ما الفرق بين المكي والمدني من حيث التعريف
الفرق بين المكي والمدني بالمفهوم
إنّ للقرآن أهميّة عظيمة في حياة البشر، فسعوا إلى التدبّر بآياته، والتفقّه بأحكامه قدر المستطاع، من أجل الوصول إلى حلّ مشكلاتهم الحياتيّة التي تعترض طريقهم، وكتاب الله العظيم هو آخر الكتب السماويّة نزولاً على البشر، فتضمّن القرآن كلّ أحكام وجوانب الحياة؛ ليكون الدليل الذي يُهتدى به في هذه الحياة.
ولأهمية هذا العلم عند أهله تعددت المفاهيم للمكي والمدني لديهم، ولكن يبقى المفهوم الاصطلاحي الأكثر شهرة وقبولًا عن أهل العلم هو أن المكي ما نزل من قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والمدني ما نزل بعد هجرته -عليه الصلاة والسلام- دون النظر إلى مكان النزول، والاعتبار على هذا للزمان وحده.
الفرق بين المكي والمدني بالضوابط
تختلف السور المكية عن المدنية بمجموعة من الضوابط حددها علماء علوم القرآن الكريم، وقد فصلوا فيها كثيرًا، كما سيتم توضيح أبرز هذه الضوابط على النحو الآتي:
ضوابط السور المكية
يوجد ضوابط للسور المكية توضح الفرق بينها وبين السور المدنية، ومن أبرزها ما يلي:
- كل سورة فيها "كلا" فهي مكية.
- تحتوي السور المكية على سجدة التلاوة، وهي أربع عشرة سجدة.
- السور المكية مبدوءة بقسم وهي خمس عشرة سورة، ومنها سورة الصافات، والذاريات، والطور، وغيرها.
- السورة المكية مبدوءة بأحرف التهجي، مثل "الم"، "حم"، ما عدا سورتي البقرة وآل عمران، فإنهما مدنيتان في الإجماع، ويقع الخلاف في سورة الرعد.
- كل سورة فيها "يا أيها الناس" إلا سورة الحج، فإنها مكية رغم أن في آخرها "يا أيها الذين آمنوا".
- كل سورة مفتتحة "بالحمد" وهي في القرآن خمس سور.
- كل سورة فيها قصص الأنبياء ما عدا سورة البقرة.
ضوابط السور المدنية
يوجد ضوابط للسور المدنية توضح الفرق بينها وبين السور المكية، ومن أبرزها ما يلي:
- كل سورة فيها "يا أيها الذين آمنوا" وليس فيها "يا أيها الناس".
- كل سورة ذكر فيها المنافقون.
- كل سورة ورد فيها بيان حد أو فريضة.
أهمية معرفة المكي والمدني
لمجال الدراسات القرآنية أهمية كبيرة بين علوم الشريعة الإسلامية، خاصة في مجال دراسة المكي والمدني، وقد برع أهل العلم في الكشف عن أهمية كبيرة لمعرفة هذا العلم تحديدًا، كما سيتم توضيحها على النحو الآتي:
- معرفة الآيات الناسخة والمنسوخة، والوقوف عند ما نزل أولًا.
- بيان تاريخ دعوة الإسلام، وترتيب السور زمنيًا يمكن يعطي بجلاء صورة عن التسلسل الزمني والتاريخي لأحداث الدعوة، ويعتبر المرجع الأصيل لدراسة السنة.
- النظر في موضوعات السور المكية والمدنية، وأسلوبها، والكشف عن منهج القرآن في الدعوة.
- معرفة أن السور المكية تحدثت عن قضية العقيدة خاصة، بأساليب وصور متعددة، وكان الخطاب لأناس غلب عليهم الفساد والشرك.
- معرفة أن في السور المدنية أنزل الله الفرائض وبين كيفيتها، وبين الحدود بأسلوب مسترسل يخاطب قلوب المؤمنين.