ما حكم إجهاض الجنين المصاب بمتلازمة داون؟
ما حكم إجهاض الجنين المصاب بمتلازمة داون؟
أجمع الفقهاء على حرمة إجهاض الجنين بسبب التشوه إذا كان قد تم مئة وعشرين يوماً من عمره، أي ما يعادل أربعة أشهر، وذلك لأنه قد نفخت فيه الروح، وفي هذه الحالة حتى وإن لم يتم الجنين عمر مئة وعشرين يوماً لا يجوز إجهاضه، وذلك لأن تشوه طفل متلازمة داون لا يعتبر تشوهاً خطيراً، ولا يضر بالطفل أو أهله بعد ولادته.
ويمكن التعايش مع هذه المتلازمة وحتى من الممكن تطويرها، فهناك بعض الحالات لا تعتبر شديدة ولا تختلف كثيراً عن الأطفال الطبيعيين، ومن الممكن أن يكون في هذا الطفل الخير الكثير لأهله لقوله -تعالى-: (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً).
التعريف بمتلازمة داون
هي من المتلازمات المرتبطة بالتأخر بالنمو، وطفل متلازمة داون هو الطفل الذي تمتلك خلاياه 47 كرموسوم بدلاً من 46، وتزيد إحتمالية حدوثه مع تقدم الأم بالسن.
وتعمل هذه المتلازمة على إحداث خلل في القدرات العقلية والجسدية للمصابين، وقد تؤدي إلى تراجع عقلي شديد أو متوسط، وتختلف حدة الأعراض من حالة إلى أخرى، فمنهم من يعانون من تراجع عقلي شديد ومنهم من لا يتعدى الأمر ضعف إدراكي بسيط، وبهذا فإنهم قادرون على التعلم والأستيعاب ولكن مع جهود إضافية من الأهل.
ومن الإختلالات الجسدية التي تظهر على المصابين بمتلازمة داون؛ قصر القامة وذلك بسبب فشل في النمو الطبيعي للأرجل، وصغر حجم الجمجمة والذقن والأذنين، قصر الرقبة، والأيدي وغلظ الرقبة وفلطحة الأنف، خفة الشعر، انشقاق اللسان، وجود ثنية فوق جفن العين.
حكم الإجهاض
فرق الجمهور في حكم الإجهاض قبل إتمام الجنين عمر المئة والعشرين يوماً وبعد إتمامه هذا العمر، وجاء هذا التفريق بالحكم بسبب نفخ الروح في الجنين،
وقد جاء في مجلس المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي أنه إذا كان عمر الجنين أقل من مئة وعشرين يوماً يجوز إسقاطه لأسباب محددة فقط، ولا يجوز إجهاضه لعدم الرغبة به أو بسبب الخوف من عدم القدرة على تحمل مسؤوليته من إنفاق أو إهتمام وتقديم حقوقه له.
ومن الأسباب الذي أبيح للأهل طلب الإجهاض قبل إتمام عمر الأربعة أشهر، أن يؤثر على حياة الأم وبهذه الحالة تُقدم حياة الأم على حياة الجنين، والسبب الثاني إذا كان الجنين مشوه تشوهاً فيه أذى على الجنين بعد ولادته وعلى أهله، وبهذه الحالات فقط يجوز إجهاضه قبل إتمامه الأربعة أشهر.
أما إذا كان الجنين قد تجاوز عمر المئة وعشرين يوماً ففي هذه الحالة إتفق الفقهاء على عدم جواز إجهاض الجنين لأي سبب كان، حتى وإن كان مشوهاً ولا تهم درجة التشوه، فقد نُفخت فيه الروح وإسقاطه يكون بمثابة قتل النفس، وأبيح إسقاطه بحالة واحدة، كما ورد إذا كانت حياته تؤثر على حياة الأم وبهذا تُقدم حياة الأم على جنينها في جميع الحالات.