أعراض الحمل في الشهر الخامس
أعراض الحمل في الشهر الخامس
يمتد الشهر الخامس من الحمل بين الفترة الواقعة من الأسبوع 17-20، وبنهايته يتبقى لموعد الولادة المتوقع ما يقارب 20 أسبوعًا آخر، ويُعدّ مرحلة من إحدى مراحل الثلث الثاني من الحمل، ويشار إلى أن أعراض الشهر الرابع من الحمل تستمر إلى الشهر الخامس، مع الإشارة أيضًا إلى أنّ أعراض الثلث الثاني من الحمل بصفة عامّة تكون أقل من تلك التي قد تظهر في الثلث الأول أو الثلث الأخير من الحمل، كما أنّ أعراض الشهر الخامس من الحمل تتفاوت بين النساء وقد تختلف من حملٍ إلى آخر لدى نفس المرأة، وفيما يأتي بيان هذه الأعراض بشيءٍ من التفصيل:
حرقة المعدة وعسر الهضم
تعد حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn) من الأعراض القليلة التي قد تستمر مع المرأة الحامل من بداية الحمل إلى نهايته، ويُعزى السبب في حدوثها خلال هذه المرحلة من الحمل إلى أنه مع نهاية الشهر الخامس يكون الجنين الذي ينمو بشكلٍ مستمر عند مستوى سرة البطن تقريبًا ويبدأ بالدفع إلى الأعلى باتّجاه المعدة، بالإضافة إلى ارتخاء عضلة المعصرّة المريئيّة السفليّة (بالإنجليزية: Lower esophageal sphincter) وهي العضلة المسؤولة عن منع ارتجاع أحماض المعدة باتّجاه المريء، وفي الحقيقة تؤدي جميع هذه العوامل إلى معاناة الحامل من حرقة المعدة بالإضافة إلى عسر الهضم (بالإنجليزية: Dyspepsia) أيضًا، وفي هذا السياق يُشار إلى وجود عدد من الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبيّة وتعد آمنة خلال فترة الحمل وتساعد على تخفيف حرقة المعدة، إذ تجدر استشارة الطبيب قبل استخدام أيّ منها للتأكد من سلامتها.
كما يشار إلى أن فرصة الإصابة بعسر الهضم ترتفع في حال وجود حمل سابق، وفي المراحل المتقدّمة من الحمل، وفي حال المعاناة من عسر الهضم قبل حدوث الحمل، وبالرغم من أن أعراض حرقة المعدة وعسر الهضم تظهر عادةً بعد تناول الطعام أو شرب السوائل بفترةٍ وجيزة؛ إلا أنها قد تتأخر في بعض الأحيان، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
- الشعور بالتوعك والمرض.
- الشعور بامتلاء البطن، أو ثقله، أو انتفاخه .
- الشعور بألم أو حرقة في منطقة الصدر.
- المعاناة من التجشؤ.
تغيرات في الثدي
تستمر الزيادة في حجم الثدي طوال فترة الحمل بما في ذلك الشهر الخامس منه، وخلال هذا الشهر يزداد حجم النتوءات الصغيرة المحيطة بحلمة الثدي والمعروفة بغدد الهالة أو غدد مونتغمري (بالإنجليزية: Glands of Montgomery)، وذلك مع استمرار اغمقاق لون الحلمتين، وقد تلاحظ المرأة ظهور علامات التمدّد على الجلد في منطقة الثدي وظهور أوردة دمويّة بارزة تحت الجلد، وفي نهاية الشهر الخامس يبدأ الثديين بإنتاج اللبأ (بالإنجليزية: Colostrum)؛ وهو سائل سميكٌ يميل لونه إلى الصفرة يغذي المولود في الأيام الأولى بعد الولادة إلى حين بدء إفراز الحليب.
