أعراض انقطاع الدورة الشهرية
سن اليأس
سنّ اليأس أحد المراحل التي تمرّ بها المرأة عند وصولها لسنٍ معيّن، حيث يتعرّض جسمها مع التقدّم في العمر إلى عدّة تغيرات هرمونية تؤدّي إلى انقطاع الدورة الشهرية، وبالتالي توقّف قدرتها على الإخصاب، ممّا يؤثر على نفسية المرأة، ويزيد من تقلّبات مزاجها، وشعورها بالاكتئاب، وسنعرفكم عليها في هذا المقال على أعراض هذه المرحلة وكيفيّة علاجها.
مرحلة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية
تعتبر هذه المرحلة مرحلةً انتقاليةً لوصول المرأة لسنّ اليأس، حيث ينزل فيها آخر حيض لها، كما وتعد دليلاً على التقدم بالعمر، وقرب انتهاء سن الخصوبة أو القدرة على الإنجاب، وتكون قبل سنتين أو خمس سنوات من الوصول إلى مرحلة الانقطاع الكلي، بحيث يكون متوسط عمر المرأة غالباً سبعاً وأربعين سنةً ونصف.
أسباب انقطاع الدورة الشهرية
- انخفاض وارتفاع مستوى الهرمونات الأنثوية: مع تقدم المرأة بالعمر تضعف قدرة المبيض لديها على إنتاج هرمون الإستروجين، مما يضعف من قدرتها على الإنجاب، كما يحدث لديها ارتفاع في مستوى هرمون حاث الجريبات FSH، وهرمون اللوتنة LH.
- استئصال الرحم والمبيضين: تصل المرأة إلى سنّ اليأس في حال تمّ استئصال الرحم والمبيضين معاً، وقد لا تمرّ بالمرحلة الانتقالية في هذه الحالة، أما إذا تم استئصال الرحم وحده فإن ذلك لا يعني الوصول لسنّ اليأس، ذلك لأنّ الحيض لا زال يقوم بوظيفته الأساسية وهي إنتاج البويضات، وهرموني الإستروجين والبروجسترون.
- قصور أو فشل المبيضين الأولي: هو عدم قدرة المبيضين على القيام بوظيفتهما وهي إنتاج الهرمونات الأنثوية، كما تلعب قلّة المناعة، والعوامل الجينيّة دوراً أساسياً في الإصابة بهذه الحالة.
- المعالجة الكيميائية والإشعاعية: تحدث مع المرأة التي تتلقى علاجاً كيماوياً أو إشعاعياً أعراضاً مشابهة لانقطاع الدورة الشهرية، ومن الممكن أن تحدث هذه الأعراض بعد مرور نصف سنة على انتهاء العلاج.
أعراض ما قبل انقطاع الدورة الشهرية
تعاني المرأة من عدة أعراض تظهر عليها نتيجة انقطاع الدورة، وهي كالآتي:
- هبات الحرارة: وهي عبارة عن ارتفاع الحرارة ما بين دقيقتين إلى أربع دقائق في منطقة الوجه والصدر، ثم تنتقل لجميع أعضاء الجسم، كما يصاحبها الشعور بالقلق، والتعرق، والقشعريرة، وزيادة ضربات القلب، ومن الجدير بالذكر أن المرأة تتعرض لهذه الهبات أكثر من مرة في اليوم خصوصاً خلال الليل، كما تستمرّ معها لمدة خمس سنوات.
- اضطرابات النوم: لا تستطيع المرأة النوم بشكلٍ متواصل خلال الليل، وذلك بسبب هبات الحرارة، والشعور بالقلق.
- جفاف المهبل وانخفاض الرغبة الجنسية: يؤدي ضعف قدرة المهبل على إنتاج الإفرازات الأنثوية إلى إصابته بالجفاف، حيث إن انخفاض هرمون الإستروجين يؤدّي إلى ضمور الغشاء المخاطي المحيط بالمهبل، وبالتالي ضموره، وهذا الضمور يؤدّي إلى شحوبه، وبالتالي تعاني المرأة من الألم أثناء حدوث علاقة، مما يقلل من رغبتها الجنسية.
- مشاكل في الجهاز البولي: تعاني المرأة من عدم الشعور بامتلاء المثانة، مما يؤدي لانخفاض تدفق البول، وزيادة الشعور بالحرقة.
- آلام في المفاصل: تعاني المرأة في هذه المرحلة من ألم في مفاصلها خصوصاً إذا كانت تعاني من السمنة، حيث إن الألم مرتبط بانخفاض نسبة هرمون الإستروجين.
- آلام في الثدي: تصاب المرأة في بداية المرحلة بزيادة الحساسية في الثديين، ويعود ذلك بشكلٍ رئيسي إلى انخفاض نسبة الهرمونات الأنثوية لديها، وينصح الأطباء في هذه الحالة بإجراء فحص الثدي، للتأكّد من أنّ الألم الناتج ليس نتيجة الإصابة بسرطان الثدي.
