ما أسباب الزكام
أسباب مرض الزكام
تُعتبر عدوى الزّكام أو نزلات البرد، أو نزلة البرد، أو البرد (بالإنجليزية: Cold)، أو الرشح، أو الضناك، أو الضُّود من أكثر الأمراض شيوعًا؛ إذ يتسبّب بها عدد من الفيروسات المختلفة، وتشمل الفيروسات الأنفيّة (بالإنجليزية: Rhinovirus) والتي تتصدّر قائمة الفيروسات المُسببة للزّكام ويوجد منها أكثر من مئة نوع فرعيّ، والفيروسات التاجيّة (بالإنجليزية: Adenoviruses)، والفيروس التالي لالتهاب الرئة البشري (بالإنجليزية: Human metapneumovirus)، وفيروسات الكورونا (بالإنجليزية: Coronaviruse)، ومن الجدير ذكره أنّ معظم نزلات البرد التي تُسببها الفيروسات الأنفيّة تشيع خلال فصليّ الخريف والربيع ضمن ما يُعرف بذروة الإصابة الموسميّة (بالإنجليزية: Seasonal peaks)؛ فخلال هذه الفترات تصِل نسبة الإصابة بأمراض البرد الناتجة عن الفيروسات الأنفيّة إلى 80% من إجمالي الإصابة بأمراض البرد ، وذلك وفقًا لما نشرته مجلة الأمراض المُعدية (بالإنجليزية: The Journal of Infectious Diseases) في عددها لعام 2007، أمّا الفيروسات الأخرى فإنّها تُسبب أمراضًا شبيهة بالزّكام في أوقاتٍ أخرى من السنة.
وفي سياق الحديث عن الزكّام، فإنّ آلية الإصابة بالزّكام تحدث على خطواتٍ عدّة، أوّلها التصاق الفيروس ببطانة الأنف أو الحلق وهذا يعني أنّ الإصابة بعدوى الزكام تتطلب وصول الفيروسات إلى الغشاء المخاطيّ أو البطانة الرطبة لكلٍّ من الأنف، أو العينين، أو الفم، فبعد ذلك تبدأ معركة الجسم مع الفيروس ليكون في خط الدفاع الأوّل ما يُعرف بالمُخاط (بالإنجليزية: Mucus) وهو سائلٌ زلِق تُنتجه الغدد المُخاطيّة الموجودة في أغشية الأنف، والفم، والحلق، والمهبل؛ حيث يقوم المُخاط بمحاصرة وحبس أيّ شيء يتمّ استنشاقه كالغبار والبكتيريا والفيروسات، ثم يُرسل جهاز المناعة (بالإنجليزية: Immune System) خلايا الدم البيضاء لمحاربة هذا العدو والقضاء عليه، ويحدث هذا في حالة كان الفيروس قد هاجم الجسم من ذي قبل، وفي حال كان الجسم يتعرّض لهذه السلالة الدقيقة من الفيروس لأوّل مرّة فإنّ الدفاع الأوّلي سيفشل إذ قد يدخل الفيروس إلى الخلايا ويتحكّم بها بحيث يتكاثر الفيروس لمهاجمة الخلايا المحيطة، آنذاك يكون الجسم منشغلًا بمقاومة الفيروس ممّا يتسبّب بشعور المُصاب بالتعب والإرهاق علاوةً على ما يُسببه الفيروس من التهاب الحلق والأنف وبالتالي زيادة في إنتاج المُخاط، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ
عوامل خطر الإصابة بالزكام
في الحقيقة، يُعتبر جميع الأشخاص مُعرّضين لخطر الإصابة بنزلات البرد ، ولكن لا يخلو الأمر من وجود عوامل تزيد من خطر الإصابة بالزّكام، ومن أبرز هذه العوامل ما يأتي:
- الوقت من السنّة: خلال مواسم الطقس البارد يلجأ الناس إلى البقاء في منازلهم ويجتمعون بالقرب من بعضهم البعض، ونتيجةً للطقس البارد والجافّ فإنّ الممرات الأنفيّة تُصبح جافّة وأكثر عرضةً للإصابة بالعدوى؛ وهذا ما يُفسّر حقيقة أن يُصاب عدد كبير من النّاس بنزلات البرد خلال مواسم الخريف والشتاء؛ أي من أواخر شهر آب أو أوائل أيلول وحتى شهر آذار أو نيسان.
- العمر: إذ تُعتبر نزلات البرد أكثر شيوعًا لدى الأطفال، ويُعزى ذلك إلى أنظمتهم المناعية غير الناضجة بَعد، وانخراطهم في المدارس أو الحضانات بما يتخلله تواصل جسدي وثيق مع الأطفال الآخرين، وهذا ما يفُسّر أنّ الرّضع والأطفال الصغار جدًّا في الحضانات يكونون عرضةً للإصابة بنحو 12 نزلة برد خلال السنة، وينخفض العدد إلى حوالي 5-6 نزلات برد في السنة لدى الأطفال الأكبر سنًّا، ويقتصر على 2-4 نزلات برد في السنة الواحدة للكبار.