تغيرات فموية
تؤثر التغيرات الحاصلة أثناء الحمل على جميع أنسجة الجسم بما في ذلك الأنسجة الموجودة داخل الفم؛ إذ يشار إلى أن ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) خلال هذه المرحلة من الحمل قد يتسبب بحدوث التهاب ونزيف في اللثة يعرف بالتهاب اللثة الحمليّ (بالإنجليزية: Pregnancy gingivitis)، والذي قد تصاب به الحامل بالتحديد حوالي الأسبوع العشرين من الحمل، ويُنصح في هذه الحالة باستخدام فرشاة أسنان ناعمة، والمحافظة على نظافة الفم للمساعدة على التقليل من نزيف اللثة، كما يجدر بالذكر أن أنسب فترة لمراجعة طبيب الأسنان تمتد بين الأسبوع 16-24 من الحمل لتميّزها باكتمال نمو أعضاء الجنين الرئيسيّة ولا يكون فيها حجم البطن قد وصل لدرجة قد تعيق قدرة المرأة على الاستلقاء على كرسي طبيب الأسنان والخضوع للفحص، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّه من غير الشائع أن تفقد المرأة لأحد أسنانها خلال فترة الحمل على عكس ما يتم تداوله بين بعض الأشخاص.
تغيرات جلدية
قد ترتفع نسبة إنتاج صبغة الميلانين (بالإنجليزية: Melanin) في الجلد بسبب التقلبات الهرمونيّة التي تمرّ بها المرأة خلال الحمل، وهو ما قد يؤدي إلى اغمقاق الجلد في مناطق مختلفة من الجسم عند العديد من النساء خصوصًا في منطقة الخدين، والجبهة، والأنف؛ ممّا قد يؤدي إلى تشكّل ما يشبه قناع الوجه، ويُعرف بين عامة الناس بقناع الحمل.
تغيرات عاطفية
من التغيرات العاطفية التي قد تمرّ بها المرأة الحامل خلال الشهر الخامس من الحمل ما يأتي:
- التقلبات المزاجيّة: وتحدث نتيجة التقلبات الهرمونيّة التي تحدث خلال الحمل.
- التوتّر أو الإجهاد النفسيّ: قد يحدث نتيجة القلق النفسيّ والأفكار المتواترة التي قد تخطر للمرأة الحامل حول الولادة ورعاية الجنين.
- النسيان: قد تعاني المرأة الحامل من ضعف بسيط في الذاكرة وعدم تذكر بعض الأمور خلال فترة الحمل نتيجة التقلبات الهرمونيّة أيضًا.
أعراض أخرى
توجد مجموعة من الأعراض الأخرى التي قد تشعر بها المرأة الحامل خلال الشهر الخامس، ومنها ما يأتي:
- ارتفاع معدّل نبضات القلب، ويُعزي ذلك إلى زيادة التروية الدموية المهمة لتلبية حاجة الجنين المتزايدة للأكسجين.
- انتفاخ وتورم الكاحلين والقدمين بسبب احتباس المزيد من السوائل في الجسم، والتي تتجمع في القدمين خصوصًا بنهاية اليوم.
- بروز سرة البطن إلى الخارج نتيجة استمرار الضغط الذي يحدثه الرحم باتّجاه الأعلى.
- ضيقٌ ومشاكل في التنفّس بسبب زيادة حجم الرحم الذي يضغط على الرئتين؛ إذ يؤدي إلى تضييق المساحة التي توجد فيها الرئتان والأعضاء الداخلية المجاورة.
- اكتساب الوزن؛ إذ يزيد وزن معظم الحوامل حتى هذه المرحلة من الحمل بما يتراوح بين 2.2-7 كيلوغرام.
- التعب والإعياء نتيجة الوزن المتزايد وضخ القلب للمزيد من الدم.
- الصداع والدوخة نتيجة التقلبات الهرمونيّة.
- تشنجاتٌ في الساقين، وذلك بسبب عوامل عدة، مثل: نقص بعض الفيتامينات، أو زيادة الوزن، أو قلّة أو زيادة النشاط البدني.
