ما أسباب برودة الأطراف
برودة الأطراف
يُعدّ من الطبيعيّ أن يشعر الشخص ببرودة الأطراف بين الحين والآخر، وذلك نتيجة لتباين درجات الحرارة، والوضع الصحيّ للجسم، ونمط الحياة؛ وعند التعرّض لمناخ بارد يعمل الجسم على تركيز تدفّق الدم إلى الأعضاء الحيويّة للحفاظ على دفئها، ممّا يؤدي إلى انخفاض تدفّق الدم إلى الأجزاء الطرفيّة مثل الذراعين، والساقين ، والأذنين، والأنف، والشعور ببرودتها، وتتراوح الأعراض المصاحبة لبرودة الأطراف بين الخفيفة، والشديدة، وفي الحقيقة يمكن تجاهل الأعراض الخفيفة قليلة الحدوث، بينما لا يمكن تجاهل الأعراض الشديدة أو المتكرّرة فهي بحاجة لمراجعة الطبيب وعلاج المشكلة المسبّبة لها.
أسباب برودة الأطراف
هناك العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى الإصابة ببرودة الأطراف، نذكر منها الآتي.
المناخ البارد
تعتبر برودة الأطراف أحد وسائل الجسم الطبيعية للتعامل مع انخفاض درجات الحرارة الخارجية في الجوّ؛ حيث يهدف الجسم لتقليل كميّة الحرارة المفقودة من الجسم، وذلك من خلال انقباض الأوعية الدمويّة في الأطراف لتقليل تدفّق الدم لهذه المناطق بشكل مؤقّت، بينما يحدث ارتخاء في الأوعية الدمويّة المسؤولة عن توصيل الدم للأعضاء الحيويّة مثل القلب، والرئتين، والدماغ ، وبالتالي زيادة تدفّق الدم والحرارة لهذه المناطق، وفي الحقيقة قد ينتج عن تضيّق الأوعية الدمويّة لمدّة طويلة، وانخفاض كميّة الدم المتدفّق للأطراف بعض المشاكل الصحيّة، نتيجة انخفاض كميّة الأوكسجين الواصل لهذه الأنسجة، وقد يتغيّر لون الأصابع للون الأزرق، وهو ما يُعرف بالزرقة (بالإنجليزيّة: Cyanosis)، ويعود لون الأصابع الطبيعيّ بعد عودة تدفّق الدم بشكلٍ سليم، ولكن قد يكون مصحوباً بالانتفاخ، والألم، والتنميل ، وفي الحقيقة إنّ تكرار هذه المشكلة قد ينتج عنه ظهور التقرحات الجلديّة، وموت الأنسجة.
متلازمة رينود
تؤثر متلازمة رينود (بالإنجليزيّة: Raynaud’s syndrome) في الشرايين المسؤولة عن نقل الدم من القلب إلى أجزاء الجسم المختلفة، وتؤدي إلى حدوث انقباض أو تضيّق مؤقّت ومفاجئ للأوعية الدمويّة، وتُعتبر أكثر المناطق تأثّراً بهذا الاضطراب اليدين، وأصابع اليدين، وأصابع القدمين، وعادةً تبدأ نوبة رينود نتيجة التعرّض للتوتّر والإجهاد، أو التعرّض المفاجئ لدرجات حرارة باردة، وقد تستمرّ النوبة من دقائق معدودة إلى ساعة كاملة، ويقلّ خلالها تدفّق الدم لليدين والقدمين، الأمر الذي ينتج عنه الشعور بالبرودة في الأطراف، بالإضافة إلى إمكانيّة تغيّر لون الأصابع بشكل مؤقّت.
اعتلال الشرايين المحيطية
تنتج برودة الأطراف أحياناً عن الإصابة بداء الشرايين المحيطيّة (بالإنجليزيّة: Peripheral artery disease)، ويتمثّل هذا المرض بتضيّق أو انسداد الشرايين المحيطيّة القريبة من الأطراف، وذلك بسبب تراكم اللويحات (بالإنجليزيّة: Plaque) بشكل تدريجيّ على الجدران الداخليّة للشرايين، الأمر الذي ينتج عنه ضعف التروية الدمويّة للأطراف وبالتالي الشعور بالبرودة، وفي الحقيقة فإنّ هذا المرض غالباً ما يُصيب كبار السنّ، كما يرتفع خطر الإصابة بهذا المرض لدى الأشخاص المدخنين، أو المصابين بمرض السكريّ بعد بلوغ الخمسين من العُمر، وتجدر الإشارة إلى أنّ داء الشرايين المحيطية يتصاحب مع أعراض أخرى مثل؛ تشنّج الساق ، أو الشعور بالألم أو الثقل عند المشي، وتساقط شعر الساقين، وحدوث تغيّرات في الأظافر.
