما يُمكن للأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية أيضاً مُمارسته.
باغوا تشانغ
نشأ أسلوب با كوا تشانغ (بالإنجليزية: Pa kua Chang)، أو كما يُعرف بأسلوب (بالإنجليزية: Baguazhang) على يد دونغ هايتشوان (بالإنجليزية: Dong Haichuan) كما يرى المؤرخون، ويعتبر أحد الأساليب القتالية المُستخدمة في جمهورية الصين الشعبية، وأكثر أساليب الكونغ فو صعوبة، فقد يتطلب إتقانه قضاء سنوات في التدريب، والتمرين، ويقوم هذا الأسلوب على تقوية الجسم، وتوظيفه كوحدة واحدة، مع التحرُّك بشكل سهل، وسلس، كما يتضمن بعضاً من مبادئ أسلوب التاي شي، ويُدرّب المُقاتل في هذا الأسلوب على استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة؛ كالسيوف الطويلة، والسكاكين.
سينغ آي تشوان
يهدف أسلوب شن يين تشوان (بالإنجليزية: Xin Yi Chuan)، أو كما يُعرف باسم (Hsing-I Chuan) إلى إعداد الجسم داخلياً ليكون قادراً على تجاوز أي هجوم قد يتعرض له، وتمتاز ضرباته بقوتها الكبيرة التي قد تسبب الموت، ولهذا الأسلوب خمسة قبضات، كما تعتمد أنماطه على حركات حيوانات بعضها حقيقيّ؛ كالقرد، والحصان، والصقر، والتمساح، والثعبان، وبعضها خياليّ؛ كالتنين.
أساليب أخرى للكونغ فو
لم يقتصر فنّ الكونغ فو على الأساليب الثلاثة الرئيسية السابقة وحسب، بل ظهرت أساليب جديدة أخرى في مناطق الصين المختلفة، وتمّ تطوير كل أسلوب بما يتناسب مع طبيعة تضاريس هذه المناطق، ومناخها، وبنية ولياقة أجسام قاطنيها، وقد وصلت أعداد هذه الأساليب إلى ما يزيد عن 300 أسلوب، إذ تتشابه معظمها في مظاهرها المُتقدمة، ومبادئ الدفاع عن النفس، والميكانيكا البشرية، كما تقوم جميعها على التوازن، والسرعة، وفيما يأتي بعض من هذه الأساليب التي يتميز كلّ منها بخصائص فريدة:
- أسلوب شاولين الشمالي: (بالإنجليزية: Northern Shaolin)، ينتشر هذا الأسلوب في المناطق الشمالية من الصين، ونظراً لطبيعة أجساد سكان هذه المناطق، والذين يمتازون بطول قاماتهم، فإنّ هذا الأسلوب يعتمد على استخدام اليد للركلات القوية .
- أسلوب التنين: (بالإنجليزية: Dragon)، يُشار إلى أنّه استُحدث من قِبل راهبة تُدعى وو موي (بالإنجليزية: Wu Mui)، وقد تعرّض للتعديل في المناطق الشمالية، والجنوبية من الصين، إذ يعتمد أسلوب التنين الجنوبيّ على التحرّك بتعرّجات كثيرة، بالإضافة إلى توجيه الركلات القوية، وهناك عدد من التقنيات المعتمدة في هذا الأسلوب؛ كالانسحاب من الهجوم في بعض الحالات، والتّنفُس بطريقة مُعينة، والالتواء، وغيرها.
- 'أسلوب طائر الكركي الأبيض: (بالإنجليزية: White Crane)، يُعتبر من أنظمة القتال المعقدة في الكونغ فو، وقد بدأ استخدامه في وسط، وجنوب الصين منذ ما يُقارب 150 عام، وتعود سبب تسميته بهذا الاسم للاعتقاد بأنّه استلهم من قتال نشأ بين غوريلا الجبل، وطائر الكركي الأبيض، وقد طُوّر هذا الأسلوب فيما بعد ليتناسب مع أسلوب القتال البشري.
- أسلوب وينغ تشون: (بالإنجليزية: Wing Chun)، طُوّر على يد فتاة تُدعى يم وينج تشون (بالإنجليزية: Yim Wing Chun)، ويعتمد هذا الأسلوب على فنّ يُعرف باسم تشي ساو (بالإنجليزية: Chi Sao)، وهو تمرين نفسي يسعى المُتدرب من خلاله إلى الإحساس بنية خصمه، عن طريق اللمس.
