ما عدد آيات القرآن الكريم
القرآن الكريم
القرآن لغةً: مصدرٌ من الفعل قرأ؛ بمعنى تلا، قال الله تعالى: (وَإِذا قُرِئَ القُرآنُ فَاستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ)، فالقرآن الكريم بمعنى المقروء، ثم أصبح اسماً لكلام الله -تعالى- المحفوظ بين دفّتي المصحف، أمَّا اصطلاحاً: فهو كلام الله -تعالى- المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، المتعبد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المبدوء بسورة الفاتحة ، والمنتهي بسورة الناس .
عدد آيات القرآن الكريم
أجمع العلماء على أن عدد آيات القرآن الكريم ستة آلافٍ ومئتي آية، ثم اختلف العلماء فيما زاد على ذلك، واختلافهم على خمسة أقوال، وهي على النحو الآتي:
- العد المدني: وهو ينقسم إلى قسمين، وهما كالآتي:
- العد المدني الأول: وهذا القول منسوب إلى نقل أهل الكوفة عن أهل المدينة ، وروى المنهال عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: القرآن ستة آلاف ومئتا آية وسبع عشرة آية، وبه قال نافع، وروى زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: القرآن ستة آلاف آية، ومئتا آية، وخمس عشرة آية.
- العد المدني الأخير: وهو منسوبٌ إلى أبي جعفر يزيد بن القعقاع، وصهره شيبة بن نصاح، قال أبوجعفر: عدد آيات القرآن ستة آلاف، ومئتا آية، وعشر آيات، وقال شيبة بن نصاح: عدد آيات القرآن ستة آلاف، ومئتا آية، وأربع عشرة آية، والخلاف بينهما في ستة آيات.
- العد المكي: وهو منسوبٌ إلى مجاهد بن جبر، وعبد الله بن كثير، وعدد آيات القرآن عندهم ستة آلاف، ومئتا آية، وعشرون آية.
- العد الكوفي: وهو منسوبٌ إلى أبي عبد الرحمن السُلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ونسبه البعض إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وعدد آيات القرآن بالعد الكوفي ستة آلاف، ومئتا آية، وستّ ثلاثون آية، وهذا القول مرويٌ عن حمزة الزيّات، وروى أبو عبد الرحمن عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: عدد آيات القران الكريم ستة آلاف، ومئتا آية، وتسع وعشرون آية.
- العد البصري: وهو منسوبٌ إلى عاصم بن ميمون الجحدري، ونسبه البعض إلى أيوب بن المتوكل، فقال عاصم بن ميمون: عدد آيات القرآن ستة آلاف، ومئتا آية، وخمس آيات، ورُوي عنه ستة آلاف، ومئتا آية، وأربع آيات، وبهذا قال أيوب بن المتوكل البصري، وفي رواية عن البصريين أنهم قالوا: القرآن ستة آلاف، ومئتا آية، وتسع عشرة آية، ورُوي ذلك عن قتادة.
- العد الشامي: وهو منسوب إلى عبد الله بن عامر اليحصبي، وعدد آيات القرآن عندهم ستة آلاف، ومئتا آية، وست وعشرون آية، وهذا القول مرويٌ عن يحيى بن الحارث الذماري، ونُقل عن أهل حمص أنهم قالوا: القرآن ستة آلاف، ومئتا آية، واثنتان وثلاثون آية، ونقل عن عطاء الخرساني أنه قال: القرآن ستة آلاف، ومئتا آية، وست عشرة آية، ورُوي عن عطاء بن يسار أنه قال: القرآن ستة آلاف، ومئتا آية، وست آيات.
أسماء القرآن الكريم
إن للقرآن الكريم أسماءً كثيرةً أوصلها بعض العلماء إلى أكثر من تسعين اسماً، وقال القاضي أبو المعالي عزيزيُّ بن عبد الملك: اعلم أن الله -تعالى- سمَّى القرآن بخمسةٍ وخمسين اسماً، ومن هذه الأسماء ما يأتي:
- الكتاب: قال سبحانه: (حم* وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ).
- القرآن: قال الله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ).
- الكلام: سمَّى الله -تعالى- كتاب بالكلام، قال سبحانه: (حَتّى يَسمَعَ كَلامَ اللَّـهِ).
- النور: قال الله -تبارك وتعالى- عن كتابه: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا).
- الهدى: قال سبحانه عن كتابه الكريم: (هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ).
- الرحمة: قال الله تعالى: (قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا).
- الفرقان: الله جل جلاله عن كتابه: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ).
- الشفاء: سمَّى الله سبحانه كتابه بالشفاء، قال الله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ).
- الموعظة: أطلق الله -سبحانه وتعالى- على القرآن الكريم اسم الموعظة، قال الله تعالى: (قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم).
- الذِكر: قال الله تعالى: (وَهـذا ذِكرٌ مُبارَكٌ أَنزَلناهُ).
ترتيب الآيات والسور
أجمع العلماء على أن ترتيب آيات القرآن الكريم أمرٌ توقيفيٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومما يدلّ على ذلك ما رُوي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ سوراً عديدةً في صلاته، كسورة البقرة ، وآل عمران، والنساء، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر من يوم الجمعة، ورُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قرأ سورة ق في خطبة الجمعة ، وقال القاضي أبو بكر: ترتيب الآيات أمرٌ لازم، وحكمٌ واجب، فقد كان جبريل-عليه السلام يقول: "ضعوا آية كذا في موضع كذا".
واختلف العلماء في حكم ترتيب السور في القرآن الكريم على ثلاثة أقوال، وهذه الأقوال على النحو الآتي:
- ذهب جمهور العلماء منهم الإمام مالك ، والقاضي أبو بكرٍ -في أحد قوليه- إلى أن الترتيب الموجود للسور اليوم كان باجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم، وقال ابن فارس: جمع القرآن الكريم على نوعين: أحدهما جمع السور كتقديم السور السبع الطوال، ثم تعقيبها بالمئين، فهذا هو الذي قام به الصحابة رضوان الله عليهم، وأمَّا جمع الآيات في السور فذلك شيءٌ قام به النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أخبره به جبريل -عليه السلام- عن الله تبارك وتعالى.
- ذهب جماعة من العلماء إلى أن ترتيب سور القرآن الكريم أمرٌ توقيفي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كترتيب آيات القرآن الكريم، فلم توضع سورة في مكانها إلا بأمر النبي صلى لله عليه وسلم، واستدلّوا على ذلك بأن الصحابة -رضوان الله عليهم- أجمعوا على المصحف الذي كُتب في عهد عثمان ، ولم يُخالف منهم أحد.
- قال بعض العلماء: إن ترتيب بعض سور القرآن الكريم كان توقيفياً بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم.