صفات أهل الإيمان
صفات أهل الإيمان
وصف الله -عزّ وجلّ- أهل الإيمان بصفاتٍ عديدةٍ، نذكر منها ما يأتي:
- طاعة الله -تعالى- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، والخشية من الله -تعالى-، وتلاوة آيات القرآن الكريم التي تزيدهم إيماناً به، قال -تعالى-: (وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ* إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ)، فإذا تُليَت عليهم آيات الرَّحمن فاضت أعينهم بكاءً، واقشعَرَّت جلودهم، واطمأنّت قلوبهم.
- إقامة الصلاة: وعرّف ابن عباس -رضي الله عنه- إقامة الصلاة بأنّها إتمام الركوع والسجود، والتلاوة والخشوع، والإقبال على الله -تعالى-، وقال مقاتل بن حيّان إنّ إقامة الصلاة تعني إسباغ الوضوء فيها، والالتزام بمواقيتها، وإتقان ركوعها وسجودها، وتلاوة القرآن، ومما يدلّ على أنّ إقامة الصلاة من صفات المؤمنين قول الله -تعالى-: (هدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
- اجتناب كل ما يؤذي المسلمين؛ من الحسد، والحقد، والبغضاء، والكراهية فيما بينهم، فلا يغشُّون ولا يخدعون، ولا ينمُّون ولا يغتابون، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، قال الله -تعالى-: (وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّـهَ وَرَسولَهُ أُولـئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ عَزيزٌ حَكيمٌ).
- الحٍرص على أداء الصَّلوات جماعةً في المسجد، والمحافظة على أداء النَّوافل وسنن الصَّلوات.
- إخراج حقِّ الله -تبارك وتعالى- من زكاة أموالهم، ومساعدة ذوي الحاجة، وتقديم الفقير الذي يتعفَّف عن السؤال عن غيره، ولا يقتصر الأمر على أنفسهم؛ بل يحثّون غيرهم على الإنفاق في سبيل الله -عزّ وجلّ، وقد قال -سبحانه-: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ).
- الإيمان بالأمور الغيبيَّة؛ كالبعث والحساب والجزاء ، والاستعداد لذلك، والإيمان بأركان الإيمان جميعها، والغيب هو كلّ ما غاب عن الإنسان واستتر، ويشمل الإيمان بالغيب الإيمان بالله ، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والبعث بعد الموت، والجنة والنار، وقد دلّ على أنّ الإيمان بالغيب من صفات المؤمنين قول الله -تعالى-: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛفِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)،
- حفظ الفروج عن المحرَّمات؛ كالزنا واللّواط، وتجنُّبِ كلُّ ما يؤدِّي إلى ذلك؛ كالنَّظر إلى المحرَّمات، وسماع المحرَّمات.
- المحافظة على العهد والأمانة ، وعدم الغدر والخيانة، مصداقاً لقول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)، وقوله -عزّ وجلّ-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
- أداء الشَّهادة بحقٍّ دون إحداث أيِّ تغيير فيها أو زيادةٍ أو نقصانٍ.
- عمل ما يحبُّه الله -تعالى-، واجتناب ما نهى عنه، والإكثار من التَّوبة والرُّجوع إليه -تبارك وتعالى-.
- الخشوع لله -عز وجل- في كلِّ أحوالهم؛ في الصَّلاة وخارجها، والإعراض عن لغوِ الحديث.
- المشي بسكينةٍ ووقارٍ، والإعراض عن الجاهلين، والحرِص على قيام الَّليل، قال -تعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا* وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)، والتَّوجُّه إلى الله -سبحانة وتعالى- بالدُّعاء قائلين: (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ).
- الاعتدال والتَّوسط دون إسرافٍ أو تقتيرٍ، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذلك قَوَامًا).
- اجتناب الاعتداء على النَّفس أو قتلها إلَّا بالحقِّ، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ).
- العلو والسُّمو في الهدى والإيمان والتقوى ومكارم الأخلاق، وقيامهم بمسؤولياتهم على الوجه الذي يرضي الله -عزّ وجلّ-.
- الجهاد بالمال والنَّفس، والإخلاص في ذلك.
- محبَّة المؤمنين، والدُّعاء لهم؛ السَّابقين منهم واللّاحقين.
صفات المؤمنين إيماناً كاملاً في القرآن
وَصَف الله -تعالى- المؤمنين حقَّ الإيمان في سورة الأنفال فقال -جلَّ في علاه-: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ* الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ* أُولـئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ)، فإذا ذُكر الله -تعالى- عندهم خشعت وخافت قلوبهم تعظيماً لله -عزّ وجلّ-، وقاموا بفعل ما أمرهم بهِ؛ ابتغاءَ تحصيل الأجر والثَّواب، واجتنبوا ما نهاهم عنه، وذلك أنَّهم يستمعون إلى الآيات بقلوبهم؛ فتزيدهم إيماناً إلى إيمانهم، ويظهر لهم من خلالها ما كانوا يجهلونه، فيدفعهم ذلك إلى الإقبال على ربِّهم -تبارك وتعالى- بالطَّاعات، متوكِّلين عليه في دفع ما يضرُّهم في دينهم ودنياهم، ويقيمون الصَّلاة بأركانها وشروطها، وفرائضها وسننها، وينفقون ممَّا رزقهم الله -عزّ وجلّ- في وجوه الخير المختلفة، فيُخرجون زكاة أموالهم، وينفقون على من هم تحت رعايتهم.
جزاء أهل الإيمان
وَعَدَ الله -تعالى- عباده الموحّدين المؤمنين الذين قاموا بما فرضه عليهم واجتنبوا ما نهاهم عنه بالحُسنى، فقال -عزّ وجلّ-: (لِلَّذينَ أَحسَنُوا الحُسنى وَزِيادَةٌ)، والمُراد بالحُسنى الجنَّة، وقال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)، فجزاؤهم الجنَّة على ما عملوا في حياتهم الدُّنيا، ويتنعَّمون بما فيها من النَّعيم المقيم الدَّائم، وتجري من تحتهم الأنهار، ويتمتَّعون بمناظرها التي تُريح القلوب، وقد رتَّب الله -تعالى- على الإيمان به العديد من الفضائل؛ منها رضا الله -تعالى-، ودخول الجنَّة، والنَّجاة من النَّار وعذاب القبر وأهوال يوم القيامة ، وراحة القلب والطمأنينة، والحياة الطيِّبة، والرِّزق الكريم الوفير، وصلاح الحال، والنَّصر على الأعداء، ومغفرة الذُّنوب، وتفريج الهموم.