ما تظنون أني فاعل بكم
صاحب مقولة ما تظنون أني فاعل بكم
وردت مقولة: (ما تظنون أني فاعل بكم) عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد خاطب بها أهل مكة، لمّا أظفره الله بهم في واقعة فتح مكة، إذ وقف أهلها ليستمعوا حكم النبي فيهم، فاستشارهم بقوله: (ما تظنون أني فاعل بكم).
مناسبة قول "ما تظنون أني فاعل بكم"
عندما دخل النبي مكة فاتحًا، استقبل أهلها وخطب فيهم، وسألهم ماذا يتوقعونه منه تجاههم بعد أن رأوه قد دخلها منتصرًا بعد أن أخرجوه منها ضعيفًا وشريدًا، وقال: (ما تظنون أني فاعل بكم)، وأراد بذلك ما ظنكم بردة فعلي معكم مع ما بدر منكم من إساءة للنبي وأصحابه.
فما كان منهم إلا أن أجابوه: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم، وما كان منه -صلى الله عليه وسلم- إلا أن يختار العفو فقال لهم: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم). وقد نزل في ذلك قوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)
وقد ترتب على عفو النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أهل مكة صيانة أرواحهم ودمائهم من أن تُراق، وصيانة أموالهم من أن تُصادر، وألا يُفرض عليهم خراج، وذلك لما لمكة المكرمة من حرمة عند الله عز وجل.
ما يستفاد من القصة
يستفاد من قصة عفو النبي عن أهل مكة بعد فتحه لها العديد من الفوائد، ومن أهمها:
- التعامل بالخلق الحسن حتى مع الأعداء، ومن سبقت منهم الإساءة.
- التحكم بالغضب وأن لا يكون الغضب لثأر النفس وهواها، وإنما يكون الغضب مما يُغضب الله.
- أن العفو عند المقدرة من أهم المواطن التي يُستحسن عندها العفو، وتبين مدى الالتزام بكظم الغيظ وضبط النفس.
- تطهير النفس من الأحقاد الناجمة من المواقف الماضية، ومحاولة مساعدة الناس بالخلق الحسن في تحسين موقفهم في المستقبل.
- الابتعاد عن الأنانية والحرص على الإيثار وتغليب مصلحة الدين والدعوة على مصلحة النفس.