- ألم الظهر، ويحدث نتيجة الضغط المتزايد الذي يحدثه وزن الجنين على منطقة أسفل الظهر أو على العصب الوركيّ (بالإنجليزية: Sciatic nerve) الذي يمتد من العمود الفقري إلى الساقين.
- احتقان الأنف، ويُعزى ذلك إلى زيادة تدفّق السائل المخاطيّ الذي يحدث نتيجة تمدد أغشية الأنف بسبب ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين.
- ظهور علامات التمدّد بسبب التمزقات الصغيرة التي تحدث في أنسجة الجلد نتيجة زيادة حجم الرحم.
- الإمساك، ويُعزى السبب في ذلك إلى ارتفاع مستوى هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)؛ إذ يؤدي إلى انخفاض سرعة عبور الطعام عبر الأمعاء، مسببًا الإمساك وعسر الهضم.
- كثرة التبوّل نتيجة الضغط الحاصل من الرحم على المثانة مع تقدّم الحمل.
- الأرق (بالإنجليزية: Insomnia)، والذي قد يكون ناجمًا عن مجموعة من الأعراض السابقة، مثل: تشنّج الساقين، وكثرة التبوّل، وألم الظهر.
- الشعور بحكّةٍ في البطن بسبب تمدّد الجلد مع زيادة حجم الجنين.
- اغمقاق لون الخط الممتد من سرة البطن إلى خط شعر العانة مع تقدّم الحمل والذي يُعرَف بالخط الأسود (بالإنجليزية: Linea nigra).
- تغيّر في مركز الجاذبيّة في الجسم، وهو ما قد يؤثر في القدرة على التوازن خلال المشي.
- زيادة الشهيّة والوحام أو الرغبة الشديدة بتناول أطعمة محدّدة بالتزامن مع النفور من بعض أنواع الأطعمة الأخرى.
- تغيرات في الرؤية، والتي تتمثل بانخفاض حدّة النظر بسبب التقلبات الهرمونيّة، وقد يؤدي ذلك إلى عدم الارتياح عند استخدام بعض أنواع العدسات اللاصقة التي تمّ استخدامها في السابق، ويشار إلى أن النظر يعود إلى طبيعته لدى المرأة بعد الولادة؛ لذا قد ينصح الطبيب بتأجيل شراء نظارات طبيّة جديدة أو عدسات لاصقة خلال فترة الحمل.
نبذة عن الحمل في الشهر الخامس
يمتاز الشهر الخامس من الحمل بازدياد حجم بطن المرأة الحامل ليصبح أكثر وضوحًا، وقد تتمكن أيضًا من الإحساس بحركة الجنين في هذه المرحلة خاصةً إن كان هذا الحمل هو الثاني لها،، ويتميز الشهر الخامس من الحمل أيضًا بحدوث هبّاتٍ من نمو الجنين في بطن الأم، وبعدد آخر من التغيرات التي تطرأ على الجنين، ومنها ما يأتي:
- يتراوح وزن الجنين في نهاية الشهر الخامس بين 250-300 غرامًا تقريبًا، ويبلغ طوله ما يتراوح بين 25-27 سنتيميترًا.
- تتشكّل الدورة الدمويّة الخاصّة بالجنين، ويبلغ معدّل نبض قلب الجنين في هذه المرحلة ضعف معدّل نبض الشخص البالغ.
- ينمو الحاجبان لدى الجنين، ويغطي جلده شعر ناعم يُعرَف بالشعر الزغبيّ أو الزغب (بالإنجليزية: Lanugo) ويختفي هذا الشعر بحلول موعد الولادة.
- يبلغ حجم المشيمة (بالإنجليزية: Placenta) في هذا الشهر حجم الجنين تقريبًا، ويشار إلى أنها تحمي الجنين من وصول بعض العناصر الضارّة إليه.
فيديو تكوين الجنين في الشهر الخامس
شاهد هذا الفيديو لتعرف عن تكوين الجنين في الشهر الخامس: