ما فوائد بول البعير
العلاج بالبول
انقسمت الآراء حول التداوي ببول البعير إلى قسم مؤيد مرجعيته الأدلة من الطب النبوي على ثبوت فوائده، وقسم معارض متخوّف من الآثار السلبية التي قد تنجم عن تناول بول البعير، ونعرض في هذا المقال الرأيين المختلفين.
يُوصف العلاج بالبول (بالإنجليزية: Urine-therapy) بأنّه أحد أشكال التداوي بالطب البديل أو الشعبيّ، ويعود تاريخ استخدام البول في العلاج إلى مئات السنين قبل الميلاد، ولا يزال إلى عصرنا هذا يُستخدم في العديد من الدول لعلاج بعض الأمراض المختلفة، وتعتمد طريقة العلاج بالبول على استخدام بول أحد أنواع الحيوانات كالأبقار، أو الأحصنة، أو الفيلة، أو البعير، وغيرها من أنواع الحيوانات الأخرى، أو يتمّ استخدام بول الشخص المريض نفسه في بعض الحالات، ومن الأمراض التي جرب الناس علاجها باستخدام البول؛ الأورام البطنيّة، ومرض السل، ومرض الجذام، والبواسير، وانتفاخ البطن، وفقر الدم، واشتهر عند العرب استخدام بول البعير في علاج بعض الأمراض أيضاً، ولا تقتصر طريقة العلاج بالبول على بعض البلدان المشهورة باستخدام الطب البديل مثل الصين والهند، بل تمّ استخدام هذه الطريقة في بعض البلدان المتقدّمة مثل المملكة المتحدة، وأمريكا، وبعض الدول الأوروبيّة الأخرى لعلاج بعض الأمراض، على الرغم من عدم وجود أدّلة علميّة كافية لتأكيد بعض الفوائد من استخدام هذه الطريقة في العلاج.
مخاطر استخدام بول البعير
مثل أيّ من منتجات الحيوانات الأخرى يجب اتخاذ إجراءات السلامة العامّة عند استخدام أحد منتجات البعير مثل لحومها، أو حليبها، أو بولها، ولكن يجدر الحرص على اتّباع المزيد من إجراءات الصحة والسلامة العامّة عند التعامل مع حيوانات البعير حيثُ يُعتقَد بوجود علاقة بين انتشار فيروس كورونا الشرق الأوسط (بالإنجليزية: Middle East Coronavirus) وبين حيوانات البعير، لذلك يُنصح بعدم إجراء اتصال مباشر مع البعير والحرص على طبخ لحومها بشكلٍ جيد قبل الأكل، واستخدام الحليب أو البول المعقّم فقط، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة أحد المراكز الصحيّة في حال ظهور أحد الأعراض التي تشبه أعراض الإنفلونزا على الشخص بعد اتصاله بشكل مباشر مع حيوانات البعير أو تناوله لأحد منتجاتها، لما قد يدلّ على إصابته بعدوى بفيروس كورونا الشرق الأوسط.
فوائد بول البعير
تمّ مؤخراً إجراء العديد من الدراسات العلميّة على بول البعير للكشف عن فوائده العلاجيّة ، وتجدر الإشارة إلى إثبات بعض هذه الدراسات لبعض فوائد بول البعير العلاجيّة وفي ما يلي بيان لبعض فوائد بول البعير التي تمّت دراستها:
- علاج بعض أمراض السرطان: أظهرت مجموعة من الدراسات المختلفة فوائد بول البعير في علاج بعض أنواع مرض السرطان بعد ازدياد اهتمام العلماء بآليّة قضاء بول البعير على بعض الأورام السرطانيّة، وذلك بعد استخدامه في العلاج من قِبَل بعض الأشخاص المصابين بالسرطان، وبعد القيام بعدد من الدراسات المختلفة تبيّن للعلماء أنّ لبول البعير خصائص سامّة على الخلايا السرطانيّة، بالإضافة لبعض الخواص الوقائيّة، ممّا يؤكد على إمكانيّة استخدام بول البعير في علاج بعض أنواع السرطان في المستقبل.
- علاج بعض أمراض الكبد: ورد عن العرب قديماً استخدام بول البعير في علاج بعض أمراض الكبد الالتهابيّة وبعض المشاكل الصحيّة الأخرى المتعلّقة بالكبد، كما أثبتت أحد الدراسات فوائد بول البعير المضادّة للفيروسات ممّا يساعد على علاج بعض أمراض التهاب الكبد الناتجة عن الإصابة بأحد أنواع الفيروسات، كما أثبتت الدراسات فوائد استخدام بول البعير في علاج الاستتسقاء البطنيّ (بالإنجليزية: Ascites) الناجم عن وجود أحد المشاكل الصحيّة في الكبد.
- علاج القرحة الهضمية: في دراسة تمّ القيام بها للكشف عن فوائد استخدام بول البعير في علاج التقرحات الهضميّة ، كشفت نتائج الدراسة عن شفاء القرحة الهضميّة لدى مجموعة من فئران التجارب بنسبة 84% تقريباً، ويعتقد العلماء أنّ تأثير بول البعير في علاج القرحة الهضميّة يعود إلى احتوائه على بعض المواد المضادة للأكسدة، وإلى خواصه التي تؤمّن الحماية الخلويّة (بالإنجليزية: Cytoprotection).
- علاج بعض أمراض القلب: لبول البعير بعض الفوائد في علاج بعض أمراض القلب والوقاية منها، بسبب وجود بعض الدراسات التي تؤكد فوائد بول البعير في الوقاية من الجلطات الدمويّة، والوقاية من الضرر الحاصل على أنسجة القلب والأوعية الدمويّة من المواد المؤكسدة، كما لبول البعير بعض الخواص الحالّة للخثرات الدمويّة، ممّا يساعد على منع تقدّم بعض أمراض القلب والوقاية منها، كما أظهرت إحدى الدراسات أنّ فاعليّة بول البعير في منع تجمّع الصفيحات الدمويّة قد تصل إلى فاعليّة بعض الأدوية المستخدمة حاليّاً في الوقاية من تخثّر الدم.
تاريخ العلاج ببول البعير
يعود استخدام العرب لبول البعير في علاج بعض المشاكل الصحيّة إلى مئات السنين، وقد ثبت عن العرب قديماً استخدام بول البعير في علاج بعض أنواع العدوى البكتيريّة والفطريّة، وبعض مشاكل الكبد، والجروح، والحروق، بالإضافة لاستخدامه للمرأة الحامل ، وللتخلّص سمّ لدغة الأفعة، وللتخلّص من الشعور بالجوع والعطش، وألم المعدة والأسنان، كما كانت تستخدمه بعض النساء في علاج مشاكل شعر الرأس ، وبعد ظهور الإسلام لم يتمّ إنكار استخدام بول البعير في علاج بعض المشاكل الصحيّة، كما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم حديث يدلّ على جواز استخدام بول وحليب البعير في علاج بعض المشاكل الصحيّة، حيثُ روى الصاحبيّ الجليل أنس بن مالك الحيث التالي: (قدِم رَهطٌ من عُكَلٍ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كانوا في الصُّفَّةِ، فاجتَوَوُا المدينةَ، فقالوا : يا رسولَ اللهِ، أَبغِنا رِسلًا، فقال : ما أجِدُ لكم إلا أن تَلحَقوا بإبلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ . فأتَوها، فشَرِبوا من ألبانِها وأبوالِها، حتى صَحُّوا وسَمِنوا وقتَلوا الراعيَ واستاقوا الذَودَ، فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصريخُ، فبعَث الطلَبَ في آثارِهم، فما ترجَّل النهارُ حتى أُتِي بهم، فأمَر بمساميرَ فأُحمِيَتْ، فكحَلهم، وقطَّع أيديَهم وأرجلَهم وما حَسَمَهم، ثم أُلقوا في الحَرَّةِ، يستَسْقون فما سُقوا حتى ماتوا).