ما سبب ضغط الأذن
ما سبب ضغط الاذن؟
يحدث ضغط الأذن نتيجةً لحدوث خلل مُعيّن في القناة السمعيّة المعروفة بقناة استاكيوس (Eustachian tube) أو نتيجة انسدادها، ويُوصف هذا الضغط عادةً على أنه شعور بامتلاء الأذن، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأسباب المُرتبطة بحالة ضغط الأذن مُتعدّدة ومُختلفة، وفيما يأتي ذكر لكلّ منها بالتفصيل:
الانتقال إلى ارتفاعات مختلفة
يُلاحظ مُعظم الأفراد زيادة في ضغط الأذن عند الانتقال إلى أماكن تختلف في ارتفاعها عن مكان العيش المُعتاد، ويُعزى ذلك إلى أنَّ التغيّر المُفاجئ في الارتفاع يصحبه تغيّر في ضغط الهواء المُحيط، والذي يجعل من الصعب على القناة السمعية تحقيق التوازن ما بين ضغط الأذن الوسطى والضغط في الخارج، عدا عن كوْن هذا الاختلاف في الضغط ينجم عنه أيضًا تمدّد في طبلة الأذن، وإلى جانب ضغط الأذن، قد يتسبّب الانتقال بين ارتفاعات مختلفة في ظهور واحدة أو أكثر من الأعراض الآتية:
- فُقدان السمع المؤقّت.
- الشعور بالدّوار.
- ألم الأذن.
- تراكم السوائل في الأذن.
ومن الأمثلة على الأنشطة التي تزيد من فرصة تعرّض الأفراد لضغط الأذن الناتج عن تغير الارتفاعات:
- الغوص في الماء؛ وذلك لتأثير ضغط الماء على الأذن الوسطى، خاصّةً عند الغوص للأسفل، إلَّا أنّ الغواصين مدربون على مُعادلة الضغط في الخارج مع ضغط الأذن الوسطى ويكون ذلك بالتدرّج في الغوص للأعماق، وتنفيس القناة السمعيّة بطريقة مُعيّنة.
- التنقل بالمركبة في المناطق الجبليّة.
- السفر بواسطة الطائرة.
- ركوب المصعد في مبنى متعدّد الطوابق.
تراكم الشمع في الأذن
في الحقيقة، يُعدّ شمع الأذن من الموادّ المُهمّة للجسم، نظرًا لدوره في المساعده على حماية الأذن الداخليّة، ويُذكر أنَّه من الطبيعي انتقال شمع الأذن عبر قناة الأذن نحو الخارج، غير أنَّ تراكمه إلى حدّ كبير في القناة قد يتسبّب بانسدادها، والشعور بضغط الأذن، ومن الأعراض المُصاحبة لتراكم الشمع في الأذن ما يأتي:
- ألم الأذن.
- الشعور بامتلاء في الأذن.
- الشعو بالدّوخة.
- خروج إفرازات من الأذن.
- رائحة كريهة من الأذن.
- طنين الأذن.
- صعوبة السمع، وقد تتفاقم المُشكلة مع الوقت.
دخول جسم غريب للأذن
يُعدّ الأطفال الفئة الأكثر تعرّضًا لهذه المُشكلة، فبدافع الفضول أو اللعب، قد يُدخِل الطفل بعض الأشياء في أذنه؛ كالأزرار، وقطع الألعاب الصغيرة، والبطاريات، والألوان، وبعض الأطعمة، والحشرات، وجميع هذه الأشياء قد تعلق في القناة السمعيّة، وتتسبّب في ظهور واحد أو أكثر من الأعراض الآتية:
- فُقدان السّمع.
- ألم الأذن.
- خروج إفرازات من الأذن.
- احمرار الجلد المُحيط بالأذن المُصابة.
