ما فائدة سورة ياسين
فوائد سورة يس
ورد في فضل سورة يس الكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ويعتقد الكثير من النّاس أنّ لهذه السورة أثرٌ في تيسير الأمور وما شابه ذلك، أو أنّها تُقرأ على الميت، وذلك لوجود آثار تتعلّق بهذا الشأن، إلّا أنّ العلماء قالوا بعدم ثبوت أيّ حديث ورد في فضل سورة يس وفائدتها. ولكنّها سورة عظيمة كما سور القرآن الكريم جميعها، ويُمكن تحصيل الفائدة من سورة يس عن طريق قراءتها ونوال ثواب القراءة، ومن خلال تدبّر آياتها وأخذ العظة والعبرة لما جاء فيها.
والحاصل أنّ الأحاديث المروية في فضل سورة يس لا يجوز رفعها للنبي -صلى الله عليه وسلم- ما لم تثبتْ صحّتها، وبعض الآثار المروية في فضلها موقوفات على بعض الصحابة -رضي الله عنهم- بأسانيد حسنة، وبعضها نُقِل من تجارب بعض الصالحين، ومن ذلك ما ذكره ابن كثير -رحمه الله- نقلاً عن بعض أهل العلم أنّ من مزايا هذه السورة المباركة أنها لا تُقرأ على عسير إلا جاء اليسْرُ من الله -تعالى-، وكأنّه يستأنس بها عند خروج روح الميّت أملاً بتنزّل الرّحمة وسهولة خروج روحه.
وبداية سورة يس تحدّثت عن إعراض المشركين عن قبول دعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع ما بذله من جهد في دعوته، ومع حرصه على إنقاذهم من النّار، ولكنّ العناد والكِبر منعهم من الإيمان، ومن الفوائد التي يجنيها المسلم من تدبّر هذه السورة الكريمة بعد ذلك:
- يزداد العبد حبًّا لرسول الله وتمسّكا بدينه وقبولًا للحق.
- يعلم أنّ أعماله مكتوبة خيرًا كانت أو شرًّا.
- بعلم أنّه لا سبيل للنّجاة سوى حُسن الاتباع.
- يعلم أنّه لا مولى ولا ناصر سوى الله -تعالى-.
- يعلم أنّ أهل الحق هم المؤيّدون وهم الذين ستكون لهم الغلبة في النهاية.
فهي سورة عظيمة تُعزّز ثبات المسلم وتدعوه للإيمان وتُرشده إلى التفكّر وإدراك عظمة الله -تعالى- في خلقه.
التعريف بسورة يس
نقل الفيروز آبادي في كتابه "بصائر ذوي التمييز" الإجماع على أنّ سورة يس سورة مكيّة، وقال إنّ عدد آياتها هو ثلاث وثمانون آية عند الكوفيين، واثنان وثمانون آية عند الباقين، ولها اسمان؛ سورة يس، وذلك لأنّ هذين الحرفين وردا في مطلعها، وتُسمّى أيضًا بسورة "حبيب النّجار" لذكر قصّته فيها.
حيث قال -تعالى-: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)، إلى آخر الآيات، وقد نزلت سورة يس بعد سورة الجنّ، في الفترة المتوسطة في حياة المسلمين في مكة؛ أيّ ما بين الهجرة إلى الحبشة ورحلة الإسراء والمعراج.
موضوعات سورة يس
تضمّنت سورة يس الكثير من الموضوعات، وفيما يأتي ذكر لبعضها:
- القَسم بالقرآن الكريم على صحّة الوحي، وصدق الرّسالة المحمّدية.
- الحديث عن كفّار قريش وتماديهم في الغيّ والضلال وتكذيبهم لرسول الله، وهو ما كان سببًا في استحقاقهم للعذاب والانتقام.
- ذكر قصة أهل القرية الذين كذّبوا الرّسل، وهذا للتحذير من عاقبة تكذيب الرسالات السماوية.
- ذكر قصة الداعية المؤمن حبيب النجار الذي دعا قومه للإيمان ونصحهم، فقتلوه، فأدخله الله الجنة، وأخذ قومه بالعذاب وهو صيحة أهلكتهم ودمّرتهم.
- الحديث عن دلائل قدرة الله -تعالى- وواحدانيته التي تضمّنها هذا الكون العجيب، مثل إحياء الأرض الجرداء، وانسلاخ النّهار عن اللّيل، والشمس الساطعة التي تدور في فلكٍ ثابت لا تتخطاه، وغير ذلك من المشاهد التي تدعو للإيمان والتسليم.
- الحديث عن يوم القيامة وأهواله؛ مثل النّفخ في الصور، والبعث، والنشور، وقيام النّاس من قبورهم.
- الحديث عن أهل الجنّة وأهل النّار، وبيان الفرق بين المؤمنين والكافرين في الآخرة، ووصف شيءٍ من نعيم الجنّة ومن عذاب جهنّم.
ملخّص المقال: سورة يس هي إحدى السور القرآنيّة العظيمة التي لم يرد في فضلها حديث ثابت، ولكنّها سورة ذات فوائد جليلة إذا قرأها العبد واستشعر ما فيها من معاني، وعلم ما ترمي إليه من مقاصد واتعظّ بعبرها وتفكّر في آياتها.