ما معنى التوكل وما حكمه
مفهوم التوكل
التوكل لغةً
يعرف التوكل لغةً بأنّه إظهار العجز الكثير والاتكال على الغير، والاسم منه الوَكالَة ، فيقال: وكّلت أمري إلى فلان أي فوّضت أمري له، واعتمدت عليه فيه، وقول توكَّل على الله يعني: اعتمد عليه ووثق به، واتّكل عليه في أمره.
التوكل إصطلاحاً
يقصد بالتوكل في الشريعة الإسلامية: الثقة بالله والإيقان بأنَّ قضاءه ماضٍ، واتباع سنة النّبي محمد صلَّى الله عليه وسلّم في السعي فيما لا بدَّ له من الأسباب.
حكم التوكل
يختلف حكم التوكل حسب معناه، وحكمه كالتالي:
- التوكل بمعنى الثقة بالله والاعتماد عليه في الأمور كلّها واجبٌ، وأمر به الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة من القرآن الكريم، فأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالتوكل عليه، فقال في كتابه الكريم: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
- التوكل بمعنى أن يجعل الشخص غيره وكيلاً عنه يتصرَّف في شؤونه فيما يقبل النيابة: فهو جائز.
- التوكل بمعنى الاعتماد على الله والثقة به والرجوع إليه في كل الأمور، لا يدخل في مباحث الفقه، وإنّما موطنه الأصلي كتب الأخلاق والتّوحيد؛ لأن التوكل هنا من الأعمال القلبية مثل: الإيمان ، والتّفكر، والصّبر، والرِّضا بالقضاء والقدر، ومحبَّة الله سبحانه وتعالى ومحبّة نبيّه، ومعرفة الله، وتطهير النَّفس من الرذائل كالحسد، والحقد، والرياء في العمل.
التوكل والأخذ بالأسباب
ذهب عامة الفقهاء ومحققو الصوفية إلى أنَّه لا يتنافى التوكل مع السّعيِّ والأخذ بالأسباب من مطعم، ومشرب، والتحرز من الأعداء، واستخدام ما تقتضيه سنّة الله المعتادة، مع العلم والاعتقاد بأنَّ السنّة وحدها لا يمكن أن تجلب نفعاً ولا أن تدفع ضراً، بل يكون السّبب العلاج، والمسبب الشِّفاء بفعل الله تعالى ومشيئته.
فسَّر الرازي قوله تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَْمْرِ فَإِذَا عَزَمْت فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ)، بأنَّ التوكل ليس أن يهمل الإنسان نفسه كما يقول بعض الجاهلين، وإن كان كذلك؛ لكان الأمر بالمشاورة منافياً للأمر بالتوكل، بل التوكل على الله يعني، أن يراعي الإنسان الأسباب الظّاهرة، ويعوَّل على الله تعالى عليها لا أن يعوّل بقلبه، وذهب جمهور علماء المسلمين إلى أنَّ التَّوكل الصّحيح يكون مع الأخذ بالأسباب، فدعوى التوكل بدونه تكون جهلاً بالشَّرع وفساداً بالعقل.