التوتر والقلق
يقوم الجسم بشكلٍ طبيعيّ بإفراز الأدرينالين (بالإنجليزيّة: Adrenaline) في الدم عند الشعور بدرجة عاليّة من التوتر والقلق، وذلك بهدف تضيّق الأوعية المحيطيّة في الأطراف، وبالتالي الحفاظ على طاقة الجسم ليقوم الجسم باستخدامها للدفاع عن نفسه في حال التعرّض للخطر، وتجدر الإشارة إلى أنّ التعرّض المتكرّر للتوتّر الشديد، وبرودة الأطراف قد يؤدي إلى بعض المشاكل الصحيّة، لذلك يجب الحرص على تجنّب التوتّر وتعلّم تقنيات السيطرة عليه للوقاية من هذه المشاكل الصحيّة.
مشاكل الدورة الدموية
تعتبر مشاكل الدورة الدمويّة من الأسباب الشائعة لبرودة الأطراف؛ حيث يقلّ وصول الدم الدافئ إلى اليدين والقدمين، وهناك عدّة أسباب قد تؤدي لحدوث مشاكل في الدورة الدمويّة، ومنها ما يلي:
- نمط الحياة الخامل والجلوس لفترات طويلة.
- التدخين .
- ارتفاع مستوى الكوليسترول وتراكم اللويحات داخل الشرايين.
- بعض أمراض القلب .
فقر الدم
تحدث الإصابة بفقر الدم (بالإنجليزيّة: Anemia) نتيجة انخفاض نسبة خلايا الدم الحمراء السليمة في الدم، وذلك نتيجة نقص الحديد، أو نقص فيتامين ب12، أو نقص الفولات، أو الإصابة بمرض الكلية المزمن، وعدد من المشاكل الصحيّة الأخرى، وفي الحقيقة فإنّ الحالات المتوسطة، والشديدة من فقر الدم قد تُؤدي إلى الشعور ببرودة الأطراف، ولكنّ يمكن من خلال تلقّي العلاج المناسب، وإجراء بعض التغييرات على النمط الغذائيّ، وتناول المكمّلات الغذائية، التخلّص من هذه المشكلة.
مرض السكري
يرتفع خطر الإصابة بمشاكل الدورة الدمويّة لدى الأفراد المصابين بمرض السكريّ، كما أنّ ارتفاع مستوى السكر بشكل متكرّر ينتج عنه تضيّق الشرايين وانخفاض تدفّق الدم للأنسجة، ممّا يؤدي إلى برودة الأطراف، بالإضافة إلى أنّ عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم لمدّة طويلة تُعرّض المريض لحدوث تلف في الأعصاب ، ويُعرف هذا المرض اعتلال الأعصاب المحيطيّة السكريّ (بالإنجليزيّة: Diabetic peripheral neuropathy)، وقد تصاحب هذه المشكلة بعض الأعراض الأخرى مثل الشعور بالوخز، والحرقة، وبرودة القدمين الداخلية بالرغم من ملمسها الدافئ عند اللمس من الخارج، وفي الحقيقة تزداد هذه الأعراض سوءاً خلال فترة الليل.
قصور الغدة الدرقية
تلعب الغدّة الدرقية دوراً مهماً في العديد من الوظائف الحيويّة في الجسم، وفي حال كان هناك قصور في عمل الغدّة الدرقيّة ينخفض مستوى هرمونات الدرقيّة في الجسم، الأمر الذي يؤثر سلباً في معدّل عمليّات الأيض، والدورة الدمويّة ، وضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، وبالتالي فإنّ قلّة نشاط الغدّة الدرقيّة يمكن أن يُسبّب برودة الأطراف، وزيادة الحساسية للبرد بشكل عام.
أسباب أخرى
توجد عدد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى المعاناة من برودة الأطراف، ومنها:
- بعض الأدوية: مثل أدوية العلاج الكيميائيّ، وحبوب منع الحمل ، وأدوية الحساسية والزكام، وحاصرات بيتا (بالإنجليزيّة: Beta blockers) المستخدمة لعلاج ارتفاع الضغط، وبعض أدوية علاج الصداع النصفيّ.
- متلازمة تململ الساقين: (بالإنجليزيّة: Restless legs syndrome)، هو اضطراب عصبيّ يسبّب شعور غريب في الساقين عند الراحة مثل؛ الزحف، والألم، والبرودة في بعض الأحيان.
- متلازمة النفق الرصغيّ: (بالإنجليزيّة: Tarsal tunnel syndrome)، أحد الأمراض العصبيّة التي تُعدّ أكثر شيوعاً لدى مرضى السكريّ ، وتنتج عن الضغط على أعصاب الكاحل والقدم.
فيديو ما هي أسباب برودة القدمين؟
هل تعاني من مشكلة برودة قدميك؟ فهما أول ما يبرد وفيك وآخر ما يسخن! فما أسباب برودتهما؟ :