ما أهمية استشارة الاخرين
الاستشارة
من أبرز مظاهر التّعاون بين البشر هي عمليّة استشارة الآخرين في الأمور المختلفة سواء العامّة أو الخاصة، بحكم أنّهم يمتلكون خبرة في مجال الاستشارة أكثر من باقي الناس ممّا سيعطي خبرةً جيّدة عن هذا الموضوع؛ بحيث تساعد هذه الخبرة في اتّخاذ القرار المناسب والصحيح.
تعني الاستشارة عمليّة أخذ الآراء من المختصّين أو من ذوي الخبرة الحياتيّة ممّا سيؤدّي إلى الوصول إلى القرار الصائب وبأفضل صورة. وإنّ استشارة الآخرين في الأمور المختلفة أمر حثّت عليه كافّة الحركات الإصلاحيّة والدّيانات لأهميّتها، وهي أمر مارسه المصلحون وبدرجة كبيرة جداً كونهم يمثّلون القدوة لمختلف أصناف الناس، ولهذا السبب فإنّ الإنسان يتوجّب عليه أن يكون دائم الاستشارة لغيره من الناس وخاصّةً من ذوي العقول الراجحة.
أهميّة الاستشارة
أهمية الاستشارة تكمن في أنّها توسّع تفكير الإنسان وترفعه إلى الكمال، وتعمل وبشكلٍ كبير جداً على أن تصقل شخصيّته، وعلى أن تضع بصره على نقاط لم يستطع هو نفسه رؤيتها بسبب سيطرة تفكير آني ولحظي على تفكيره ممّا غيّر من اتّجاه تفكيره وأبعده عن النقطة الّتي اتّضحت له عندما استشار إنساناً آخراً.
والاستشارة أيضاً قد تريح الإنسان في حال كان رأيه خاطئاً؛ لأنّه سوف يبرئ نفسه من تهمة التقصير الّتي كانت ستجعله يندم وبشكل كبير جداً على كلّ لحظة لم يعطِ فيها الموضوع حقّه.
ونشير إلى أنّ الاستشارة لم تكن يوماً ما ترفاً وإنّما ضرورة، لأنّه لو عدنا إلى ما ذكرناه عن أنّ الناس يشكّلون في مجموعهم جسداً واحداً وكبيراً وأنّ الإنسان ما هو إلّا جزء من هذا الجسد، من هنا نجد أنّ الإنسان محتاج وبشكل كبير جداً لباقي الأجزاء، فمجموع الآراء تعطي رأياً أقرب إلى الصحّة؛ لأنّ كلّ إنسان قادر على أن يرى ما لا يراه غيره من الناس ممّا سيعمل على تكوين الصورة الكاملة الحسنة والجيّدة التي ستوصله إلى القرار الصحيح والصائب في نهاية المطاف.