ما فوائد عشبة العلندة
هل عشبة العلندة مفيدة للصحة
تُعدّ عشبة العلندة (بالإنجليزيّة: Ephedra) أو الإيفيدرا غالباً غير آمنة لدى الأطفال والبالغين؛ وذلك بسبب احتوائها على قلويات الإفيدرين (بالإنجليزيّة: Alkaloids ephedrine)، والسودوإفيدرين (بالإنجليزيّة: Pseudoephedrine) اللذان يساهمان في زيادة مُعدّل ضربات القلب، وتضييق الأوعية الدموية، وتوسعة أنابيب الشُّعب الهوائية، بالإضافة إلى رفع درجة حرارة الجسم ومعدّلات الأيض .
وتجدر الإشارة إلى أنّ قلويات الإفيدرين والسودوإفيدرين الموجودة في عشبة العلندة مُرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغيّة، والنوبات، والذهان، والموت، ولهذا السبب حظرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) المركّبات الموجودة في عشبة العلندة عام 2004، ويجب على الشخص استشارة المُختص قبل استهلاك أيّ مُنتجٍ عشبيّ.
وقد أشارت بعض المراجع إلى فوائد عشبة العلندة، مع العلم أنّ هذه الفوائد تمت دراستها قبل حظر مركّب الإفيدرين والمكمّلات الغذائية التي تحتويه، ويجب عدم استخدام أيّ عشبةٍ سامةٍ أو تمّ حظرها من إدراة الغذاء والدواء. وسنذكر فيما يأتي بعض هذه الفوائد:
- تقليل السُمنة: فقد بيّنت الأبحاث أنّ المكمّلات الغذائية التي تحتوي على عشبة العلندة بالإضافة إلى الكافيين تساهم بشكلٍ بسيطٍ في خسارة الوزن ، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الفائدة غير مُهمّة إلى جانب آثار العشبة الخطرة، كما أنّه لم تتوفّر أيّة دراساتٍ عن تأثير هذه العشبة في الوزن على المدى البعيد.
- ولا تتوفّر المعلومات الكافية حول تأثيرها في الوزن على المدى البعيد، إلّا أنّه كما ذكرنا سابقاً يرتبط استخدام عشبة العلندة والكافيين بارتفاع خطر الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية، أو الأعراض المُرتبطة بالجهاز الهضميّ، أو خفقان القلب.
- فوائد أخرى: شاع استخدام عشبة العلندة في بعض الحالات، ولكن لا توجد أدلّةٌ كافيةٌ على فعاليتها فيها، كما نودّ التأكيد إلى أنّ استخدام هذه العشبة أمرٌ غير آمنٍ غالباً، ومن هذه الاستخدامات: التخفيف من الحساسية، والربو ، واضطرابات التنفُّس الأُخرى، وتخفيف احتقان الأنف، بالإضافة إلى التخفيف من شدّة نزلات البرد والإنفلونزا، والحُمّى.
أضرار عشبة العلندة
درجة أمان عشبة العلندة
يُنصح بعدم استخدام المُنتجات التي تحتوي على عشبة العلندة أو مكوّناتها النشطة؛ حيث ذكرنا سابقاً أنّها تُعدّ غالباً غير آمنة لدى البالغين والأطفال؛ كونها قد تؤثر بشكلٍ خطيرٍ في الحياة، وترتبط هذه الآثار الجانبية بأخذ جرعاتٍ عاليةٍ من هذه العشبة أو عند استخدامها على المدى الطويل، حيث يُمكن للجرعات التي تتجاوز 32 مليغراماً يوميّاً أن تزيد من خطر الإصابة بنزيفٍ داخل الدماغ بمقدار ثلاثة أضعاف، ونظراً لمخاطرها الكبيرة مقابل فوائدها؛ تمّ حظر استخدامها في الولايات المتحدة.
ومن الجدير بالذكر أنّ عشبة العلندة تمتلك آثاراً جانبيّةً أخرى؛ أقلّ خطورة من الآثار التي ذُكرت سابقاً؛ ومنها: الدوخة، والأرق، والقلق، والتهيُّج، وخفقان القلب، والصداع، وفقدان الشهية، والغثيان، والقيء، وغيرها، ولا يجب استخدام هذه العشبة مع أيّة مُنشطاتٍ أُخرى؛ كالكافيين؛ كونها قد تزيد من حدوث الآثار الجانبية، إضافةً إلى خطر تهديد الحياة، ومن مصادر الكافيين: القهوة، والشاي، وجوز الكولا (بالإنجليزيّة: Kola nut)، والغوارانا (بالإنجليزيّة: Guarana)، والمتّة ، وفي حالة الحمل والرضاعة فإنّ عشبة العلندة تُعدّ غالباً غير آمنة، ويجب تجنُّب استخدامها في هذه الفترات.
محاذير استخدام عشبة العلندة
يجب على الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحيّة تجنب استخدام عشبة العلندة، ونذكر منهم ما يأتي:
- الذين يعانون من ألم الصدر (الذبحة الصدرية): (بالإنجليزيّة: Angina)؛ يؤدي استعمال عشبة العلندة إلى تحفيز القلب، ممّا يزيد من سوء آلام الصدر، ولذلك يجب عدم استخدامها في هذه الحالة.
- الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب: أو ما يُعرَف بمتلازمة فترة QT الطويلة (بالإنجليزية: Long QT syndrome)؛ فقد ذكرنا سابقاً تأثير عشبة العلندة في تحفيز القلب، ممّا يؤدي إلى زيادة سوء حالة ضربات القلب غير المنتظمة، ولذلك يجب عدم استخدامها في هذه الحالة.
- الذين يعانون من القلق: يُمكن لاستخدام كمياتٍ كبيرةٍ من عشبة العلندة أن يزيد من سوء حالة القلق، ولذلك يجب عدم استخدامها في هذه الحالة.
- مرضى السكري: يُمكن لاستخدام عشبة العلندة أن يتعارض مع القدرة على السيطرة على مستويات السكر في الدم، كما أنّه قد يتسبّب برفع ضغط الدم، ممّا يزيد من شدّة مشاكل الدورة الدموية لدى مرضى السكري، ولذلك يجب عدم استخدامه في هذه الحالة.
- المصابون باضطراب الرعاش مجهول السبب: (بالإنجليزيّة: Essential tremor)، يُمكن لعشبة العلندة أن تتسبّب بتفاقم حدّة الرعاش مجهول السبب، ولذلك يجب عدم استخدامها.
- الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم: يُمكن لاستخدام عشبة العلندة أن يتسبّب برفع ضغط الدم، ممّا يزيد من سوء حالة الأشخاص الذين يُعانون من ارتفاعٍ فيه، ولذلك يجب عدم استخدامها.
- الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية: قد يتسبّب تناول عشبة العلندة بتحفيز الغدة الدرقية ، ممّا يؤدي إلى زيادة حدّة أعراض فرط نشاطها، ولذلك يجب عدم استخدامها.
- المصابون بحصوات الكلى: يتسبب مكوّن الإفيدرين الموجود في عشبة العلندة بتشكُّل حصوات في الكلى ، ولذلك يُنصح بعدم استخدامه.
- المرضى المصابون بالجلوكوما ضيّقة الزاوية: (بالإنجليزية: Narrow-angle glaucoma)؛ يُمكن لاستخدام العلندة أن يزيد من سوء حالة الجلوكوما ضيّقة الزاوية، ولذلك يجب عدم استخدامها.
- المصاوبن بورم الغدة الكظرية (ورم القواتم): (بالانجليزيّة: Pheochromocytoma)، يُمكن لاستخدام عشبة العلندة أن يؤدي إلى تفاقم حالة ورم الغدة الكظرية وجعله أكثر سوءاً، ولذلك يجب عدم استخدامها.
- الذين يعانون من النوبات: يُمكن لاستخدام عشبة العلندة أن يزيد من سوء النوبات لدى بعض الأشخاص المُعرّضين للنوبات، كما أنّها قد تتسبّب بحدوث النوبات بشكلٍ عام؛ إذ إنّه من بين 33 حالة نوبات بُلغّت إلى إدارة الغذاء والدواء خلال مدّة 7 سنوات تعود 27 حالةً منها إلى تناول مكمّلاتٍ غذائيةٍ تحتوي على عشبة العلندة.
التداخلات الدوائية مع عشبة العلندة
هناك بعض الأدوية التي يُمكن لعشبة العلندة أن تتداخل مع تأثيرها داخل الجسم؛ والتي نذكر منها ما يأتي:
- الأدوية التي تسبّب عدم انتظام ضربات القلب.
- أدوية الميثيل زانتين (بالإنجليزيّة: Methylxanthines).
- الأدوية المُنشّطة.
- أدوية الديكساميثازون (بالإنجليزيّة: Dexamethasone).
- أدوية مُشتقات الإرغوت (بالإنجليزيّة: Ergot derivatives).
- أدوية الربو .
- أدوية الاكتئاب.
- أدوية السكري .
- الأدوية الُمستخدمة للوقاية من النوبات.
لمحة عامة حول عشبة العلندة
عشبة العلندة، أو كما تُعرف أيضاً باسم عشبة ما هوانغ (بالإنجليزيّة: Ma huang)، هي إحدى النباتات التي تعود أصولها وموطنها الرئيسي إلى آسيا، وذلك على الرغم من نموّها في عدّة مناطقٍ أُخرى حول العالم، وقد استُخدمت قديماً منذ آلاف السنين في الطب الصيني، وتنمو غالباً على هيئة شُجيراتٍ قصيرةٍ بأوراق وسيقانٍ خضراء مُضلّعة ومفصليّة الشكل، وهي تُعتبر من النباتات ثُنائية الجنس؛ أي أنّها تحتوي على الأزهار الأنثوية والذكرية، كما أنّها تُصنّف من النباتات عارية البذور، ممّا يجعلها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصنوبريات، ويوجد لها 45 نوعاً مُختلفاً حول العالم، ويختلف كلٌّ منها في مُحتواها القلوي.
ومن الجدير بالذكر أنّ المكمّلات الغذائية التي تحتوي في تركيبتها على أيّة كميةٍ من الإفيدرين أو السودوإفيدرين -الموجودة بشكلٍ طبيعيٍّ في عشبة العلندة- تُعتبر محظورةً في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من ذلك استطاعت بعض شركات المكمّلات الغذائية إزالة القلويات الموجودة في عشبة العلندة، وإعادة تصنيع منتجاتها.