مرحلة ما بعد انقطاع الدورة الشهرية
تصل المرأة لهذه المرحلة بعد مرور سنةٍ كاملةٍ على آخر مرة نزل فيها دم الحيض لديها، وفي هذه المرحلة تتوقف قدرة المبيضين على إنتاج البيوضات، كما تضعف قدرتهما على إنتاج هرمونات الأنوثة، حيث تقلّ نسبة هرمون الإستروجين بشكلٍ كبير مقارنةً مع مرحلة ما قبل الحيض، كما تتوقف إمكانية إنتاج هرمون البروجسترون بشكلٍ كلي.
أعراض انقطاع الدورة الشهرية
تعاني المرأة في هذه المرحلة من الأعراض الآتية، إضافةً إلى الأعراض السابقة:
- الصداع النصفي: أي حدوث اضطرابات في البصر، وزيادة الحساسية للضوء، إضافةً إلى الشعور بالألم في جانبٍ واحد من جوانب الرأس، ويرتبط هذا المرض بالانخفاض الشديد في نسبة هرمون الإستروجين.
- ضعف الذاكرة: تفقد المرأة قدرتها على التركيز، كما أنها تصبح كثيرة النسيان، وتزيد احتمالية إصابتها بالزهايمر.
- الإصابة بالاكتئاب: تزداد مزاجية المرأة في هذه المرحلة، كما تزيد حدة اكتئابها في فترات الصبح وتقلّ مع مرور الوقت.
- هشاشة العظام: تقل كثافة العظام لدى المرأة بعد مرور سنتين على انقطاع الطمث لديها.
- الإصابة بأمراض الجهاز الدوري: يؤدي انخفاض هرمون الإستروجين إلى زيادة كمية الكولسترول الضار، وانخفاض كمية النافع منه، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، وأمراض القلب.
- زيادة كتلة الجسم: يزيد وزن المرأة بنسبة 20% في هذه المرحلة، في حال لم تأخذ علاج هرموني، بحيث تكون الزيادة في الدهون على حساب العضلات.
- تغيرات جلدية: تصيب المرأة أضرار في الأنسجة المنتجة للكولاجين في الجلد، مما يؤدي إلى تجعده.
- فقدان التوازن: يحدث اضطراب في توازن المرأة نتيجة انخفاض نسبة هرمون الإستروجين لديها، مما يعرضها لخطر الوقوع وبالتالي حدوث كسور في العظام.
- الإصابة بمرض النقرس: ويرجع السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض إلى زيادة كمية حامض اليورك في الدم، وبالتالي تتكون بلورات وتتراكم في المفاصل، ويحدث ذلك نتيجة اختلال مستوى هرمونات الأنوثة.
- عدم التحكم بالبول: وتحدث هذه الحالة بسبب فقدان الإحليل والرحم لمرونتهما، مما يؤدي إلى الشعور المفاجئ في الرغبة بالتبول، كما أن القدرة في السيطرة عليه تقلّ عند الضحك، أو السعال، أو حمل الأشياء الثقيلة.
علاج أعراض انقطاع الدورة الشهرية
لا يوجد علاج لانقطاع الدورة الشهرية، حيث إنّ هذا الانقطاع مرتبطٌ بتغيرات بيولوجية وفسيولوجية طبيعيّة، إلا أن العلاج يكون عادةً للأعراض ومضاعفاتها، وهو على نوعان هما:
العلاج بالأدوية
- العلاج الهرموني، ويكون ذلك بإحدى الطريقتين الآتيتين:
- جرعات من عقار هرمون الإستروجين.
- إستروجين موضعي، أي على شكل تحاميل مهبلية، أو مرهم، أو حلقة يتم وضعها في نهاية المهبل، بحيث يقوم بامتصاص الهرمون، وبالتالي القضاء على الجفاف.
- العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب، حيث تساهم في التخفيف من الشعور بالهبات الساخنة المسؤولة عن تقلّب المزاج، والشعور بالاكتئاب.
- العلاج بالأدوية المضادة للصرع، حيث إنها تحد من الإصابة بالهبات الساخنة في الليل.
تغيير نمط الحياة
- تخفيف الملابس، أو الجلوس أمام المروحة في حالة الإصابة بالهبات الساخنة.
- اختيار الملابس القطنية، خصوصاً أثناء النوم.
- الإكثار من تناول المشروبات الباردة، التي من شأنها تخفيف الحرارة أثناء الهبات، كما تخفف من جفاف المهبل.
- تجنّب الأطعمة المتبلة، والحد من شرب القهوة، والشاي، والكحول، والتدخين.
- عمل تمارين الاسترخاء قبل الذهاب للنوم.
- استخدام المراهم المزلقة، مثل الفازلين حيث إنّ من شأنها التقليل من جفاف المهبل.
- الحصول الدعم النفسي، والعاطفي، وتفهم الحالة.