ما أول شيء خلقه الله
أول ما خلقه الله
هناك عدّة نصوص شرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تتحدّث عن الخلق، وهي تنصّ في مضمونها على أول المخلوقات في هذه الكون بدلالةٍ غير صريحة، وقد اجتهد أهل العلم في فهمها وجمم المعلومات حول أوّل ما خلقه الله في هذا الكون، ومنها أقوال معتبرة مشهورة، ومنها أقوال أخرى أقلّ اعتباراً ومرجوحة أحياناً، وسيتمّ توضيح ذلك فيما يأتي:
الأقوال المشهورة في أول ما خلقه الله
تحدّث أكثر أهل العلم في كتبهم عن ثلاثة أشياء فيما يتعلّق بأول مخلوقات الله في الكون، وهي: العرش، والقلم، والماء، أمّا ترتيب ذلك ففيه اجتهادات عدّة للعلماء، ونوضّح ذلك فيما يأتي:
- ترجيح ابن جرير وابن الجوزي
رجّح الطبري وابن الجوزي -رحمهما الله- أنّ القلم هو أول ما خلقه الله -عزّ وجل-، حيث خلقه الله -عز وجل- لكتابة مقادير الخلائق، فكتب كل شيء منذ الخلق حتى قيام السّاعة، ويدلّ على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ، فقال لهُ: اكتبْ، قال: ربِّ وماذا أكتبُ؟ قال: اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ).
- ترجيح ابن تيمية وابن القيم
قال ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- إنّ أوّل شيء خلقه الله -عز وجل- هو العرش ، وهو عرش الرحمن، ويدلّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ)، وما جاء من الأثر عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: "أول ما خلق الله تعالى العرش فاستوى عليه"، وقد نُسب هذا القول إلى جمهور أهل العلم.
- ترجيح بدر الدين العيني
رجّح العيني -رحمه الله- أنّ الماء هو أول ما خلقه الله -سبحانه وتعالى-، وهو قولٌ مرويٌّ عن ابن مسعود -رضي الله عنه- وعن طائفة من السلف، وذلك لأن العرش عندما خُلق كان موجوداً على الماء، ويدلّ على ذلك حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السّابق.
أقوال أخرى في أول ما خلقه الله
هناك أقوال أخرى في أول ما خلقه الله -تعالى-، ولكنّ أشهرها وأقواها الأقوال الثلاثة السابقة، وممّا نقله بعض أهل العلم في كتبهم أيضاً ما يأتي:
- قيل إن الظلمة والنور هي أول ما خلقه الله -تعالى-.
- قيل أيضاً السماوات والأرض .
- قيل إن الكعبة هي أوّل ما خلقه الله.
عظم قدرة الله في الخلق
خلق الله -عزّ وجل- هذا الكون بصورةٍ إعجازيةٍ ومبدعةٍ تدلّ على قدرته العظيمة المطلقة، إذ لا يستطيع أحد من الجنّ والإنس الإتيان بمثلها؛ حيث خلق الله -عزّ وجل- السماوات، والأرض، و خلق الإنسان ، والحيوانات، وكل المخلوقات من العدم، وقد توصّل العلم لمعرفة بعض هذه المخلوقات وغاب عن الكثير منها.
وجعل الله -سبحانه- بين جميع خلقه تناغماً وعلاقة تربطهم لتحقيق الهدف من الخلق، وكلّ شيء خلقه الله -سبحانه وتعالى- له بداية وله نهاية أيضاً؛ فلا شيء يدوم في هذا الكون سوى الله -عزّ وجل-، وعبادة الله وإعمار الأرض هي الهدف الرئيسي من الخلق، وإلى الله المرجع والمصير يوم القيامة.