ما هو الكركم
الكركم
الكركم (بالإنجليزية: Turmeric) هو نباتٌ يُستخدم كنوعٍ من التوابل، وهو يُزرع في الهند ومناطق أخرى من آسيا، ووسط أمريكا، وقد شاع استخدامه منذ القدم لعلاج بعض الحالات المرضيّة، كما يُستخدم في الوقت الحالي كمكمّلٍ غذائيٍّ في بعض الحالات، وتعود معظم فوائد الكركم لاحتوائه على مركبٍ يُسمّى الكركمين (بالإنجليزية: Curcumin)، وهو مُركّبٌ قويٌّ يمتلك خصائص مضادّةً للالتهابات، ولذلك فإنّه يُعدّ فعّالاً كبعض الأدوية المضادّة للالتهابات، كما يمتلك هذا المركب خصائص مضادّةً للأكسدة أيضاً، والتي قد تُحسّن صحّة القلب، ويمكن أن تقلّل خطر الإصابة بالسرطان ، ويمكن القول إنّ الكركمين يُكوّن ما نسبته 2-8% من الكركم، وهو ما يُعطي الكركم لونه ونكهته المميزين،
ويمكن استخدام الكركم بعدّة طرق، إذ يمكن استخدامه في وصفات الطبخ المختلفة لإضافة النكهة للعديد من الأطعمة والتوابل، كتوابل الكاري الهندية، وبعض أنواع الجبن والزبدة، كما يمكن شربه كشاي، أو إضافته إلى الكثير من الوصفات، أمّا مكمّلاته الغذائيّة فتُستَخدم في بعض الحالات المرضيّة، كآلام المفاصل والتهابها، ومشاكل الكلى، وحرقة المعدة، ومرض ألزهايمر ، بالإضافة إلى متلازمة القولون العصبي ، ولكن ليست هناك دراساتٌ كافيةٌ تؤكد فعاليّة هذه المكمّلات في هذه الحالات، ومن الجدير بالذكر أنّه يُنصح عند شراء الكركم باختيار الأنواع العضويّة وذات العلامات التجاريّة المعروفة للتأكد من جودتها.
فوائد الكركم حسب درجة الفعالية
يوفر الكركم العديد من الفوائد الصحيّة لجسم الإنسان، والتي تختلف حسب درجة فعاليتها، ونذكر من هذه الفوائد ما يأتي:
احتمالية فعاليته (Possibly Effective)
- خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول: إذ إنّ الكركم يمكن أن يقلل مستويات الدهون الثلاثية ، ولكنّ تأثيره في مستويات الكوليسرول ما زال قيد الدراسة.
- تخفيف الاكتئاب: إذ إنّ تناول مركب الكركمين مرتين يومياً مدة 6 أسابيع كان فعالاً كدواء الفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine) المضادّ للاكتئاب وذلك بحسب ما أشارت إليه إحدى الدراسات التي أُجريت في جامعة بكين في الصين عام 2005 على الفئران.
- تقليل تراكم الدهون في الكبد عند الأشخاص الذين لا يشربون الكحول: تشير الدراسات إلى أنّ تناول مستخلص الكركم يقلل المؤشرات الدال على حدوث ضرر في الكبد لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراضٍ في الكبد ليست ناتجة استهلاك الكحول، أو ما يُعرف بمرض الكبد الدهني اللاكحولي (بالإنجليزية: Non-alcoholic fatty liver disease)، كما يبدو أنّ الكركم يساهم في الوقاية من تراكم كميّاتٍ أخرى من الدهون في الكبد لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.