- أسلوب هونغ غار تشوان: (بالإنجليزية: Hung Gar Ch'uan)، نشأ في القرن الثامن عشر، من قبل هونغ هي غوون (بالإنجليزية: Hung Hei Goon)، ويعدّ أشهر، وأحد أهمّ أساليب الكونغ فو الخمسة الموجودة في منطقة جنوب الصين، ويقوم على دمج مجموعة من الأساليب المتنوعة معاً؛ كأسلوب النمر، والكركي الأبيض، والأفعى، والفهد، والتنين، وغيرها، وقد شمل هذا الأسلوب العديد من التدريبات البدنية، بالإضافة إلى التدريب على استخدام بعض الأسلحة؛ كالسكاكين، كما يضمّ عدداً من القيم الأخلاقية؛ كالصدق، والشهامة، والإرادة، وغيرها.
- أسلوب صلاة فرس النبي: (بالإنجليزية: Praying Mantis)، أو ما يُعرف بصلاة السرعوف، وقد طُوّر عام 1630م، وذلك عندما لجأ وانغ لانغ (بالإنجليزية: Wang Lang) لممارسة العُزلة، والتأمُل في الجبال، والغابات، بهدف تطوير قدراته القتالية، إذ استلهم وانغ هذا الأسلوب من خلال مُشاهدته لقتال حشرة السرعوف مع حشرة كبيرة أُخرى، ثمّ بدأ بتطوير تقنيات هذا القتال لتتكيف مع الإمكانيات البشرية، وقد انتشر أسلوبه لتُصبح مدرسته أكثر المدارس القتالية شهرة في الدفاع عن النفس في الصين.
- أسلوب القرد: (بالإنجليزية: Monkey)، طُوّر على يد كاو سي (بالإنجليزية: Kau See) الذي راقب حركة القرود، ودرس تقنياتهم في الصيد، والقتال، ويعتمد هذا الأسلوب على حركات غير اعتيادية، إضافة إلى تقنيات القفز، والقرفصاء.
- أسلوب تشوي لي فت: (بالإنجليزية: Choy Lee Fut)، يُعدّ أحد أكثر أساليب الكونغ فو عدوانية، وقد دُرّس لأول مرة بشكل رسميّ في مقاطعة غونغ موي (بالإنجليزية: Gung Mui) عام 1836م.
مستويات أحزمة الكونغ فو
يرتدي مقاتلو الكونغ فو أثناء التدريبات، والمباريات وشاحاً من القماش يُربط حول الخصر لحماية أجسادهم، وقد أصبح هذا الوشاح رمزاً، ودلالة على مستوى تقدّم المُتدربين، وذلك بعد أن اعتُمِد نظام لألوانه، إذ استحدث هذا النظام بداية في اليابان، وذلك في بدايات القرن ال 20، ثمّ امتدّ ليشمل معظم الرياضات القتالية في العالم، فقديماً لم يكن هناك ألوان مُختلفة للأحزمة الخاصة برياضة الكونغ فو، بل كان يُحتفظ بنفس الحزام بعد اجتياز كل مرحلة، والانتقال إلى المرحلة التالية، مع الاكتفاء بتحويل لونه إلى الأغمق منه فقط، وفيما يأتي جميع ألوان حزام الكونغ فو الحالية، ودلالة كل لون:
- الحزام الأبيض: هو المستوى الأول لطالب الكونغ فو، ويرمز إلى اعتبار ذهن المُتدرب بمثابة صفحة بيضاء يُضاف إليها المعرفة والمعلومات.
- الحزام الأصفر: يرمز إلى لون ضوء الأشعة الأولى الصادرة من الشمس، ففي هذه المرحلة يبدأ المُتدرب بتنمية اهتمامه في هذا الفنّ، إذ يتكون لديه الفضول ليتعلّم، ويكتشف المعارف الأساسية فيه.
- الحزام البرتقالي : يرمز إلى الشعور بالحماس، والفعالية، إذ يمتلك الطالب في هذه المرحلة رغبة في تطوير، وتحسين معرفته، والمهارات التي اكتسبها.
- الحزام الأخضر: هو اللون الذي يُمثل الحياة، والطبيعة، وفي هذا المرحلة يبدأ الطالب بالنضج العقلي، والجسدي.
