ما أسباب القشعريرة في الجسم
أسباب القشعريرة في الجسم
تحدث القشعريرة (Chills) في الجسم نتيجة تمدد العضلات وانقباضها بصورة متكررة مع حدوث تقلص في الأوعية الدموية الموجودة في الجلد، وفي الحقيقة يشير مصطلح القشعريرة على الشعور بالبرودة في الجسم من غير وجود سبب واضح، ويشار إلى أنها قد تتزامن مع الإصابة بالحمى مما يسبب شعورًا بالرجفة أو الارتعاش (Shivering).
وفي الحقيقة يتفاوت الشعور بالقشعريرة بين الأفراد؛ إذ قد تكون مستمرة ومتواصلة بحيث تستمر النوبة الواحدة منها لمدة ساعة من الزمن عند بعض الأشخاص، بينما قد تحدث بشكلٍ دوري لدى بعضهم الآخر وتستمر لعدة دقائق فقط، وفيما يأتي أبرز أسباب القشعريرة في الجسم:
النشاط البدني الشديد
قد تتسبب ممارسة الأنشطة البدنية التي تتطلب مجهودًا بدنيًا شديدًا؛ كالجري لمسافات طويلة على سبيل المثال بحدوث تغيرات في درجة حرارة الجسم الأساسية، والذي قد يؤدي بدورهِ إلى حدوث القشعريرة، ويشار إلى أن هذه الاستجابة أو ردة الفعل من الجسم قد ترتفع فرصة حدوثها في الجو شديد الحرارة أو الجو شديد البرودة، إلّا أنّها قد تحدث بشكلٍ عام خلال أي طقس في السنة.
ويشار إلى أن درجات الحرارة المرتفعة قد تؤدي إلى الجفاف والإجهاد أو الإنهاك الحراري والذي قد يسبب شعورًا بالقشعريرة، بينما في درجات الحرارة المنخفضة فإن القشعريرة قد تحدث نتيجة انخفاض درجة حرارة الجسم بالإضافة إلى الجفاف، وفي كلتا الحالتين قد يرافق القشعريرة بعض الأعراض الأخرى، ومنها ما يأتي:
- التشنج العضلي.
- الدوخة.
- الإعياء
- الغثيان والتقيؤ.
ردود الفعل العاطفية
قد تحدث القشعريرة عند بعض الأشخاص نتيجة لإحساسهم بمشاعر قوية؛ كالحزن أو الفرح، وقد تكون هذه المشاعر نابعة عن ممارسة بعض الأنشطة اليومية؛ كالفن أو الاستماع إلى الموسيقى، أو ناجمةٍ عن أحداث في الحياة الحقيقية؛ ك المرور بصدمة نفسية أو المعاناة من اضطراب ما بعد الصدمة (Post-traumatic stress disorder) واختصارًا PTSD، والذي ينجم عنه ارتفاع مفاجئ في مستوى الأدرينالين في الدم يتسبب بحدوث القشعريرة.
العدوى البكتيرية أو الفيروسية
قد يعزى سبب الشعور بالقشعريرة في بعض الأحيان إلى الإصابة بأحد أنواع العدوى سواء عدوى بكتيرية أو عدوى فيروسية، ويكون ذلك على الأرجح عند تزامن الشعور بالقشعريرة مع ظهور أعراض أخرى؛ كالحمى أو الشعور بالألم أو التعب في أنحاء الجسم؛ إذ يشار إلى أن القشعريرة تساهم في رفع درجة حرارة الجسم الأساسية وذلك في محاولة من الجهاز المناعي لمكافحة العدوى، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بالرغم من شعور المصاب بالبرد.
وفيما يأتي بعض الأمثلة على أنواع العدوى التي قد تتسبب الشعور بالقشعريرة:
- العدوى الفيروسية؛ كنزلات البرد التي تسببها العديد من أنواع الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، وقد تترافق القشعريرة في حالة العدوى الفيروسية مع أعراض أخرى، مثل: التهاب الحلق، والسعال، والصداع، والشعور بألم في العضلات، ويشار إلى أن العدوى تختفي غالبًا من تلقاء نفسها وفي غضون أسبوعين من الإصابة؛ لذا يجدر اتخاذ بعض التدابير المنزلية خلال هذه الفترة؛ كشرب كمية كافية من السوائل والحصول على قسط كاف من الراحة.
- كوفيد 19 (COVID-19)، وهو فيروس سريع العدوى يصيب الجهاز التنفسي.