- تخفيف أعراض التهاب المفاصل: إذ يُعتقد أنّ مركب الكركمين الموجود في الكركم يستهدف خلايا التهابيّة معينة، ويثبط الإنزيمات التي تسبب الالتهاب، ولذلك فإنّ مؤسسة التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis Foundation) توصي باستخدام الكركم للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، كما أشارت مراجعةٌ أُجريت عام 2016 إلى أنّ تناول 1000 مليغرامٍ من الكركمين مدة 12 أسبوعاً خففت الألم والالتهاب الناجم عن التهاب المفاصل ، ويجدر الذكر أنّه يمكن استخدام الكركم بعدّة طرقٍ لتخفيف التهاب المفاصل؛ حيث يمكن شربه كشاي، أو إضافته للحليب أو القهوة، وغيرها من الطرق. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ المركبات النباتية الموجودة في الكركم يمكن أن تقلل المؤشرات الالتهابية في الجسم، ممّا يساهم في تخفيف أعراض حالة التهاب المفاصل التنكسيّ (بالإنجليزية: Osteoarthritis).
لا توجد أدلة كافية على فعاليته (Insufficient Evidence)
- تقليل أعراض القولون المتهيج: فقد أشارت دراسةٌ أُجريت عام 2004 إلى أنّ الأشخاص الذين تناولوا حبوب مستخلص الكركم يومياً مدّة 8 أسابيع شهدوا انخفاضاً في آلام البطن، وتحسّناً في جودة الحياة، ولكنّ هذه الدراسة لم تكن كافية، وما زالت هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأدلة لتأكيدها، كما أشارت دراسةٌ أخرى أُجريت على الحيوانات عام 2010 في (بالإنجليزية: Himalayan Institute of Medical Sciences) إلى احتمالية قدرة الكركمين على علاج جميع مشاكل الجهاز الهضميّ ، إذ يُعتقد أنّه يخفف الانقباضات غير الطبيعية فيه، ولكنّ ذلك غير مؤكد بعد.
- تقليل خطر الإصابة بالسكري: أشارت إحدى الدراسات الأولية التي نُشرت في مجلة Diabetes Care عام 2012، وضمّت أشخاصاً مُعرّضين للإصابة بالسكري إلى أنّ أولئك الذين تناولوا الكركمين مدة 9 أشهر كانوا أقلّ عرضةً للإصابة بالسكري مقارنةً بمن لم يتناولوه، ويعتقد العلماءُ أنّ الكركم قد يكون مفيداً للأشخاص المصابين بالسكري، وذلك لامتلاكه خصائص مضادّة للالتهابات والإجهاد التأكسدي التي تُعدّ من عوامل الإصابة بهذا المرض، وقد أشارت مراجعةٌ لأكثر من 200 دراسةٍ نُشرت في مجلة الطب المبنيّ على الأدلة والطب البديل (بالإنجليزية: Evidence-based Complementary and Alternative Medicine) إلى أنّ مركب الكركمين يمكن أن يُحسّن من مقاومة الإنسولين ومستويات الكوليسترول عند المصابين بالسكري، ولكنّ هذه المراجعة قد أشارت إلى أنّه لا يؤثر في مستويات السكر في الدم، وما زالت هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من الدراسات على البشر لمعرفة تأثيره بشكلٍ دقيق.
- وعلاوةً على ذلك فقد لوحظ أنّ الكركم قد يكون مفيداً للوقاية من المضاعفات الناجمة عن مرض السكري؛ حيث لوحظ في مراجعةٍ شملت مجموعةً من الدراسات عام 2018 على الفئران المصابة بالسكري أنّ تلك التي أُعطيت الكركمين كانت أقلّ عرضةً للإصابة بمشاكل في الكبد، كما وُجد في دراسةٍ أُجريت على البشر أنّ تناول 45 مليغراماً من الكركمين مدّة شهرين قللَّ مستويات الكوليسترول الكليّ والضار.
- وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الكركمين يمكن أن يساهم في الوقاية من المضاعفات الناجمة عن الاعتلال العصبي السكري (بالإنجليزية: Diabetic neuropathy)، كمشاكل العينين، وخزل المعدة (بالإنجليزية: Gastroparesis) الذي يسبب بطئاً أو توقفاً في حركة الطعام خلال الجهاز الهضميّ، والاختلال المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive deficit).
- تخفيف التهاب القولون التقرحي: (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)؛ فقد وُجد أنّ الكركم يمكن أن يحافظ على هدوء الأعراض الناجمة عن هذا المرض، حيث أشارت دراسةٌ مراجعة أجراها المركز الطبيّ لجامعة ماريلاند أنّ تناول المصابين بالقولون التقرحي لمركب الكركمين قد يجعلهم أقلّ عرضةً للانتكاس عند استخدامه مع الأدوية التي تُستخدم لعلاج هذا المرض، ولكنّ الباحثين قد أشاروا إلى أنّ هذه النتائج غير مؤكدة، وما زالت هناك لإجرائها على عينةٍ أكبر لتأكيدها.
- تحسين حالات المصابين بالسل: (بالإنجليزية: Tuberculosis)؛ فاستخدام منتجٍ يحتوي على الكركم ونباتٍ يُسمّى القنقينة (الاسم العلمي: Tinospora cordifolia) يمكن أن يقلل البكتيريا، ويحسن شفاء الجروح، كما أنّه قد يقلل تسمّم الكبد الناجم عن العلاجات التي يأخذها المرضى، وذلك بحسب ما أشارت له دراسةٌ أُجريت عام 2008 في جامعة فير نارماد جنوب غوجارات (بالإنجليزية: Veer Narmad South Gujarat University) في الهند.
- تخفيف الألم: إذ يُعتقد أنّ الكركمين يعمل بطريقةٍ مشابهةٍ لدواء الإيبوبروفين عند المصابين بتصلب الشرايين ، ففي دراسةٍ أُجريت في جامعة ماهيدول في تايلند عام 2009 وُجد أنّ تناول كبسولاته بجرعة 800 مليغرام قد يوفر هذه الفوائد، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الدراسات لم تتفق على جرعةٍ معينة له يومياً.
- احتمالية تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان: بالإضافة إلى الحد من انتشاره في حال الإصابة به؛ حيث إنّ الخصائص المضادّة للأكسدة المتوفرة في مركب الكركمين يمكن أن تقلل الالتهابات التي تلعب دوراً في الإصابة بالسرطان، وقد أشارت العديد من الدراسات المخبريّة والحيوانيّة إلى أنّ هذا المركب قد يقلل خطر الإصابة بالسرطان، ويبطئ انتشاره، كما أنّه يمكن أن يزيد فعاليّة العلاج الكيميائيّ، ويحمي الخلايا المعافاة من الضرر الناجم عن التعرّض للعلاج الإشعاعي، كما يُعتقد أنّه يمتلك خصائص يمكن أن تقي من حدوث طفراتٍ في الحمض النووي، وتنظّم موت الخلية المبرمج، وقد يساعد على قتل الخلايا السرطانيّة عن طريق تفعيل نشاط إنزيماتٍ تُسمّى الكاسبيز (بالإنجليزية: Caspases) داخل الخلايا السرطانيّة، وهي إنزيماتٌ تُدمّر هذه الخلايا من داخلها، وقد لوحظ أنّ هذا التأثير لا يحدث في الخلايا المُعافاة في الجسم، بل في الخلايا المصابة بالسرطان فقط، ولكن لا يُعرف سبب ذلك بعد.
- كما لوحظ أنّ نسب الإصابة ببعض أنواع السرطان في البلاد التي يستخدم فيها الناس الكركم أقلّ مقارنةً ببلادٍ أخرى، وعليه فقد طوّر بعض الباحثين من جامعة ولاية واشنطن (بالإنجليزية: Washington State University) وسيلة توصيلٍ دوائية (بالإنجليزية: Drug delivery system) باستخدام الكركمين، وقد ثبّط هذا النظامُ نموَّ الخلايا السرطانيّة في العظام، وعزّز نموّ خلايا عظميّةٍ معافاةٍ جديدة، وبالإضافة إلى ذلك فقد وُجد في دراسةٍ أُجريت في جامعة نانجينغ الطبية (بالإنجليزية: Nanjing Medical University) عام 2011 أنّ الكركم حسّن حالات المصابين بسرطان القولون والمستقيم ،
احتمالية عدم فعاليته
- تخفيف قرحة المعدة: حيث أشارت الدراسات إلى أنّ تناول الكركم ثلاث مراتٍ يومياً مدة 8 أسابيع لم يُحسن حالات قرحة المعدة، كما أنّ استخدام بودرته 4 مراتٍ يومياً مدة 6 أسابيع كان أقلّ فعاليةً من الأدوية المضادّة للحموضة.