- الجنس:حيث يُعتقد أنّه وفي المراحل العمريّة المُبكّرة تكون الإصابة بالزّكام أكثر لدى الذكور، لينعكس الحال بعدها فتصبح الإصابة بالزّكام أكثر شيوعًا لدى الإناث.
- العمل: تُساهم ممارسة العمل والخروج من المنزل في التقليل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد لما توفّره من وقتٍ أكبر بعيدًا عن الأطفال المُعرضين للإصابة بعددٍ أكبر من نزلات البرد سنويًّا، وبالتّالي يكون الأشخاص الملازمون للمنازل برفقة الأطفال أكثر عرضةً للإصابة بالزّكام.
- العامل الوراثي: يُحتمل أن يكون لدى بعض الأشخاص استعداد وراثي للإصابة بنزلات البرد، إلّا أنّ هذا الاحتمال لا زال قيد البحث والدراسة لفهم الآلية المرتبطة بذلك.
- التعرض للعدوى في السابق: إنّ التعرّض للعدوى بصورةٍ أكبر في مرحلة ما قبل المدرسة يجعل الطّفل أقل عُرضةً لتكرار الإصابة بها لاحقًا في مرحلة المدرسة.
- الإجهاد والتعب: يزيد التعب والتوتر النفسيّ من فرصة الإصابة بالزّكام؛ فكلّما زاد الضغط النفسي والتعب زادت قابليّة الإصابة بالزّكام.
- ضعف جهاز المناعة: إنّ لضعف جهاز المناعة أو الإصابة بمرض مزمن دورًا في زيادة احتماليّة الإصابة بالزّكام.
- المخالطة والتعرّض: تُساهم مُلازمة الأشخاص المُصابين بفيروسات الإنفلونزا في زيادة احتمالية نقل العدوى إليهم، وكذلك فإنّ التواجد في أماكن مكتظّةٍ بالنّاس كالطّائرة أو المدرسة بزيادة احتمالية التعرّض للفيروسات المُسببة لنزلات البرد، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ الأشخاص المصابون بالإنفلونزا يكونون أكثر عُرضةً لنقل العدوى للآخرين خلال أول ثلاثة أو أربعة أيام بعد إصابتهم بالعدوى.
- الحساسيّة: تعدّ حساسيّة الأنف والحنجرة عاملًا يزيد من خطر الإصابة الزّكام.
- التدخين: يزيد التدخين من فرصة الإصابة بالزّكام، إضافةً إلى أنّه يتسبّب بجعل الأعراض أكثر سوءًا ويزيد من مدّة استمرارها، كما يمكن أن يساهم في أن تتفاقم الحالة المرضية لتتحوّل من زكامٍ بسيط إلى التهابٍ في الشعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchitis) أو التهابٍ رئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).
طرق انتقال الزكام
تُعد نزلات البرد من الأمراض سهلة الانتشار؛ إذ تعيش مُسبباته لمدة 24 ساعة على اليدين والأسطح، وتبدأ فترة نقل العدوى من قِبل الشخص المُصاب للآخرين في غضون أيام قبل ظهور أعراض الإصابة بهذا المرض وتستمر حتى انتهاء الأعراض، ويستغرق هذا الأمر ما مدّته أسبوعًا إلى أسبوعين، ومن الجدير ذكره أنّ أوّل يوم أو يومين من ظهور الأعراض يعدّان الفترة الأكثر نشرًا للعدوى، وفي الحقيقة، تتعدد طرق انتقال نزلات البرد، إلّا أنّ الفكرة الأساسية لجميعها واحدة، حيث تتمحور فكرة انتقال نزلات البرد من شخصٍ لآخر حول اليدين الملوثتين بإفرازات الأنف، ويحدث تلوّث اليدين هذا بعدّة طرق، وهي:
- الاتصال المباشر: انطلاقًا من فكرة أنّ الفيروس يبقى حيًّا على الجلد وقادرًا على إصابة الآخرين لمدة ساعتين على الأقلّ، وحيث إنّ الأشخاص المُصابين بالبرد عادةً ما يحملون الفيروس على أيديهم؛ فإنّ مجرد مصافحة شخص مريض متبوعة بلمس العين أو الأنف أو الفم قد تُسبّب بنقل العدوى للجسم.
- ملامسة الأسطح: تنتقل العدوى عن طريق مُلامسة الأسطح الملوّثة بالفيروسات، حيث تستطيع الفيروسات العيش على الأسطح ؛ كالطاولة، أو الهاتف، أو مقبض الباب، لعدّة ساعات.
- استنشاق الجُسيمات الفيروسية: عن طريق استنشاق هواء ملوّث برذاذ عطاس أو سعال شخص مُصاب بنزلات البرد، أو ربما ينثر المُصاب الرذاذ الذي يحتوي على الفيروسات عند العطاس أو السعال على الأجسام المُختلفة ومن ثمّ يتعرّض لها الشخص أو يلمسها بطريقةٍ ما فتنتقل العدوى له.
- اللعاب: يجب التنويه إلى أنّ معظم فيروسات البرد لا تنتقل عن طريق اللّعاب وبالتّالي لا يمكن اعتبار التقبيل طريقةً لنقل العدوى، لكن الاتصال المباشر الوثيق قد يتسبّب بذلك.