- الالتهاب الرئوي (Pneumonia).
- عدوى الحلق، وهي عدوى تسببها البكتيريا العقدية ( Streptococcus) في الحلق.
- عدوى المسالك البولية، والتي قد تصيب المثانة أو الإحليل أو الكلية.
الآثار الجانبية لبعض الأدوية
قد تحدث القشعريرة كنتيجة لاستخدام بعض أنواع الأدوية أو التوقف المفاجئ عن أخذها؛ إذ تعد أحد الآثار الجانبية الناجمة عن استخدام بعض الأدوية؛ كالأدوية المخدرة المستخدمة قبل إجراء العمليات الجراحية على سبيل المثال؛ إذ يؤثر التخدير في تنظيم درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى تأثير التخدير المهدئ على الجسم، وعوامل أخرى؛ كبقاء غرف العمليات بدرجة حرارة منخفضة نوعًا ما، والذي قد ينجم عنه بالمحصلة الشعور بالقشعريرة بعد العملية الجراحية وأثناء فترة التعافي من التخدير.
كما قد يؤدي التوقف المفاجئ عن استخدام بعض الأدوية إلى الشعور بالقشعريرة، مثل: الأدوية المنتمية إلى عائلة البنزوديازيبين (Benzodiazepines)، أو مسكنات الألم الأفيونية (Opioids)؛ كالهيروين (Heroin)، والأوكسيكودون (Oxycodone)، لذا تجدر مراجعة الطبيب عند ملاحظة حدوث القشعريرة كرد فعل عند استخدام دواء جديد أو كأحد الأعراض الانسحابية الناجمة عن التوقف عن أحد الأدوية.
قصور الغدة الدرقية
تفرز الغدة الدرقية هرمونًا يساهم في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، ويحافظ على أداء الأعضاء لوظائفها على أكمل وجه، ولكن في حال حدوث قصور في الغدة الدرقية (Hypothyroidism) والذي يتمثل بعدم إفراز كمية كافية من هذا الهرمون؛ فإن ذلك قد يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض، والتي تتضمن الشعور بالقشعريرة دون الإصابة بالحمى بالإضافة إلى أعراض أخرى، ومنها ما يأتي:
- الإعياء.
- الاكتئاب.
- الإمساك.
- جفاف الجلد.
هبوط سكر الدم
يحدث نقص سكر الدم أو هبوط سكر الدم (Hypoglycemia) عند انخفاض مستوى السكر في الدم عن مستوياته الطبيعية، وفي العادة يُشخص هبوط سكر الدم عند انخفاض مستوى السكر في الدم عن 70 مليغرام/ ديسيلتر، وفي هذه الحالات فإن المصاب يحتاج إلى اتخاذ بعض التدابير العلاجية بهدف إعادة مستويات السكر إلى الحد الطبيعي.
ويشار إلى أنّ هبوط سكر الدم قد يرافقه العديد من الأعراض والعلامات الدالة على حدوثه، والتي تتراوح بين أعراض خفيفة وشائعة الحدوث إلى أعراض شديدة الخطورة، وفيما يأتي بيانها:
- التعرق والقشعريرة.
- الشعور بالارتعاش.
- الشعور بالعصبية أو القلق.
- الهياج.
- الارتباك والتشوش الذهني
- تسارع ضربات القلب.
- الشعور بالدوار.
- الشعور بالجوع.
- الغثيان.
- شحوب البشرة.
- الشعور بالضعف والنعاس.
- عدم وضوح الرؤية.
- التنميل أو الخدران في الشفتين أو اللسان أو الخدين.
- الصداع.
- مشاكل في تنسيق الحركة
- الكوابيس.
- نوبات الصرع.
مرحلة انقطاع الطمث
تعرف مرحلة انقطاع الطمث أو سن اليأس (Menopause) بأنها المرحلة التي تتوقف فيها الدورة الشهرية عن الحدوث بشكلٍ دائم، وعادةً ما تكون خلال المرحلة العمرية بين 45 و55 سنة.
ويشار إلى حدوث العديد من التغيرات الهرمونية الملحوظة لدى المرأة في هذه المرحلة والتي قد تؤثر في تنظيم درجة حرارة جسمها، مما ينجم عنه عادةً ظهور بعض الأعراض؛ كالهبات الساخنة والقشعريرة، ويجدر بالذكر أن القشعريرة قد تحدث بعد التعرض لنوبة الهبات الساخنة أو عوضًا عنها في بعض الأوقات وفي هذه الحالة تعرف بالهبات الباردة.