- الحزام الأزرق: هو لون الهدوء، والإدراك، ففي هذه المرحلة يبدأ المُتدرب بالتحكُم في عقله، وجسده على نحو جيد.
- الحزام الأرجواني : يرمز هذا اللون إلى الطموح، والسلطة، ففي هذه المرحلة تزيد ثقة المتدرب في نفسه بالتطور باستخدامه تقنيات قتالية فعالة، وقوية.
- الحزام البني : هو اللون الذي يُشير إلى الجِدية، وتحمُل المسؤولية، وفي هذه المرحلة يبدأ الطالب بالشعور بالمسؤولية تجاه ما بذله من جهد في هذا الفنّ القتالي.
- الحزام الأسود: يتمكّن الطالب الذي يمتلك الحزام الأسود من تطبيق تقنيات الكونغ فو بإتقان، وبراعة، ويبدأ من خلال الممارسة بالبحث عن خفايا هذه الفنّ، والتعمّق فيه، وقد يتطلّب وصول المُتدرب إلى هذا اللون جهداً من العمل المُستمر لسنوات عدة قد تتراوح على الأقل من خمسة إلى سبعة أعوام.
- الحزام الأحمر: هو اللون الخاص بمعلمي الكونغ فو، ويرمز إلى الطاقة، والثقة، والشجاعة.
الفرق بين الكونغ فو ورياضات القتال الأخرى
يكمن الفرق بين الكونغ فو والفنون القتالية الأخرى في موضعين رئيسيين، إذ يتناول الموضع الأول شمولية رياضة الكونغ فو لجميع التقنيات القتالية المختلفة، وذلك على عكس الفنون القتالية الأخرى؛ كرياضة الكراتيه، والجودو ، والتايكوندو، والجوجيتسو ، إذ يتناوُل كل منها تقنية واحدة، أو اثنتين من أصل التقنيات الأربعة، ومن هنا تبرز قدرة الشخص المُمارس للكونغ فو على الدفاع عن نفسه بطريقة فعالة ضد أي نوع من أنواع الهجوم، بينما في المقابل تظهر ضعف قدرة الشخص الذي يمارس الرياضات الأخرى على صدّ أي هجمات لا يختصّ بها فنّه القتالي.
يكمن الفرق الآخر بين الكونغ فو، والفنون القتالية الأخرى في أنّ بعض الرياضات القتالية تقوم في تدريباتها على العنف، والعدوانية، أمّا أسلوب الكونغ فيبعد عن مثل هذا الأمر، فهو يعمل على تخليص النفس من الممارسات العدوانية ، والأنانية، كما يزيد من قدرة المُتدرّب على التصرّف بهدوء، والشعور بالآخرين، وعلى عكس الفنون القتالية التي نشأت بهدف الخراب، والتدمير الذي سعى إليه سادة الحرب، وأمراؤها، فإنّ الكونغ فو نشأ من قِبل الرهبان البوذيين الذين كان لديهم فلسفة إطالة الحياة، وقد نشأ عن هذه الفلسفة تعدد، واختلاف طرق ممارسة هذا الفنّ.
فوائد الكونغ فو
يتميز الكزنغ فو بالعديد من الفوائد، ومنها:
- تطوير مهارات الدفاع عن النفس، إذ يُعدّ الكونغ فو أحد الفنون القتالية التي تستطيع تعليم المُتدرّب كيفية حماية نفسه بشكل مثالي.
- الحفاظ على سلامة صحة جسم الإنسان، إذ يزيد الكونغ فو من سرعة المرء، وقوة عضلات جسمه، وقدرته على التحمل، كما يكسبه خفة في الحركة، وتوازناً مُحكماً، ووزناً صحياً، بالإضافة إلى مساهمته في المحافظة على مظهر بدني مثالي، وإكساب القلب المزيد من الصحة.
- تحقيق معيشة أفضل، وذلك من خلال ما يتعلمه المرء من تركيز، وانضباط عند ممارسة الكونغ فو، الأمر الذي من شأنه جعل المرء ناجحاً في مختلف مناحي حياته في حال التزامه بما تعلّمه.
- احترام الآخرين، والاحترام الذاتي للشخص نفسه، إذ يعززّ الكونغ فو مبادئ الاحترام بين المُدرّبين والطُّلاب، حيث يبدأ وينتهي التمرين بانحناءة احترام.
- يزيد تعلُّم الكونغ فو من ثقة المرء بنفسه، وذلك من خلال تطوير قوته، ومهاراته البدنية في الدفاع عن نفسه، ومُساعدته على تحديد أهدافه بشكل واضح لفعل كل ما يريد.
- تُساعد مُمارسة الكونغ فو في التخلُّص من القلق، والتوتر في المواجهات، والحصول على راحة البال، وتحقيق السلام الداخلي، وذلك من خلال تطوير قدرات المرء على الاسترخاء، والتركيز ، وتحكيم العقل.
- زيادة القدرات العقلية، ومهارات الاستيعاب، والقدرة على التركيز، وقوة الذاكرة، جنباً إلى جنب مع نطوير القدرات الجسدية.
- خلق روح التطلُع لاكتساب مهارات جديدة، وممارسة تمارين، وأنشطة ممتعة.
التاريخ القديم للكونغ فو
يعود تاريخ ظهور فنّ الكونغ فو بحسب المعتقدات إلى عام 527 قبل الميلاد تقريباً، إذ بدأ عند وصول الراهب الهندي بودهيدهارما (بالإنجليزية: Bodhidharma) إلى معبد شاولين (بالإنجليزية: Shaolin)، في مقاطعة خنان (بالإنجليزية: Henan)، في الصين، وذلك بهدف نشر معتقدات مذهب بوذية تشان (بالإنجليزية: Ch'an Buddhism)، وقد تبينّ له أثناء هذه الفترة افتقار العديد من الرهبان إلى اللياقة البدنية الجيدة، لذللك قدّم لهم مجموعة من التمارين الرياضية، ودمجها مع بعض الفنون القتالية القديمة التي تعود إلى 2674 سنة قبل الميلاد، فنتج عن هذا الدمج بعض أشكال المُمارسات الأولية، والتي شكلت فيما بعد فنّ الكونغ فو.
ظهرت الحاجة إلى تعلُّم الفنون القتالية عندما استأجر العديد من التجار، والرهبان الأثرياء حراساً شخصيين لحمايتهم من المخاطر المتعددة التي قد يتعرضون لها أثناء رحلاتهم من الصين إلى الهند، حتى أنّ بعضاً منهم تعلّم هذه الفنون بنفسه، وقد برزت قوة الرهبان، وفنونهم القتالية في النزاعات التي كانت تحدث على أرض الصين، ثمّ انتشرت هذه الفنون إلى عدة مناطق، ويجدر بالذكر تنوع أساليب مُمارسة فنّ الكونغ فو تبعاً لاختلاف بنية الأرض، وطبيعتها الجيولوجية من منطقة إلى أخرى، وقد شهد فنّ الكونغ فو تطوّراً كبيراً في بداية القرن العاشر، عندما طوّر الراهب الشاب تشي تشوان (بالإنجليزية: Chi Chuan) أساليب القتال المعروفة، ثم بدأ بتعليم هذه الفنون المتطورة لتُصبح أساساً يقوم عليه فنّ الكونغ فو الحديث.
أنشأ كل من تشو يوان (بالإنجليزية: Zhue Yuen)، ولي سو (بالإنجليزية: Li So)، وباي يو فنغ (بالإنجليزية: Bai Yu Feng) في القرن السادس عشر أساليب ترتبط بحيوانات مُعينة، وطوروها، وهذه الحيوانات هي: النمر، والفهد، والأفعى، والتنين، وطائر الكركي، وقد أصبح كل من هذه الحيوانات رمزاً للدلالة على مفهوم مُعين، إذ يُشير النمر إلى تقوية العظام، أمّا الأفعى فتُشير إلى تطوير الطاقة الداخلية للمُقاتل، في حين يرمز الفهد إلى بناء القوة، وطائر الكركي إلى تقوية الأوتار العضلية، والتنين إلى تغذية الروح، والنفس، ثمّ أصبحت أساليب الفنون القتالية هذه طريقاً لتعامل المرء مع نواحي حياته المختلفة، إذ جمعت بين الأسلوب الشديد، والأسلوب اللين، وقد شهد الكونغ فو العديد من مراحل التطوُّر، وتوارث عبر الأجيال المختلفة من الرهبان، وذلك حتى انتهاء حكم أسرة مينغ عام 1644م.