ما هو الحقن الصناعي
التكنولوجيا المساعدة على الإنجاب
تُعرّف عدم القدرة على الإنجاب أو ما يُتداول بين الناس باسم العقم (بالإنجليزية: Infertility) بأنّه عدم قدرة المرأة المتزوجة على الحمل على الرغم من الجماعِ المنتظم دون استخدام أي وسيلة للحماية أو طرق لمنع الحمل خلال أول سنة من الزواج على الاقل، ويختلف علاج العقم باختلاف السبب الأساسي له، واختلاف عمر كِلا الزوجين، والمدة التي شُخص بها العقم، وبعض التفضيلات الشخصية التي تساعد على اختيار طريقة علاج معينة عن غيرها. وبعد التدخلِ الطبي ومعرفة الأسباب، تُوضع طرق العلاج باستخدام آليات وتقنيات المساعدة على الإنجاب (بالإنجليزية: (Assisted reproductive technology (ART)، والتي تحتاج إلى وقت وجهود مادية وجسدية ونفسية كبيرة جداً، ونعني بالتكنولوجيا الإنجابية المساعدة الطرق العلاجية التي تُستخدم لزيادة الخصوبة ، وتتم فيها معالجة البويضة والحيوانات المنوية من خلال فريق طبي متكامل يهتم بجميع التفاصيل والمراحل العلاجية لتحقيق وزيادة فرص الحمل. وتُعتبر تقنية أطفال الأنابيب (بالإنجليزية: In-vitro fertilization) من الوسائل المساعدة الأكثر شيوعاً ، حيث تُحضّر البويضات المستخرجة من الزوجة باستخدام الأدوية الهرمونية، ويتم استخراج أو الحصول على الحيوانات المنوية من الزوج، وتحدث عملية الإخصاب في المختبر خارج رحم الزوجة، ثم يتم زراعة البويضات المخصبة بعد أيام في الرحم.
الحقن الصناعي
الحقن داخل الرحم
يُعرف الحقن داخل الرحم (بالإنجليزية: Intrauterine insemination-IUI) بأنّه إحدى الطرق التي تُستخدم في علاج العقم عبر نقل الحيوانات المنوية مباشرة للرّحم .
آلية الحقن داخل الرحم
قبل الشروع في عملية الحقن داخل الرحم، يتم تحفيز الإباضة بالأدوية تحت المراقبة الطبية للحصول على عدد كافٍ من البويضات الناضجة القادرة على الإخصاب، وفي المقابل تُحضّر عينة الحيوانات المنوية أو السائل المنوي، وتُغسل وتُنقى من أي مواد تعيق عملية الإخصاب، أو تقلل من فرصة عدم نجاح التلقيح الاصطناعي، ثم باستخدام أنبوب رفيع يُسمى بالقسطر يدخل الطبيب عينة السائل المنوي إلى داخل الرحم، وللحصول على أفضل النتائج تكون هذه العملية في فترة الإباضة لدى المرأة، ويمكن الكشف عن أيام الإباضة عبر أجهزة ينصح الطبيب باستخدامها وتُشترى من الصيدليات.
أسباب اللجوء للحقن داخل الرحم
هنالك عدد من الحالات التي يمكن أن تستدعي اللجوء لطريقة الحقن داخل الرحم، ومنها:
- عدم القدرة على الجماع: وذلك على الرغم من جودة البويضات والحيوانات المنوية، كما في حال وجود حالة طبية تعيق الجماع، مثل: عدم القدرة على الانتصاب .
- وجود مشكلة لدى الزوجة في عنق الرحم: ويُطلق على هذه الحالة، عنق الرحم العدائي (بالإنجليزية: Hostile cervical)، كعدم قدرة عنق الرحم على إنتاج المخاط المسؤول عن نقل الحيوانات المنوية إلى داخل الرحم بعد عملية الجماع، وفي حالات أخرى يتم إنتاج هذا المخاط، ولكن قد توجد به مواد تقتل الحيوانات المنوية قبل دخولها للرّحم، وبهذه الحالة يتجاوز التلقيح الاصطناعي عنق الرحم عبر إدخال الحيوانات المنوية مباشرةً داخل الرحم ويحل هذه المشكلة.
- الاصابة بحالات خفيفة ومتوسطة من الانتباذ البطاني الرحمي: (بالإنجليزية: Endometriosis)، والذي يُعرف ببطانة الرحم المهاجرة ، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة قد يتمكنّ من الحمل بصورة طبيعية.
- إصابة المرأة برد فعلي تحسسي: وهو تحسس نادر تجاه بروتين معين في الحيوانات المنوية أو السائل المنوي، فبالإمكان معالجة العينة من الحيوانات المنوية أو السائل المنوي واستخدامه في التلقيح الاصطناعي وتجاوز هذه الحالة من التحسس .
- وجود أسباب للعقم لدى الرجل: قد يعاني الزوج من عدم القدرة على إنتاج عدد كافٍ من الحيوانات المنوية القادرة على إحداث عملية الإخصاب للبويضة داخل الرحم، أو تُنتج الحيوانات المنوية مع عدم قدرتها على الحركة باتجاه البويضة بطريقة فعالة، وهذا أكثر سبب يُستخدم من أجله التلقيح الاصطناعي.
- استخدام بعض العلاجات التي تحمل خطورة العقم: ومثال على ذلك العلاج الإشعاعي ، فهنا يستطيع الزوج تجميد الحيوانات المنوية قبل مباشرته في العلاج بالأشعة لتُستخدم لاحقاً في عملية التلقيح الاصطناعي.
- عدم وضوح سبب العقم: ففي بعض الحالات لا يكون سبب العقم واضحاً، وفي هذه الحالة ينصح الطبيب الزوجين في العادة باستخدام تقنية التلقيح الاصطناعي؛ لزيادة فرصة حدوث الحمل.
- وجود ندب في الرحم: حيث إنّ وجود ندب وجروح قديمة في عنق الرحم يعيق قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى داخل الرحم.
الحقن المجهري
و يُعرّف الحقن المجهري (بالإنجليزية: Intracytoplasmic sperm injection) على أنّه تقنية إضافية يمكن إجراؤها أثناء عملية أطفال الأنابيب التي ذُكرت فيما سبق، حيث يتم استخدام البويضات التي جُهزت عن طريق الحقن المجهري في هذه التقنية.
آلية الحقن المجهري
لإجراء الحقن المجهري، يتبع الطبيب الخطوات ذاتها المتبعة عند إجراء عملية أطفال الأنابيب، فيتم في البداية تحفيز عملية الإباضة لإنتاج عدد أكبر من البويضات الناضجة، ومن ثمّ استخراج البويضات من المرأة، وأخذ عينة من الحيوانات المنوية للرجل وتحضيرها، ويأتي بعد ذلك دور تقنية الحقن المجهري إذ يتم استخدام إبرة دقيقة من قبل شخص مختص لاختيار حيوان منوي واحد ومعين، ومن ثم إدخاله بعناية وحرص شديد بشكل مباشر عبر سيتوبلازم البويضة، ومن ثم تُزال الإبرة بعناية فائقة، ومن بعدها تتم متابعة ومراقبة البويضات للتأكد من نجاح عملية الإخصاب، ومن ثم تُزرع هذه البويضات المخصبة أو الأجنة في داخل رحم المرأة، ويتم مراقبتها الحثيثة عن طريق الطبيب المختص. ويكمن الاختلاف بين استخدام تقنية الحقن المجهري وعدم استخدامها أثناء القيام بعملية أطفال الانابيب بأنّه في الحقن المجهري يتم حقن حيوان منوي واحد في كل بويضة يتم اختيارها من قبل المختص، أمّا في حال عدم استخدامه تُترك الحيوانات المنوية مع البويضات في طبق المختبر ليحدث الإخصاب بمفرده.
أسباب اللجوء للحقن المجهري
يكون الحقن المجهري من ضمن أهم خيارات الطبيب عندما تكمن صعوبة في عملية الإخصاب الطبيعي لدى الزوجين، وفي أغلب الحالات تكون الخيار الأول عندما يكون سبب العقم من جهة الرجل، ومن ضمن هذه الأسباب ما يلي:
- فقد النطاف: (بالإنجليزية: Azoospermia)، والذي يعني عدم وجود حيوانات منوية في قذف الرجل، وتٌقسم هذه الحالة لجزئين:
- فقد النطاف الانسدادي: والذي يمكن أن ينتج بسبب تندّب القناة الدافقة من إصابات سابقة، أو حدوث قطع فيها، أو وجود عيب خلقي فيها، أو بسبب الإصابة بحالة مرضية.
- فقد النطاف اللّاانسدادي: الذي يكون بسبب اضطراب وعيب مرضي في الخصية ؛ مما يؤدي لعدم مقدرتها على إنتاج حيوانات منوية.
- أسباب أخرى: ونذكر منها؛ عدم قدرة الحيوانات المنوية على اختراق البويضة، وانخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل، وضعف في حركة الحيوانات المنوية ، وضعف جودة ونوعية الحيوانات المنوية.