أسباب أخرى
فيما يأتي بيان لبعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى حدوث القشعريرة في الجسم:
- الملاريا: إذ تؤدي الملاريا إلى ظهور بعض الأعراض والتي من ضمنها القشعريرة، ويشار إلى أن العدوى المسببة لمرض الملاريا تنتقل من شخص لآخر عن طريق البعوض الحامل للعدوى، والذي يكثر انتشاره في المناطق الاستوائية؛ لذا يجب على المسافرين الذين يُعانون من القشعريرة بالتزامن مع أعرض أخرى، مثل: الغثيان، والحمى، والتعرق، والشعور بألم في أنحاء الجسم مراجعة الطبيب على الفور.
- الأمراض الالتهابية: إذ يمكن أن تسبب بعض الأمراض الالتهابية؛ كالتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis) الحمى والتي قد تكون مصحوبة بالقشعريرة.
- اللوكيميا: (Leukemia)؛ إذ قد يرافق بعض أنواع سرطان الدم ظهور أعراض، مثل: القشعريرة، والحمى، والإعياء، والشعور بألم في البطن.
- فقر الدم: قد يرافق الإصابة بفقر الدم الشعور بالقشعريرة المستمرة؛ وفي الواقع يحدث فقر الدم نتيجة وجود نقص في عنصر الحديد في الجسم، ويشار إلى أن الجسم يستخدم الحديد لصنع الهيموغلوبين المسؤول عن حمل الأكسجين وإيصاله عبر الدم إلى مختلف أنحاء الجسم، وبالتالي فإن النقص في الحديد قد يحد من تدفق الأكسجين للأنسجة، ممّا يؤدي إلى المعاناة من فقر الدم الذي يرافقه العديد من الأعراض بالإضافة إلى القشعريرة المستمرة، مثل:
- الشحوب في الوجه خاصة حول العينين.
- الشعور المستمر بالإرهاق.
- ظهور الكدمات.
- جفاف الجلد.
- العدوى الطفيلية: كالإصابة ب العدوى المسببة لداء الجيارديات (Giardiasis).
دواعي مراجعة الطبيب
قد لا تحتاج بعض حالات القشعريرة إلى التدخل الطبي؛ كالشعور بالقشعريرة في الطقس البارد أو عند ظهور العلامات المبكرة للإصابة بحمى خفيفة؛ ولكن إذا ترافق الشعور بالقشعريرة مع ظهور أعراض أخرى، أو تكرار حدوثها بالرغم من الطقس الدافئ وارتداء طبقات عديدة من الملابس؛ فقد يدل ذلك على وجود مشكلة صحية كامنة تستدعي مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.
فيما يأتي بيان أبرز الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب:
- استمرار القشعريرة حتى في حال عدم الإصابة بالحمى.
- الشعور بألم في أنحاء الجسم دون بذل مجهود بدني.
- الشعور بالتعب بغض النظر عن عدد ساعات النوم.
- المعاناة من الإمساك أو الإسهال بغض النظر عن النظام الغذائي المتبع.
- مرافقة القشعريرة تعرق ليلي.
- الإصابة بحمى خفيفة لا تزول أو تعود وتختفي على نحو متواصل.
- حدوث تغيرات في الجلد أو الشعر؛ كتساقط الشعر.
- فقدان الوزن غير المبرر.
ملخص المقال
مما سبق بيانه يتضح وجود العديد من الأسباب للقشعريرة في الجسم، مثل: ممارسة النشاط البدني الشديد، وبعض أنواع العدوى البكتيرية أو الفيروسية، ومرحلة انقطاع الطمث، والإصابة ببعض المشاكل الصحية؛ كقصور الغدة الدرقية وهبوط السكر في الدم، بالإضافة إلى كون القشعريرة عرضًا لبعض المشاكل الصحية الأخرى؛ كالملاريا والأمراض الالتهابية وفقر الدم، ويشار إلى ضرورة مراجعة الطبيب في العديد من الحالات التي تتزامن مع القشعريرة، مثل: حدوث التعرق الليلي، وفقدان الوزن غير المبرر، والشعور بالتعب بغض النظر عن عدد ساعات النوم؛ إذ قد يشير ظهور بعض الأعراض بالتزامن مع القشعريرة إلى وجود مشكلة صحية تستدعي التشخيص والعلاج المناسب.