ما أثر وحدة كلمة المسلمين في تماسك الدول الإسلامية
الوحدة الإسلاميّة
نستخدم كثيراً وحدة الكلمة في التعبير عن الوحدة بشكلٍ عام، وعند الحديث عن الوحدة في العالم الإسلاميّ فهذا الأمر من الضروري وجوده، وذلك لأنَّ الشريعة الإسلاميّة جاءَت تحُثّ على الوحدة وعلى التضامُن والتكافل تحتَ كلمة لا إله إلا الله مُحمّد رسولُ الله.
كما جاءت نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبويّة تحثّ المسلمين على ذلك، فقد قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (تَرَى المُؤْمِنِينَ في تَراحُمِهِمْ وتَوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إذا اشْتَكَى عُضْوًا تَداعَى له سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ والحُمَّى)، وهذه الأدلة الشرعية من القرآن والسنة هي بعض ما ذُكر بخصوص أهميّة الترابط بين المسلمين وأنهم مثل الأخوة، فأخوة الإسلام أقوى من أخوّة النسب.
ما أثر وحدة كلمة المسلمين في تماسك الدول الإسلامية؟
إن لوحدة كلمة المسلمين الأثر العظيم لتماسك الدول الإسلامية وتماسك شعوبها، وفيما يلي بيان أبرزه:
تحقيق الألفة والتعاون والترابط
إن وحدة كلمة المسلمين سبب لتحقيق الألفة والمودة بين المسلمين، وانتشار التعاون والبركة، وإزالة الحقد والحسد، والبغض والكره بين الشعوب، مما يؤدي إلى تماسك المسلمين والدول الإسلامية وترابطها، وتقوية أواصرها، وزيادة الإخاء والمحبة بين أفرادها.
تقوية الأمة الإسلامية ومواجهة التحديات
حيث إن وحدة كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم هي الدعامة الوطيدة والأساسية لبقاء الأمة ودوامها واستمرارها، ونجاح رسالتها، وتقويتها أمام الأمم الأخرى، حيث تصبح قوية مترابطة متماسكة قادرة على مواجهة التحديات، مما يكون سبباً لإخافة الأعداء، وإلقاء الرعب في قلوبهم.
التأثير الإيجابي على الفرد المسلم
إن وحدة كلمة المسلمين واجتماع الأمة لها أثر كبير في شخصية الفرد المسلم، فهي تُكسبه المنعة والقوة والعزة، وترفع روحه المعنوية، وتجعله يتحلى بالأخلاق والعادات والسلوكيات الفاضلة، ويبتعد عن الرذائل والأخلاق السيئة، وترغّبه في إظهار قدراته وتنشّط روح المنافسة لديه، فكل هذا يجعل منه إنساناً سوياً صالحاً قوياً قادراً على الإنتاج، مما يؤدي إلى تماسك المجتمعات والدول الإسلامية وتفوقها.
تحقيق المفاهيم الإسلامية الحقيقية
إن وحدة كلمة المسلمين سبب لتحقيق المفاهيم الإسلامية، بإظهار العقيدة الإسلامية، وتجلّي الأخلاق والفضائل الإسلامية، ونشر التعاملات الإسلامية، وممارسة شعائرها وعباداتها، والتحرر من المعتقدات الباطلة، والتبعية الفكرية، مما يؤدي إلى تحقيق مجتمعاً إسلامياً حقيقياً، فيؤدي إلة تماسك الدول الإسلامية.
المحافظة على الحضارة الإسلامية
إن وحدة كلمة المسلمين سبب للمحافظة على الحضارة الإسلامية؛ كحفظ واستمرار التراث الإسلامي والثقافي، واللغة العربية، والقضاء على العصبية القبلية، والتحرر من التبعية الحضارية، مما يساعد على الصياغة الصحيحة من أجل الإبداع الحضاري، وتحقيق الوعي الصحيح للأمة، وتوحيد الأنماط والسلوك، والتفكير والبحث، على أساس إسلامي صحيح، مما يتبلور في النهاية حضارة إسلامية حقيقية، ومجتمعات إسلامية متماسكة.