ما هو العذاب الذي حل بقوم لوط
العذاب الذي حلّ بقوم لوط
سبب عذاب قوم لوط
دعا لوطٌ -عليه السلام- قومه إلى الإيمان بالله -تعالى- وحده وترك عبادة ما سواه، وترك الفواحش التي يمارسونها؛ فقد كان قوم لوط يمارسون فاحشةً لم يسبقهم إليها أحدٌ من قَبل، وهو فعل اللواط؛ حيث كانوا يعتدون على أيّ غريبٍ ويأتون الرجال شهوةً دون النساء، ويتعاطون المنكرات في مجالسهم ونواديهم؛ فدعاهم لوط -عليه السلام- إلى ترك الفواحش والمنكرات، لكن لم يؤمن معه إلّا أهل بيته باستثناء زوجته لم تكن من المؤمنين، ورغم تعدّد أساليبه -عليه السلام- في دعوة قومه، إلا أنّهم لم يستجيبوا له، يقول الله -سبحانه وتعالى- في ذِكر قوم لوط : (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ).
عذاب قوم لوط
أصرّ قوم لوط على فعل الفاحشة، فدعا عليهم لوط -عليه السلام-؛ فاستجاب الله دعوته، وأرسل ملائكةً لإهلاكهم؛ كي يقلبوا قريتهم ويجعلوا عاليها سافلها وينزل بهم العذاب الشديد، وقبل أن يذهب الملائكة إلى قوم لوط ليوقعوا بهم العذاب، مروا بإبراهيم -عليه السلام-، وقد كانوا على شكل شبانٍ حسان الوجوه، وأخبروه أنّهم ذاهبون لإيقاع العذاب بقوم لوط، فلمّا سمع إبراهيم -عليه السلام- كلامهم؛ خاف على ابن أخيه لوط، فأخبروه بأنّ الله تعالى سينجي لوطًا وأهله إلا امرأته التي كانت تدافع عن الكفار، ولمّا وصل الملائكة عند لوط، وعرف قومه بقدوم الملائكة، أرادوا الاعتداء عليهم وفعل الفواحش معهم، حين ظنوا أنّهم بشرٌ.
وجاء أمر الله -سبحانه وتعالى- للوط -عليه السلام- بالخروج من القرية ليلاً قبل أن يطلع الصبح؛ لأن موعد العذاب والهلاك سيكون في الصباح، وطلبوا منه أن يغادر القرية باكرًا دون أن ينظر خلفه أو يلتفت وراءه أبداً، كي لا يرى ما سيحلّ بقومه من العذاب، فأنزل الله -سبحانه وتعالى- صيحةً من السماء على قوم لوط، خسفت الأرض بهم، وأمطر عليهم حجارةً من السماء، ولما أشرقت الشمس، كانت القرية بمن فيها خرابًا ودمارًا، قال تعالى في وصف ما حلّ بهم: (فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللَّيلِ وَلا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ إِلَّا امرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصيبُها ما أَصابَهُم إِنَّ مَوعِدَهُمُ الصُّبحُ أَلَيسَ الصُّبحُ بِقَريبٍ* فَلَمّا جاءَ أَمرُنا جَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضودٍ).
لوط عليه السلام
هو نبيّ الله لوط بن هاران بن تارح، وعمّه نبيّ الله إبراهيم -عليهما السلام-، وقد ورد ذكره وذكر دعوته لقومه في مواطن عدَّةٍ من القرآن الكريم، آمن لوط بدعوة عمّه إبراهيم -عليهما السلام-، ورافقه في هجراته، وحين هاجر إبراهيم إلى مصر، هاجر لوط إلى منطقة سدوم شرقي الأردن، وكلّفه الله تعالى بدعوة القوم الذين كانوا يسكنون في سدوم، وقد قال الله تعالى في وصف نبيّه لوط -عليه السلام-: (وَلوطًا آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَنَجَّيناهُ مِنَ القَريَةِ الَّتي كانَت تَعمَلُ الخَبائِثَ إِنَّهُم كانوا قَومَ سَوءٍ فاسِقينَ* وَأَدخَلناهُ في رَحمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصّالِحينَ).