ما هو الطلاق الصامت
ما هو الطلاق الصامت
هو حالة نشأت في مجتمعاتنا مؤخراً، وهي أخطر وأشدُّ فتكاً على الأسرة من الطلاق، ففي هذه الحالة لا يكون هناك طلاق، بل يبقى عقد الزواج سارياً بين الزوجين، ولكن كلاً منهما يعيش بمعزلٍ عن الآخر في كل مناحي حياته.
وتأتي هذه الحالة عند غياب المودة والرحمة والمحبة التي تُبنى عليها البيوت، فتُنزعُ هذه الخِصال الحميدة من قلوب الزوجين؛ ولا يبقى لها إلا واجب التواجد سوياً، وذلك خوفاً من لقب مُطلِّق أو مطلَّقة، وخصوصاً لقب مُطلَّقة للزوجة؛ وذلك لنظرة مجتمعنا القاصِرة للمطلَّقات.
وهذه الحالة قد لا يعلم بها أحدٌ خارج الزوجين، فأمام العائلة والأصدقاء؛ يكونان وكأنهما أكثر الأزواج تفاهمًا على الإطلاق، ولكن في خلوتهما؛ يخلعان قناع العائلة ويعودان إلى الفراق والصمت.
الطلاق الصامت هو نهاية غير رسمية للعلاقة الزوجية، فلا يوجد تواصل بين الزوجين ولا كلام ولا وعلاقة زوجية والتي تزيد من المودة وتقرِّب القلو، فيُصبِح هناك تلبُّدٌ في المشاعر، وانعدام للغيرة بين الزوجين، فيصبح الزوجان في هذه الحالة كالجيران في البيت الواحد، وتصبح أسرة لا حياة فيها ولا روح.
أسباب الطلاق الصامت
تتعدد الأسباب المؤدية إلى فقدان المودة والرحمة بين الزوجين وصولًا بهما إلى الطلاق الصامت أو ما يسمى بالطلاق العاطفي وهي على النحو التالي:
- سوء اختيار شريك الحياة، وعدم التنبه للصفات الأساسية فيه، التي قد تكون غير مناسبة.
- تباين الميولات والاهتمامات بين الزوجين مما يخلق نوعًا من الملل، وعند استمراره تزيد الفجوة بينهما.
- الروتين المتكرر بين الزوجين، وعدم وجود رغبة بتجربة أمورًا جديدة قد تكسر حالة الرتابة السائدة بينهما.
- توتر العلاقة الزوجية وفقدان الشغف والرغبة في الحب.
- الاهتمام بالمصالح الخاصة لكل فرد على حساب الطرف الآخر، وطغيان الأنانية على حساب الشراكة.
- انتشار الأفكار السلبية بين الزوجين وصولًا إلى فقدان الثقة والأمان في علاقتهما.
- فقدان التواصل الزوجي وانتشار السلبية والتوتر في العلاقة.
آثار الطلاق الصامت
يتوصل بالطلاق الصامت لعدد من الآثار والأبعاد على مستوى كل فرد من العلاقة أو على مستوى العلاقة ككل، ومن هذه الآثار ما يلي:
- قلة التواصل والحديث بين الزوجين إلا بما هو ضروري.
- البرود والتبلد العاطفي.
- الرغبة المستمر بالانفصال مع عدم القدرة على ذلك لوجود أسباب تربط كل من الطرفين، إما أبناء أو مكانة اجتماعية.
- التعب والقلق النفسي؛ الذي ينعكس على أطراف العلاقة شكل سيء وسلبي.
- البدء بممارسات غير صحيحة؛ مثل زيارة السحرة والمشعوذين إما للبحث في أسباب الحالة التي وصل لها الزواج، أو للبحث عن طرق الحفاظ على العلاقة من الهلاك.
- استمرار اللوم والعتاب بين الزوجين.
- الانفصال المادي الواضح.
وفي النهاية يجدر بالأزواج معرفة أن إقامة بيت على أسس سليمة وصحيحة يتطلب جهدًا من الطرفين وتضحيات للعمل على إنجاح العلاقة والسير بها نحو المودة والرحمة والخير، حيث قال تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً).
وإن تعذر الاستمرار في الحياة بين الشريكين قد يوجب التوجه للحل النهائي والأخير؛ وهو الانفصال، منعًا لأي سوء أو ضرر قد يتأثر به الأطراف، فقال تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)، فالأصل في العلاقة أن تكون مصدرًا للحب والألفة والعطاء، ففي حال عجز العلاقة عن تأمين هذه الاحتياجات فالأولى إنهاؤها.