احتقان الجيوب
إذْ إنّ الاحتقان قد يُؤثّر على الضغط في الأذن أيضًا؛ نظرًا لارتباط الجيوب تشريحيًّا بالأذن، فينتج عن احتقان الجيوب الشعور بكتمة أو إغلاق في الأذن شبيهًا بالشعور المُصاحب لإقلاع الطائرة أو هبوطها، بالإضافة إلى الشعور بالدّوخة، والألم في الأذن، ولا بدّ من زيارة الطبيب لعلاج احتقان الجيوب للتخلص من ضغط الأذن في هذه الحالة، ومن الجدير بالذكر أنّ هنالك عدّة أسباب مُرتبطة باحتقان الجيوب، ومن أهمّها الآتي:
- حساسيّة الأنف، أو التهاب الأنف التحسّسيّ: الذي يتسبّب بتراكم المُخاط في الممرّات الأنفيّة والتهابها، نتيجة التعرّض لموادّ مُهيّجة للحساسيّة؛ مثل حبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة، أو العفن.
- الرشح: نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية، إذ تختلّ قُدرة القناة السمعيّة على مُعادلة الضغط في الأذن الوسطى نتيجة الاحتقان والالتهاب المُصاحب للإصابة بالرشح.
- التهاب الجيوب الأنفيّة: الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف فارغة موجودة في الوجه، والتهابها قد يكون نتيجة الإصابة بعدوى فيروسيّة أو بكتيريّة.
عدوى والتهاب الأذن
إذ يرتبط الضغط في الأذن أيضًا بحدوث الالتهاب فيها، وذلك في حال الإصابة بإحدى أنواع العدوى الآتية:
التهاب الأذن الوسطى
وهو الاحمرار والتورم وتجمع السوائل خلف طبلة الأذن نتيجة الإصابة بعدوى معينة، وفي الحقيقة، وعادةً ما تظهر أعراض التهاب الأذن الوسطى سريعًا وتتعافى خلال بضعة أيام، ويُعرف هذا النوع بالتهاب الأذن الوسطى الحادّ، ومن أبرز أعراضه المحتملة ما يأتي:
- التقيؤ.
- ألم الأذن.
- فقدان جُزئيّ للسمع، وذلك في حالة تراكم السوائل في الأذن الوسطى.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الشعور بفُقدان الطاقة والضعف.
التهاب الأذن الفطري
ويُعرف باسم الفطار الأذنيّ (Otomycosis)، فهو من أسباب الشعور بالضغط في الأذن، ورغم احتماليّة إصابة أيّ فرد سليم بهذه المشكلة إلا أنّه أكثر شيوعًا لدى المُصابين بضعف الجهاز المناعيّ، أو بأنواع من الاضطرابات والأمراض؛ كما هو الحال مع مرض السكّريّ، وتتضمّن أعراض التهاب الأذن الفطريّ واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:
- الشعور بانسداد الأذن.
- المعاناة من ألم الأذن.
- الشعور بحكة الأذن.
- خروج إفرازات من الأذن.
التهاب الأذن الخارجيّة
أو ما يُعرَف بأذن السبّاح، إذ يحدث الالتهاب نتيجة نموّ البكتيريا في المياه العالقة في قناة الأذن الخارجيّة بعد السباحة، وهي القناة التي تمتدّ من طبلة الأذن إلى فتحة الأذن الخارجية على جانب الرأس،ما يتسبّب في ظهور العديد من الأعراض، ومن أهمّها ما يأتي:
- الشعور بانسداد الأذن.
- خروج إفرازات أو تصريف من الأذن.
- وجود حكّة داخل الأذن.
- الشعور بألم قويّ في الرقبة والوجه، وأحد جانبيّ الرأس.
- ألم الأذن، وتزداد شدّته في حال شدّ الأذن من الخارج.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- تورّم أو احمرار الجلد المُحيط بالأذن.
- تناقص وضعف السّمع.
- تورّم العُقد الليمفاويّة المُحيطة بالأذن والرقبة من الأعلى.
أسباب أخرى
إلى جانب الأسباب المذكورة سابقًا، يوجد أمراض واضطرابات أخرى قد تكون سببًا في الشعور بضغط الأذن، وفيما يأتي تفصيل لبعضٍ منها:
مرض منيير
وهو اضطراب الأذن الداخلية الذي غالبًا ما يُصيب الأفراد ممّن أعمارهم بين 40-60 عامًا، وينتج عنه تجمّع السوائل في المتاهة الواقعة في الأذن الداخليّة لأسباب غير معروفة تمامًا، إلا إنّه يتسبّب بفُقدان السمع، والشعور بالدّوار الشديد.