- احتمالية تحسين حالات مرضى ألزهايمر: وذلك لاحتوائه على مركب الكركمين؛ الذي يمكن أن يسبب تفكك لويحات أميلويد بيتا (بالإنجليزية: Amyloid-beta plaques)، والتي ترتبط بحدوث مرض ألزهايمر، وقد يساعد على التخلّص منها، إلّا أنّ الدراسات السريريّة لم تستطع تأكيد ذلك، كما يجدر الذكر أنّ الكركم يحتوي على مركبٍ آخر يُسمّى التورميرون (بالإنجليزية: Turmerone)، وقد أشارت بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات إلى أنّ هذا المركب قد يحفز الخلايا الجذعيّة لإنتاج خلايا دماغيّةٍ جديدة، كدراسةٍ أُجريت في مستشفى جامعة كولونيا في ألمانيا عام 2014، ونظرياً يمكن القول إنّ ذلك مفيدٌ في حالات الاضطرابات التنكسيّة في الجهاز العصبيّ كمرض ألزهايمر، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذه الدراسات غير مؤكدةٍ ولم يُعرف بعد إذا ما كان مركب التورميرون يؤثر في البشر بالطريقة نفسها.
دراسات حول فوائد الكركم
- وُجد في دراسةٌ أُجريت عام 2013 في مركز أبحاث الكيمياء الحيوية والتغذية في جامعة مهشاد للعلوم الطبية (بالإنجليزية: Mashhad University of Medical Sciences) وضمّت أشخاصاً يعانون السمنة أنّ الذين تناولوا غراماً واحداً من مُركّب الكركمين مدّة 30 يوماً شهدوا انخفاضاً كبيراً وملحوظاً في مستويات الدهون الثلاثيّة، إلّا أنّ مستويات الكوليسترول ومؤشر كتلة الجسم عندهم لم يتأثر، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذه النتائج قد تكون بسبب استهلاك جرعة قليلة من مكملات الكركم لمدة قصيرة دون اتباع حمية غذائية لكنّها تختلف مع نتائج دراسات أخرى.
- وفي دراسةٍ أخرى أُجريت عام 2015 في جامعة جنوة (بالإنجليزية: Genova University) في إيطاليا وُجد أنّ إعطاء أشخاصٍ يعانون من زيادةٍ في الوزن لـ 800 مليغرامٍ من مُكمّلات الكركم الغذائيّة التي احتوت على الكركمين بنسبة 95% بالتزامن مع اتّباعهم لحميةٍ غذائيةٍ أدى إلى خسارتهم للوزن ومؤشر كتلة الجسم بنسبة 2% خلال الشهر الأول من التجربة، وقد زادت نسبة خسارتهم الوزن لتترواح بين 5% إلى 6% خلال الشهر الثاني، ومع ذلك فإنّ الخبراء يشيرون إلى أنّ هذه النتائج غير مؤكدة، وما زالت هناك حاجةٌ إلى إجراء مزيدٍ من الدراسات لتأكيدها.
- ذكرت دراسةٌ من مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان (بالإنجليزية: University of Texas MD Anderson Cancer Center) التابع لجامعة تكساس عام 2007 أنّه يمكن للكركم عند استهلاكه بجرعاتٍ قليلةٍ أن يحفز استجابة الأجسام المضادة، ممّا قد يكون مفيداً في حالة التهاب المفاصل، والحساسية، والربو، وغيرها، وقد يعود جزءٌ من هذا التأثير لقدرته على تعديل أو ضبط مستوى نشاط الخلايا التائية، والخلايا اللمفية البائية، والخلايا البلعميَة، والخلايا المتعادلة، والخلايا الفاتكة الطبيعية، والخلايا التغصنية في الجهاز المناعي، لكن ما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات حول مدى إمكانية إدخال الكركم في حالات الاضطرابات المناعيّة.
- وُجد في دراسة أُجريت عام 2016 ونشرت في مجلة BMC Complementary and Alternative Medicine أنّ مستخلص الكركم والكركمين ساهم في وقاية الكبد من التلف المزمن، وقد يعود ذلك لقدرته على تقليل الإجهاد التأكسدي.
- أشارت دراسةٌ أُجريت على الفئران في كلية الطب في جامعة ييل (بالإنجليزية: Yale University School of Medicine) عام 2004 إلى أنّ الكركمين قد يكون قادراً على تصحيح بعض المشاكل المرتبطة بالجينات التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض. وهناك العديد من الدراسات والأبحاث في الوقت الحالي التي تدرس دور الكركم في الوقاية من التليف الكيسي، والتحكم فيه، وعلاجه. فعلى سبيل المثال أ
القيمة الغذائية للكركم
يوضح الجدول الآتي العناصر الغذائيّة المتوفرة في 100 غرامٍ من الكركم المطحون:
العنصر الغذائي | القيمة الغذائية |
---|---|
السعرات الحرارية | 354 غراماً |
البروتينات | 9.68 غرامات |
الدهون | 3.25 غرامات |
الكربوهيدرات | 67.14 غراماً |
الألياف | 22.7 غراماً |
السكريات | 3.21 غرامات |
الكالسيوم | 168 مليغراماً |
الحديد | 55 مليغراماً |
المغنيسيوم | 208 مليغرامات |
الفسفور | 299 مليغراماً |
البوتاسيوم | 2080 مليغراماً |
الصوديوم | 27 مليغراماً |
الزنك | 4.50 مليغرامات |
فيتامين ج | 0.7 مليغرام |
فيتامين ب1 | 0.058 مليغرام |
فيتامين ب2 | 0.150 مليغرام |
فيتامين ب3 | 1.350 مليغرام |
فيتامين ب6 | 0.107 مليغرام |
الفولات | 20 ميكروغراماً |
فيتامين هـ | 4.43 مليغرام |
فيتامين ك | 13.4 ميكروغراماً |
الجرعة الموصى بها من الكركم
عادةً تنصح الدراسات باستخدام كمية تتراوح بين 500 إلى 2000 مليغرامٍ من مستخلص الكركم يومياً، وذلك لأنّ المستخلصات تحتوي على تركيزٍ من الكركمين أكبر بكثيرٍ من الكركم العادي، وبعبارةٍ أخرى يمكن القول إنّ الكركم العادي يحتوي على الكركمين بنسبة 3%، في حين يحتوي مستخلص الكركم على الكركمين بنسبة 95%، ومن الجدير بالذكر أنّه يُنصح بتجنّب استخدام جرعاتٍ كبيرةٍ من الكركم مدّةً طويلةً، فليست هناك دراساتٌ تؤكد أنّ ذلك آمنٌ للصحة، ولكنّ منظمة الصحة العالميّة بيّنت أنّ تناول 1.4 مليغرام من الكركم لكلّ 0.3 كيلوغرامٍ من وزن الجسم يُعدّ أمراً آمناً، وعلى الرغم من أنّه ليست هناك جرعاتٌ محددة للكركم، إلّا أنّنا سنذكر فيما يأتي بعض الجرعات الموصى بها حسب الحالات المختلفة:
- حالات التهاب المفاصل التنكسي: يُنصح بأخذ 500 مليغرامٍ من مستخلص الكركم مرتين في اليوم، ولمدّة شهرين إلى ثلاثة.
- حالات ارتفاع الكوليسترول: يوصى باستهلاك 700 مليغرامٍ من مستخلص الكركم مرتين يومياً مدة 3 أشهر.
- حالات حكة الجلد: يُنصح بأخذ 500 مليغرامٍ من الكركم ثلاث مراتٍ يومياً ولمدة شهرين.
المحاذير المرتبطة باستخدام الكركم
على الرغم من الفوائد المتعددة للكركم، إلّا أنّ استخدامه يمكن أن يسبب بعض الأضرار الجانبيّة، كحرقة المعدة، أو التسبب بطعمٍ سيئٍ في الفم، والإمساك أو الإسهال ، كما أنّه يمتلك تأثيراً مهدئاً ومسكناً قد يؤثر في نشاط الشخص خلال النهار، بالإضافة إلى أنّه قد يسبب الغازات، وانتفاخ البطن، وعسر الهضم، وارتجاع الحمض، والغثيان، ويمكن أن يؤدي إلى التقيؤ، واصفرار البراز، وآلام المعدة ، كما يجدر الذكر أنّ هناك حالةً واحدةً أخذ فيها شخصٌ 1500 مليغرامٍ من الكركم مرتين يومياً فعانى من اضطرابٍ خطيرٍ في إيقاع القلب، ولكن لم يُعرف إذا كان الكركم هو ما أدى إلى حدوث ذلك، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ هناك بعض الحالات المعيّنة التي يُنصح بها تجنب استخدام الكركم أو استخدامه بحذر، ونذكر من هذه الحالات ما يأتي:
- الحمل والرضاعة: إنّ تناول الكركم بالكميات الموجودة في الطعام يعدّ أمراً آمناً للحامل والمرضع، إلّا أنّ تناوله بكميّاتٍ دوائيّةٍ يُعدّ أمراً غير آمن، إذ إنّه قد يحفز الدورة الشهرية والرحم، ممّا يعرّض الحمل للخطر، كما أنّه ليست هناك معلوماتٌ تؤكد سلامة استخدامه بكمياتٍ كبيرةٍ خلال الرضاعة .
- مشاكل المرارة: إذ إنّ الكركم يمكن أن يزيد مشاكل المرارة سوءاً، ولذلك يُنصح الأشخاص الذين يعانون من انسدادٍ في قناة الصفراء، أو من حصى المرارة بتجنب استخدام الكركم.
- الاضطرابات النزفية: حيث إنّ الكركم يمكن أن يُبطئ تخثر الدم، ممّا يزيد خطر حدوث النزيف والكدمات عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نزفية.
- السكري: إذ إنّ مركب الكركمين يمكن أن يقلل مستويات السكر في الدم، ولذلك فإنّ الأشخاص المصابين بالسكري يُنصحون بالحذر عند استخدام الكركم.
- الارتجاع المعديّ المريئيّ: (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease)؛ إذ إنّ الكركم قد يسبّب اضطراباتٍ في المعدة عند بعض الأشخاص، وقد يجعل بعض المشاكل المعديّة -كالارتداد المعديّ المريئيّ- أكثر سوءاً.
- الحالات الحساسة للهرمونات: حيث يُعتقد أنّه يمكن لمركب الكركمين أن يؤثر بطريقةٍ مشابهةٍ لهرمون الإستروجين، ممّا يمكن أن يزيد سوء الحالات الحساسة للهرمونات، كسرطان الثدي ، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان الرحم، وسرطان المبيض، والانتباذ البطانيّ الرحميّ (بالإنجليزية: Endometriosis)، والأورام الليفية الرحمية (بالإنجليزية: Uterine fibroids)، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الدراسات قد وجدت أنّ الكركم قد يُقلّل تأثير الإستروجين في بعض الخلايا السرطانيّة الحساسة للهرمونات، وبسبب تضارب الدراسات فإنّه يُنصح باستخدام الكركم بحذر في هذه الحالات حتى التأكد من تأثيره.
- العقم: إذ يمكن للكركم أن يقلل مستويات هرمون التستوستيرون ، وحركة الحيوانات المنويّة عند الرجال، ممّا يمكن أن يقلل من الخصوبة، ولذلك يُنصح الأشخاص الذين يرغبون في إنجاب الأطفال باستخدام الكركم بحذر.
- نقص الحديد: إنّ تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من الكركم يمكن أن يمنع الجسم من امتصاص الحديد ، ولذلك يجب على من يعانون من نقصٍ في هذا المعدن باستخدام الكركم بحذر.
- العمليّات الجراحية: يمكن للكركم أن يبطئ تخثر الدم، ولذلك فإنّه قد يسبب النزيف بشكلٍ أكبر، وعليه يُنصح الأشخاص الذين سيخضعون لأيّ عمليّةٍ جراحيّةٍ بتجنب استخدام الكركم قبل أسبوعين على الأقلّ من موعد الجراحة المُقرر.
- التفاعلات الدوائية: يمكن للكركم أن يتداخل مع وظائف بعض أنواع الأدوية، والتي نذكر منها ما يأتي:
- الأدوية التي تتغير في الكبد: إذ إنّ الكركم يمكن أن يبطئ سرعة تحطيم الكبد لهذه الأدوية، ولذلك فإنّ تناول الكركم معها يمكن أن يزيد من تأثير هذه الأدوية وأضرارها الجانبيّة.
- الأدوية المضادة للسكري: فكما ذُكر سابقاً يمكن للكركم أن يخفض مستويات السكر في الدم، ولذلك فإنّ تناوله مع الأدوية المضادّة للسكر قد يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم بشكلٍ كبير.
- الأدوية التي تبطئ تخثر الدم: حيث إنّ الكركم يبطئ تخثر الدم أيضاً، ولذلك فإنّ تناوله مع هذه الأدوية قد يزيد خطر حدوث النزيف.
- الفسلفاسالازين: (بالإنجليزية: Sulfasalazine) إذ إنّ الكركم قد يزيد الكمية التي يمتصّها الجسم من هذا الدواء، ممّا يزيد تأثيره وأضراره الجانبيّة.
- تاكروليموس: (بالإنجليزية: Tacrolimus) فالكركم قد يسبب زيادة كمية هذا الدواء في الجسم، ممّا يزيد أضراره الجانبيّة، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث تلفٍ في الكلى.
- التالينولول: (بالإنجليزية: Talinolol) إذ إنّ الكركم قد يقلل الكمية التي يمتصها الجسم من هذا الدواء، ممّا يقلل تأثيره في الجسم.
- الدوكسيتاكسل: (بالإنجليزية: Docetaxel) فالكركم يزيد امتصاص الجسم لهذا الدواء، ممّا يزيد تأثيره وأضراره الجانبيّة.
- الإستروجين: إذ إنّ الكميّات الكبيرة من الكركم قد تمتلك تأثيراً مشابهاً للإستروجين، إلّا أنّ تأثيرها لا يكون قويّاً مثله، وعليه فإنّ تناول الكركم مع الإستروجين قد يقلل من تأثير هذا الهرمون.
- الأدوية التي تحتاج إلى نواقل خاصة لتدخل الخلايا: فبعض الأدوية لا يمكنها الدخول إلى الخلايا إلّا بنواقل خاصة، وقد يجعل الكركم هذه النواقل أقلّ نشاطاً، وقد يزيد امتصاص الجسم لهذه الأدوية أيضاً، ممّا يؤدي إلى زيادة الأضرار الجانبيّة لهذا الدواء، ولكن ليست هناك معلوماتٌ كافيةٌ تؤكد هذا التأثير.
- النورفلوكساسين: (Norfloxacin) إذ إنّ الكركم قد يزيد الكمية التي يمتصها الجسم من هذا الدواء، ممّا يزيد أضراره الجانبيّة.
- الباكليتاكسيل: (بالإنجليزية: Paclitaxel) فالكركم قد يزيد الكمية التي يمتصها الجسم من هذا الدواء، ممّا يزيد أضراره الجانبيّة.