ما المقصود بالفجر وليال عشر
المقصود بالفجر وليال عشر
أقسم الله -سبحانه وتعالى- بالفجر وليالٍ عشر في مطلع سورة الفجر ؛ قال الله -تبارك وتعالى-: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، فما المقصود بالفجر وليالي عشر؟ ولماذا أقسم الله -عز وجل- بهما؟ هذا المقال سيجيب عن هذه الأسئلة على النحو الآتي:
معنى الفجر
أقسم الله -سبحانه وتعالى- في هذه السورة بالفجر وباللّيالي العشر وبغيرهما، ومن المعلوم أنّ الله -عز وجل- إذا أقسم بشيء دلّ ذلك على أهمية هذا الشيء، وقد تعدّدت آراء المفسرين بالمقصود بالفجر الوارد في الآية الكريمة إلى عدّة أقوال، نلخصها فيما يأتي :
- المقصود بالفجر انفجار النهار من ظلمة الليل؛ ودليلهم قوله -عز وجل-: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ).
- المقصود بالفجر صلاة الفجر؛ ودليلهم قوله -عز وجل-: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
ثم تعدّدت أقوالهم بأيّ فجر كان القسم، و كانت آراؤهم كما يأتي:
- كل فجر من كل يوم.
- فجر ليلة النحر ؛ وهو اليوم الأول لعيد الأضحى.
- فجر اليوم الأول من محرّم.
ومما لا شك فيه أن لصلاة الفجر فضلٌ عظيمٌ، وقد يكون هذا الفضل هو أحد أسباب قسم الله تعالى بالفجر، ومن الأحاديث الشريفة الواردة في فضل صلاة الفجر حديث يرويه أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ)، والبردان هما صلاتا الفجر والعصر.
معنى وليال عشر
تعدّدت كذلك آراء المفسّرين بالمقصود باللّيالي العشر إلى عدّة أقوال نلخّصها فيما يأتي:
- أنّها اللّيالي العشر الأولى من شهر ذي الحجة.
- أنّها اللّيالي العشر الأولى من شهر محرم.
- أنّها اللّيالي العشر الأخيرة من شهر رمضان.
وكذلك تنوعت آراء العلماء في أيّ ليالي العام هي الأفضل، وبيان ذلك على النحو الآتي:
- منهم من قال إنّها العشر الأوائل من ذي الحجة؛ لأنّ فيها يوم عرفة ويوم النحر، وقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن يوم النحر: (أعظمُ الأيامِ عندَ اللهِ يومُ النحرِ).
- ومنهم من قال إنّها العشر الأخيرة من رمضان.
وقد تكون أفضل ليالي السنة هي اللّيالي العشر الأخيرة من رمضان؛ لأنّ فيها ليلة القدر ، كما أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يجتهد في العبادة في تلك اللّيالي ما لا يجتهد في غيرها من اللّيالي.
المقسوم عليه بالفجر وليال عشر
المقسوم عليه محذوف في السورة، ولكنّه يُعلم من خلال الآيات التالية للقسم؛ حيث تحدّثت الآيات التالية عن تعذيب الله -سبحانه وتعالى- لأقوام سابقة، وهم قوم عاد، وقوم ثمود، وفرعون وقومه.
فيكون معنى المقسوم عليه؛ أنّ الله -عزّ وجلّ- سيهلك كفار قريش إذا استمرّوا في كفرهم ومحاربتهم لدين الله -سبحانه وتعالى- كما أهلك تلك الأقوام السابقة والتي جاء ذكرها في الآيات التالية؛ إذ إن مقدّمات الكفر تساوت بينهم، ولذلك قد تتساوى النتائج أيضاً ويكون مصيرهم متماثلاً.