ما حكم ختم القرآن للميت
حكم ختم القرآن للميت
إنّ قراءة القرآن الكريم وختمه للميت من الأمور المشروعة؛ إذ لا حرج شرعًا في إهداء ثواب قراءة القرآن الكريم للميت؛ ويُستدل على مشروعيّة بعموم الأدلة الواردة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في وصول ثواب الأعمال للميت ، ومن هذه الأدلة ما يأتي:
- ما روته بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنها-: (بيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقالَتْ: إنِّي تَصَدَّقْتُ علَى أُمِّي بجَارِيَةٍ، وإنَّهَا مَاتَتْ، قالَ: فَقالَ: وَجَبَ أَجْرُكِ، وَرَدَّهَا عَلَيْكِ المِيرَاثُ، قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه كانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قالَ: صُومِي عَنْهَا، قالَتْ: إنَّهَا لَمْ تَحُجَّ قَطُّ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قالَ: حُجِّي عَنْهَا).
- ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).
الدعاء للميت
يُستحبّ الإكثار من الدعاء للميت ، كما يُشرع الدعاء له عند أداء صلاة الجنازة عليه؛ وقد حثّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على ذلك كما رُوي عنه قوله: (إذا صلَّيتُم على الميِّتِ فأخلِصوا لَه الدُّعاءَ).
ومن الأدعية التي يستحبّ الدعاء للميت بها؛ ما ورد من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- له، كما صحّ عنه من دعائه في جنازةٍ لميِّتٍ: (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).
وفي حال كان المصلي لا يحفظ من الأدعية المأثورة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- والثابتة عنه؛ فالعلماء متّفقون على أنّه لا حرج في أن يدعو بما يشاء من الخير للميت، حتى وإن لم يكن من الأدعية المأثورة.
أفضل ما يُهدى للميت
إنّ أفضل ما يُهدى ثوابه للميّت الصدقة عنه، وهي أفضل من غيرها من الأعمال كالصيام عنه أو قراءة القرآن له؛ لورود النص على الصدقة الجارية عن الميت وأفضل الصدقة تلك التي توافق حاجة المُتصدَّق عليه؛ لما فيها من قضاءٍ لحجاته وتنفيسًا لكربته، وورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ أفضل الصدقة وأحسنها: سقي الماء، قال صلى الله عليه وسلم: (يا رسولَ اللهِ: إنَّ أمي ماتت، أفأتصدقُ عنها؟ قال: نعم، قلتُ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: سقْيُ الماءِ).
كما أنّ الاستغفار للميت والدعاء له بتضرعٍ وإخلاصٍ وصدقٍ، من الأعمال التي يُستحبّ فعلها للميت، وأفضل الأعمال ما كان من الصدقة الجارية الدائمة؛ حتى يبقى ثوابها متّصلًا للميت؛ كبناء المساجد والمدارس، وغيرها من الأمور التي يدوم نفعها للناس على مرّ الوقت.