ما هو الانفصال العاطفي بين الزوجين
ما هو الانفصال العاطفي بين الزوجين؟
هو مرحلة تمر فيها بعض العلاقات الزوجية التي يصبح أطرافها غير قادرين على التواصل معًا بشكل صحي على الصعيد العاطفي، وهو ليس حالة نفسية ترتبط بالصحة العقلية مثل: الاضطراب ثنائي القطب، أو الاكتئاب ، إذ أنّ سلوكيات الأزواج المنفصلين عاطفيًا قد لا تكون بالضرورة أمرًا خارجًا عن سيطرتهم بل قد تنبع من رغبة أحدهما بالابتعاد عن الشريك بهدف حماية نفسه من الآثار المترتبة على استمرار العلاقة العاطفية معه، خاصةً عندما تسبب لهم الكثير من الأذى والقلق ، أو الضغط والتوتر الشديدين، وبالمقابل وفي بعض الحالات لا يكون قرار الانفصال العاطفي اختياريًا وطوعيًا لدى جميع الأزواج بل ينبع من عدم قدرة أحد الأطراف على الانفتاح على عواطفه وتفهمها والتعامل معها بصدق وبشكل مناسب مع الشريك.
وليس بالضرورة أن يكون الانفصال العاطفي قرارًا سلبيًا للزوجين، ففي حال أصبحت العلاقة سامة وغير صحية يجب البحث عن وسيلة للحفاظ على المشاعر وصونها، وعند وجود مشكلة تستنزف العاطفة وتتطلب من أحد الطرفين الإعطاء دون مقابل وعلى حساب سعادته وصحته الداخلية، أو عندما يتعرض لسوء المعاملة أو للأذى النفسي والجسدي سيكون قرار الانفصال العاطفي حينها هادفًا ومفيدًا، وتجدر الإشارة إلى أن الانفصال العاطفي بين الأزواج هو مرحلة مختلفة تسبق مرحلة الطلاق القانوني التي تعني انفصالهما بشكل رسمي يُنهي العلاقة بصورة جذرية من خلال القضاء.
مراحل الانفصال العاطفية
قد يحدث الانفصال الجسدي بشكل أبسط وأسرع من الانفصال العاطفي لأن السيطرة على المشاعر والعواطف قد تكون أصعب، وبشكل عام يمر الانفصال العاطفي بعدة مراحل مختلفة، يُمكن تلخيصها كما يأتي:
مرحلة التواصل المستمر وإنكار الانفصال
حيث إن فكرة انتهاء العلاقة فكرة مرهقة عاطفيًا ويصعب معالجتها وتقبلها بسهولة، وهو ما يدفع البعض لإنكار حقيقة الانفصال لحماية نفسه وتجنب المشاعر المؤلمة المرافقة للانفصال، كالإحساس بالرفض، والوحدة، وهو أمر قد يدفع البعض إلى اللجوء للعزلة، أو الميل للبقاء على انفراد بعيدًا عن الشريك، لكن في المقابل قد يواجه البعض مشاعرهم بشكل مختلف فينشطون أكثر في حياتهم ويبقون فيها لمداراة تلك المشاعر ودفعها بعيدًا.
مرحلة الاعتراف والرضوح للانفصال
مع مرور الوقت سيبدأ المرء بإدراك حقيقة أن الانفصال تحصيل حاصل وليس مجرد أمر عابر، وهنا قد يشعر المرء بالاستياء والغضب ، والألم، والخوف والتردد أحيانًا، وقد تأخذه مشاعره المُشتتة والمرتبكة بعيدًا فيجد صعوبة في التيقن والتفكير بشكل إيجابي وسليم في المستقبل ولا يدرك ما عليه فعله بعد انفصاله.
مرحلة التعافي ومحاولة البدء من جديد
بعد مدة سيتمكن الشخص المنفصل عاطفيًا من استجماع قواه ويتحسن أكثر لكن هذه المرحلة قد تحتاج إلى بعض الوقت الذي تختلف مدته من شخص لآخر، حيث سيعمل المرء على بناء أفكاره وتدارك مشاعره والتركيز على مستقبله بشكل أفضل، ومن جهة أخرى سيعتاد أكثر على التغيرات التي حصلت في علاقته العاطفية وعلاقاته الاجتماعية الأخرى، ويُمكنه محاولة تحسين حالته أكثر من خلال تعبئة وقت فراغه باكتساب معارف علمية جديدة أو تشكيل صداقات وعلاقات اجتماعية جديدة وغيرها من السبل التي تدعمه وتساعده على التكيّف والاستقرار الداخلي.
نصائح للرعاية الذاتية بعد الانفصال العاطفي
هُنالك بعض الإرشادات الهامة التي يُنصح بأخذها بعين الاعتبار عند المرور بمرحلة الانفصال العاطفي لرعاية الذات والحفاظ على الصحة الداخلية للمرء، ومنها الآتية:
- تخصيص وقت كافٍ يرعى فيه الشخص المنفصل عاطفيًا نفسه بشكل مستقل ويفعل بها الأشياء التي تسعده وتريحه كممارسة الهوايات والأنشطة والخروج مع الأصدقاء وغيرها من سبل الترفيه الذاتية.
- تقبل مشاعر الحزن والغضب الطبيعية التي يمر بها الشخص بعد انفصاله عن شريكه والسماح له بأن يأخذ وقته حتى يتخلص منها ويستجمع شجاعته لمواجهة الحياة، مع ضرورة التذكّر بأنه رغم صعوبة الانفصال العاطفي لكن آثاره ستكون أقل شدّة من المغامرة في علاقة غير صحية قد تقود للمجهول.
- اتباع نمط حياة صحي والنوم لمدة كافية، بالإضافة لاتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الأنشطة الرياضية التي تحد من التوتر والقلق ولكن لا يجب على المرء أن يرهق نفسه في هذه الأنشطة، ويُمكنه أخذ استراحة من العمل لاستعادة تركيزه ونشاطه.
- تجنب الصراع والحوار السلبي مع الشريك لأنه أمر يستنفذ الطاقة العاطفية ويُرهق المرء.
- التحرر من المشاعر الداخلية المزعجة والتنفيس عنها من خلال التحدث إلى شخص موثوق كقريب أو صديق.
- التذكر بأن مرحلة الانفصال العاطفي لن تدوم للأبد وإن كانت مؤلمة لجميع أطراف العلاقة بما فيها الزوجان والأبناء، لكن آثارها ستقل بمرور الوقت ولا بد من التعافي منها.