ما هو الطارق
معنى الطارق
الطّارق هو اسم مشتقّ من الفعل طرق، وهو اسم فاعل، والطّرق هو الضّرب أو الدّق بقوّة حتّى يُسمع لهذه الضّربة صوت، كما يشتقّ لفظ الطّارق من الطّروق وهو عادة كانت منتشرة عند العرب فهم يقومون بطرق أبوابهم بحجر أو عصا أو شيء يُحدث صوتاً إذا عادوا من أسفارهم ليلاً ونزلوا إلى ديارهم، وكانوا يفعلون ذلك لتنبيه أهل البيت بمجيئهم، فأصبح لفظ الطّروق مرتبط بالقدوم في وقت اللّيل.
وتوسّع إطلاق لفظ الطّارق على أي صور خالية تظهرفي الليل، ويقال أنّ الطارق اسم جنس يطلق على كوكب يظهر في اللّيل، أو هو الكوكب ذاته الذي يسمّى كوكب الصّبح.
ولذلك يكون كلّ آتٍ ليلاً يسمّى طارقاً، وقد أطلق الله لفظ الطّارق في القرآن الكريم على النّجم الذّي يظهر في السّماء في وقت اللّيل، فقد رُوي أنّ أبا طالب عمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يجالس ابن أخيه وإذ بنجم يضيء فجأة في السّماء، ولمّا تساءل أبو طالب عن ذلك أخبره رسول الله بأنّه نجم رمى به الله إلى السّماء، فأنزل الله -تعالى- الآيات التي تشير إلى هذا النجم بقوله: (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ* وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ)، وقد فسّر الله -تعالى- معنى الطّارق في السّورة ذاتها بقوله عن الطّارق أنّه هو (النَّجْمُ الثَّاقِبُ)، أي النّجم شديد التّوهّج والوضاءة في السّماء.
أين ورد ذكر الطارق في القرآن؟
افتتح الله -تعالى- سورة الطّارق بالقسم بالسّماء وما تحوي من نجوم، وقد ورد لفظ الطّارق في هذه السّورة مرّتين في الآيتين الأولى والثّانية، وذلك عندما تساءل الله عن الطّارق، ثمّ أعاد التّساؤل مرّة أخرى؛ لتعظيم أمر النّجم الطّارق، وسورة الطّارق هي أحد سور المفصّل في الجزء الثّلاثين من كتاب الله -تعالى-، وهي سورة مكّية نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة قبل الهجرة.
دلالات قسم الله بالطارق
إنّ قسم الله -تعالى- بالطّارق نجم السّماء له دلالات ومعانٍ جليلة، كما يأتي:
- اختيار الله -تعالى- النّجوم والكواكب والسّماء وما فيها للحلف بها ما هو إلّا دلالة على عظمتها وتجلّي قدرة الخالق في خلق هذه النّجوم والكواكب، فإنّها آية من آيات الله -تعالى- في ظهورها ومغيبها وفي تغيّر أشكالها وألوانها وغير ذلك ممّا يدلّ على عظيم صنع الخالق.
- تنويه وتنبيه للقارئ بعظم شأن هذا الكوكب، ولذلك كرّر القسم به مرّتين.
- رفع الله قدر هذا الكوكب عندما أقسم به ليعلم المخلوق أنّه يعجز عن إدراك مثل هذه الخلق العظيم، وأنّه لا يكون إلّا من صانع وخالق بديع.
خلاصة المقال: الطّارق هو النّجم المضيء في السّماء الذّي يأتي ليلاً، وقد سمّي بذلك لأنّ العرب يسمّون كل آت ليلاً طارقاً، وقد أقسم الله -تعالى- به في مستهلّ سورة الطّارق مرّتين؛ تعظيماً لشأنه وتذكيراً بعظيم خلق الله -تعالى-.