الورم الكوليستروليّ
يعرف الورم الكوليسترولي (Cholesteatoma) على أنَّه نوع من الأكياس الجلديّة المُتشكّلة في العظم الخشائيّ في الجّمجمة والأذن الداخليّة، إمّا نتيجة عدوى الأذن المُزمنة، أو بسبب وجود تشوّه خلقيّ منذ الولادة، وينجم عنه الأعراض الآتية:
- ضغط الأذن.
- خروج إفرازات برائحة كريهة من الأذن.
- فُقدان أو ضعف السمع.
- ألم الأذن.
- ضعف عضلات الوجه في جانب الأذن المُصابة.
- الدّوخة.
- عدوى الأذن المُتكرّر.
ورم العصب السمعيّ
أو ما يُعرف باسم الورم الشفانيّ الدّهليزيّ (Vestibular schwannoma)، وهو ورم غير سرطانيّ بطيء النموّ، يتكوّن على العصب الدّهليزيّ الرئيس المُمتدّ من الأذن الداخليّة حتّى الدّماغ، ويتسبّب في ظهور عدّة أعراض، ومنها الآتي:
- طنين في الأذن المُصابة.
- الدّوخة والدّوار.
- خدر الوجه.
- فُقدان السمع في الأذن المُصابة، أو قد يُلاحَظ في كِلا الأذنين مع وضوح المشكلة أكثر في إحداهما، كما أنّ فُقدان السمع قد يكون مُفاجئًا أو تدريجيًّا.
- فُقدان التوازن.
- ضعف عضلات الوجه، أو شللها، أو الشعور بالتنميل في الوجه.
التهاب الأذن الوسطى المزمن
الناجم عن تكرار الإصابة بالعدوى والالتهاب، أو عدم الشفاء منه تمامًا، وعادًة ما يُصاحبه ثقب في طبلة الأذن المُصابة، أو تجمّع السوائل في الأذن الوسطى، أو ظهور الورم الكوليستروليّ.
اضطرابات المفصل الفكّي الصدغيّ (TMJ)
وهو اضطراب يُصيب المفصل الواصل ما بين الفكّ والجُمجمة لأسباب غير واضحة تمامًا، إلا أنّه قد يكون ناتجًا عن تضرّر المفصل نفسه أو الغضروف المُحيط به، وينجم عنه الشعور بالألم داخل الأذن، والشعور بعدم الراحة أو الألم في الفكّ والوجه وما حول الأذنين.
دواعي مراجعة الطبيب
من جانب آخر، من الضروري مُراجعة من يعاني ضغط الأذن الطبيب في كلّ من الحالات الآتية:
- فُقدان أو ضعف السمع.
- ضعف عضلات الوجه.
- الشعور بالدّوخة.
- نزول الدم من الأذن.
- الشعور بالألم طيلة الوقت.
- عدم القُدرة على إزالة الجسم الغريب العالق في الأذن (في حال كان السبب وراء الشعور بضغط الأذن).
- عدم التحسّن رغم تجربة العلاجات المنزليّة لضغط الأذن.
- عدم القُدرة على فتح الأذن وتنفيس الضغط منها (مثلما يحدث عند التثاؤب).
ملخص المقال
ممّا سبق ذكره، نجد أنّ ضغط الأذن من المُشكلات التي قد يواجهها الفرد لأسباب مؤقّتة؛ مثلما يحدث عند إقلاع الطيارة وهبوطها، وقد يكون لأسباب مرضيّة؛ مثل التهاب الأذن، وتراكم الشمع، أو لوجود أمراض أخرى تتطلّب التشخيص والعلاج، فعلاج ضغط الأذن يعتمد على السبب ، لذا من الضروريّ مُراجعة الطبيب في حال استمرار ضغط الأذن لفترات طويلة أو تسبّب بالانزعاج، أو تزامن ظهوره مع أعراض تستدعي القلق.