ما عاصمة النمسا
النّمسا
جمهورية النّمسا (بالإنجليزية: The Republic of Austria) هي جمهورية فيدراليّة تتكوّن من تسعة أقاليم، لكلّ منها عاصمتها، وهي: بورغنلاند، والنّمسا السُّفلى، والنّمسا العُليا، وفيينا، وكيرنتن، وسالزبورغ، وشتايرمارك، وتيرول، وفورآرلبرغ. يبلُغ عدد سُكّان النّمسا 8,670,690 نسمة، وذلك وفقاً لآخر إحصائيّات أُجرِيَت في العام 2015. تبلُغ المساحة الإجمالية للنمسا 82,531 كم. تُعدّ النّمسا من الدّول الغنيّة، حيث بلغ النّاتج المحليّ الإجماليّ للدّولة 374,056 مليون دولار وذلك في العام 2015.
عاصمة النّمسا
عاصمة جمهوريّة النّمسا هي فيينا (بالإنجليزية: Vienna) وهي عاشر أكبر مدينة أوروبيّة وأكبر الأقاليم التّسعة في النّمسا من حيث عدد السُكّان، حيث يبلُغ عدد سكانها 1,828,127 نسمة. اكتسبت المدينة اسمها من الاسم القديم (فيندوبونا)؛ وهو اسم رومانيّ وأصلُه من السّيلتك، ويدُل الاسم على المُمتلكات الشخصيّة لقائد من السّيلتك كان اسمه (فيندوز).
الجغرافيا
الموقع
تمتدّ مدينة فيينا على مَساحة تُقدّر تقريباً بحوالي 415 كيلومتراً مُربّعاً، وتنحصر إحداثيّات المدينة بين ′12 °48 باتّجاه الشّمال، و′22 °16 باتّجاه الشّرق. تقع المدينة في الشّمال الشرقيّ للبلاد إلى الشّرق من السّهل الضيّق الذي يتوسّط جبال الألب وجبال كارباثيان، ويمرّ في وسط العاصمة نهر الدّانوب، وهو ثاني أكبر نهر في أوروبا . هذا الموقع أسهم بشكل كبير في تطوّر المدينة وازدهارها من كافّة النّواحي خاصّةً النّواحي الاقتصاديّة، حيث جعلها حلقة وصل بين شمال البلاد وجنوبها، وبين شرقها وغربها عبر نهر الدّانوب.
المُناخ
تتمتّع فيينا بمُناخ مُعتدل؛ بشتاء باردٍ وصيف دافئ، بالرّغم من وقوعها شرق جبال الألب، إلا أنّها مَحميّةٌ بمجموعة من التّلال التي تمنع هبوب الرّياح الباردة جدّاً من الجبل. تصل أعلى مُعدلات درجات الحرارة في الصّيف إلى 21.5 ° سيليزيّة، بينما تصل أدنى مُعدّلات درجات الحرارة 2.3° سيليزيّة نهاراً، و -2.7° سيليزيّة ليلاً. ويصل مُعدّل الهطول المطريّ السنويّ 607مم.
الاقتصاد
يُعتبر اقتصاد فيينا أقوى اقتصاد بين المُدن النمساويّة جميعها؛ حيث بلغ النّاتج الإقليمي الإجماليّ للمدينة 91.42 مليون دولار، وذلك وفق إحصائيّات العام 2014، مُساهمةً بذلك بنسبة 25.6% من قيمة النّاتج المحليّ الإجماليّ للدّولة. كما تضُمّ المدينة العديد من المَقرّات الرّئيسية لشركات عالميّة وكبيرة، أهمّها مُنظّمة الدّول المُصدِّرة للبترول (OPEC).
يُعتبر قطاع الخدمات هو أهمّ القطاعات في اقتصاد فيينا، حيث يُشكِّل ما نسبته 85.5% من إجمالي القيمة المُضافة، بينما تُشكِّل قطاعات الصّناعة والتّجارة نسبة 14.5%، ويَحظى قطاع الزّراعة بنسبة 1% من إجماليّ القيمة المُضافة فقط. تبلُغ قيمة النّاتج الإقليميّ الإجماليّ للفرد الواحد في مدينة فيينا 48.350 دولاراً، وتأتي في المَرتبة السّادسة بين المُدن الأوروبيّة.
التّاريخ
فيينا ليست مدينة من المدن العاديّة؛ فتاريخها العريق يشهد لها بهذا الأمر، فهذه المدينة الجميلة هي عاصمة علميّة ثقافيّة فنيّة بامتياز، نظراً لما لها من تاريخ عريق وهامّ ضخم وهائل. بدأ تاريخ فيينا عندما أقام الرومانيّون مُعسكراً وأقام السّيلتك فيه في العام 1000 قبل الميلاد، ثم وقعت تحت الحكم الرومانيّ في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وفي العام 1001 تمّ تأسيس مملكة المجر على يد الملك ستيفن الأول، وفي العام 1155 قام الملك هنريّ الثّاني بتعيين فيينا عاصمة للمملكة. تمّ احتلال المملكة من قِبَل العثمانييّن في العام 1526، وأصبحت جزءاً من الإمبراطوريّة العُثمانيّة حتّى العام 1683، حيث قامت القوّات النمساويّة بإنهاء وجود الدّولة العثمانيّة في فيينا واستعادت المجر.
أمّا التّاريخ الحديث للمنطقة فبدأ في عام 1815 عندما وصل الأمير النمساويّ مترنيش إلى أعلى الرُّتب السياسيّة في أوروبا وكان مُتحكّماً بها. وفي العام 1849 أعلنت دولة المجر استقلالها، إلا أنّ النمسا استطاعت استعادت سيطرتها على المنطقة بمُساعدة روسيا . وفي العام 1867 تمّ تأسيس المملكة المجريّة-النمساويّة والتي استمرّت حتّى العام 1918، ثم تمّ حلّها. تمّ تأسيس جمهوية النّمسا في العام 1920، وكانت فيينا عاصمة الجمهوريّة.
السّياحة
تُعتبر مدينة فيينا مركز جذبٍ سياحيّ نمساويّ هامّ وبشكل كبير؛ حيث تقع المدينة على ضفاف نهر الدّانوب السّاحر، وتحتوي على العديد من المعالم السياحيّة الجميلة إلى درجة لا يمكن وصفها، حيث تحتوي على العديد من المناطق ذات الجذب السياحيّ العالي، أبرزها:
- دار الأوبرا: وهي واحدة من أهمّ وأبرز دور الأوبرا العالميّة؛ حيث تُقدّم هذه الدّار العديد من العروض عالية الإمكانيّات والأداء، وهذه العروض تتغيّر بشكلٍ مُستمرّ؛ فخلال السّنة الواحدة يتمّ عرض العديد من اللّوحات الفنيّة والعروض الباهرة الجمال والرّوعة، والتي تتنوّع بين عروض الأوبرا وعروض الباليه بعدد كبير جدّاً.
- قصر شونبرون: يعود هذا القصر إلى العصور الوسطى، حيث كان المشتى لملوك الهابسبورغ. يحتوي القصر على مجموعة مُذهلة من الغرف التي تعود لملوك الهابسبورغ، والأثاث الشخصيّ لملوك النّمسا .
- مكتبة فيينا الوطنيّة: وتُعدّ من أكبر المكتبات في العالم، حيث تضمّ مجموعةً ضخمةً من الكتب، والمُخطّطات، ومجموعةً موسيقيّةً تضمّ 19,000 مُجلّد من الموسيقا المطبوعة، و12,000 مخطوطة موسيقيّة. كما تضمّ المكتبة أقدم نسخة مُصوَّرة من كتاب الإنجيل.
- كما تضمّ المدينة العديد من المناطق السياحيّة الهامّة والتي تشمل الكنيسة الكبوشيّة، وكاتدرائية سانت ستيفان، وكنيسة فوتيف، وغيرها من المعالم.
وفي فيينا أماكن كثيرة للتسوّق، ويستطيع زائرها القيام برحلة على الدّانوب ؛ حيث تتضمّن هذه الرّحلة العديد من الأنشطة المُختلفة مثل تناول العشاء على القارب، والتنقّل على جزيرة الدّانوب بين مُختلف أماكنها الجميلة. وكلّ هذه الأماكن ما هي إلّا جزء من الأماكن التي يُمكن للإنسان أن يزورها في هذه المدينة.